خبر صحيفتان: « إسرائيل » لم تكن يوما جادة في تحقيق السلام

الساعة 08:57 ص|27 يناير 2012

فلسطين اليوم

أكدت صحيفتا الشرق والوطن القطريتان في عدديهما اليوم الجمعة، أن إسرائيل لم تكن يوما جادة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأن المحادثات الاستكشافية التي عقدت في الأردن مؤخرا كان الهدف منها فقط هو فك العزلة عن إسرائيل.

وشددت الصحيفتان على أن حكومة الاحتلال تتميز بالجدية وتفي بوعودها فقط عندما تلوح بحرب تشنها على الفلسطينيين وتستخدم فيها أشد الأسلحة فتكا وتدميرا.

وقالت صحيفة الشرق في افتتاحيتها تحت عنوان، 'فلسطين العودة للمفاوضات تراجع' إن اللجنة الرباعية الدولية والإدارة الأمريكية تمكنتا من إغراء السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات استكشافية مع إسرائيل، ونبهت إلى أن الهدف من إطلاق هذه المفاوضات قبل نحو شهر تقريبا لم يكن محاولة أمريكية لحلحلة التفاوض المجمد بين الفلسطينيين وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف بزعامة الثنائي نتنياهو وليبرمان، لكنه في الحقيقة كان لفك العزلة السياسية الدولية عن الكيان الإسرائيلي بعد أن جرت محاصرتها نتيجة سياساتها المناقضة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبأن تبدو إسرائيل أمام ممثلي اللجنة الرباعية الدولية بأنها جادة في المفاوضات.

وأشارت الصحيفة إلى أن مواقف الطرفين فى هذه المفاوضات كانت متباينة، كما أن إسرائيل لم تكن تعلق آمالا كبيرة عليها، وبالتالي أفشلتها، والسبب هو التعنت ورفض وقف أنشطة الاستيطان في الأراضي المحتلة، وتقديم المطالب الإسرائيلية من قضيتي الحدود والأمن على أي اعتبارات تراعي فيها مصالح ومتطلبات الطرف الفلسطيني، وحتى دون أن تتقدم بخيارات او حلول أخرى، بل صعدت إسرائيل مواقفها وإجراءاتها الاستيطانية خلال هذه الاجتماعات من مواصلة الاستيطان والاعتقالات والاقتحامات وقامت بكل ما بوسعها لتدمير فرص إحياء مفاوضات جادة وحقيقية على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967.

ولفتت الصحيفة إلى ستة لقاءات استغرقتها هذه المفاوضات، دون تحقيق أي تقدم باتجاه استئناف المفاوضات 'المباشرة'، رغم أن الرئيس محمود عباس كان قد أبدى استعداده للعودة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في حال اعترفت إسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية وأطلقت سراح المعتقلين لديها قبل تفاهمات أوسلو عام 1992. وأوضحت أن آخر محاولة للمقاربة بين الطرفين كانت في الجولة الخامسة، التي لم تكن الأخيرة، سعيا وراء إيجاد قاسم مشترك يؤدي بالطرفين إلى استئناف المفاوضات، ولكنهما لم ينجحا في تحقيق نتائج، بل أصر الفلسطينيون على اتهام إسرائيل بعدم الجدية.

وانتهت الشرق إلى أن الجميع الآن بانتظار اجتماع مبادرة السلام العربية على المستوى الوزارى والذي سيعقد بداية الشهر المقبل، للتقرير إذا ما سيستمر الطرف الفلسطيني فى المفاوضات أم لا.

اما صحيفة الوطن فقد قالت إن المهلة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية لتحقيق تقدم يسمح باستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قد انتهت دون حدوث هذا التقدم، ومن غير أية بادرة حسن نوايا إسرائيلية، ودون إبداء الدولة العبرية أية استعدادات تبشر باستعداد يوازي ما تتوعد به إسرائيل في حرب تلوح بها ويتحدث عنها إعلامها بشغف واحتفاء يعكس دموية غائرة في تركيبة هوية هذا الكيان، وهو ما يكشف أن إسرائيل تستعد للحرب أكثر بكثير من استعدادها للسلام. وضربت الصحيفة فى افتتاحيتها بعنوان ' انتهت المهلة دون جدوى ' مثالا واضحا على دموية إسرائيل، وهو الجدل الكبير والاختلافات التي تشهدها وزارة الحرب الإسرائيلية حول ما إذا كان ينبغي استخدام قذائف الفسفور الأبيض أثناء هجوم عسكري محتمل على قطاع غزة، بعدما استخدمت هذه المادة الحارقة أثناء عملية ' الرصاص المصبوب ' على غزة نهاية عام 2008 الماضي، الأمر الذى عرضها لانتقادات واسعة، أي أن إسرائيل تبحث عن بدائل مدمرة خلافا للمادة الفسفورية، ليس لأسباب إنسانية، ولكن تجنبا للنقد الدولي وتأهبا لحرب مقبلة تلوح بها وتهدد بشنها على غزة.

وأشارت الصحيفة إلى ما أكدته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي وهو حق القيادة الفلسطينية في محاسبة ومحاكمة إسرائيل على أفعالها، داعية إلى العمل على ذلك من خلال اللجوء إلى مختلف العناوين الكفيلة بذلك، خاصة محكمة العدل والمحكمة الجنائية الدولية. وانتهت  الوطن إلى أن ' هذا التغول الإسرائيلي اليومي، وهذا الحنث المتكرر بالوعود والعهود، لا يلقى رادعا، كون إسرائيل تعودت من كل الأطراف تمريره والسكوت عليه، بينما انتزاع الحق الفلسطيني يكون في دائرة الممكن من خلال إرغام الدولة العبرية على المثول أمام منظمات وأجهزة دولية متاحة، تحقق وتتقصى لتنفضح الادعاءات الإسرائيلية ولتتضح الحقائق '