خبر سلم الأولويات- يديعوت

الساعة 10:53 ص|26 يناير 2012

بقلم: سيفر بلوتسكر

إمرأة شابة، ابنة 30 ونيف، قالت لي: لماذا تشوشون لنا العقول وتشتكون من أنه لا توجد تسوية مع الفلسطينيين وانه انتهى حل الدولتين. فهذا على الاطلاق لا يهم جيلي. ما يهمنا نحن هو مستقبلنا: لماذا الطعام هنا باهظ بهذا القدر؟ لماذا لا يوجد تعليم مجاني للاطفال من عمر سنة؟ لماذا لا توجد شقق زهيدة الثمن؟ هذا ما يهم مستقبلنا في البلاد، وليس أبو مازن.

الشابة ليست وحيدة. البرنامج الانتخابي الموجز ليئير لبيد يتضمن كل الامور الهامة في حياة دولة اسرائيل اليوم: تعزيز الطبقة الوسطى، تجنيد الاصوليين وشتم ارباب المال. لبيد هو الاخر ليس وحيدا. الخطاب الجماهيري في الدولة ينقسم على النحو التالي: 65 في المائة مكرسون للطبقة الوسطى، 20 في المائة للاصوليين، 10 في المائة للتهديد الايراني والباقي لكل المشاكل الاجتماعية الصعبة لاسرائيل. الفقر، مثلا.

المطلب الصاخب والمطلق لتحسين الوضع الاقتصادي للطبقة الوسطى (المعرفة بكل الاسرائيليين، عدا الاصوليين، العرب، المستوطنين المتطرفين وارباب المال) يعلل بالرغبة في "ضمان مستقبل أفضل لاطفالنا". ومستقبلهم، كما يبدو، سيكون آمنا الى الابد عندما يحصل اباؤهم من الحكومة على تعليم مجاني من عمر سنة، اعفاءات ضريبية عن تربية الاطفال والرقابة على ايجار الشقة.

هذه الافكار مرت على فكري عندما لم أكن استطيع ضبط نفسي وقلت للمرأة الشابة: لعلكِ نسيت، ولكن قبل عشر سنوات ارتفعت الشقق هنا نصف ما هي الان واسرائيل كانت احدى الدول زهيدة الكلفة في الغرب. المطاعم الفاخرة في القدس عرضت لائحة طعام بخمسين شيكل، ولكن القلائل تجرأوا على الدخول. والمجمعات التجارية لمعت في فراغها. شركات التكنولوجيا العليا عقدت الجلسات في قبرص. قلائل تجرأوا على شراء شقق وأقل منهم فكروا بانه يوجد هنا مستقبل آمن للابناء والاحفاد.

رغم كل ذلك أكان زهيدا؟ سألت بدهشة وعدم ثقة المرأة الشابة؟

نعم، قلت، رغم السكن القابل للتحقق وعلبة جبنة الكوتج بنصف الثمن، لم يفرح أحد. كل يوم أو يومين تفجر هنا مخربون انتحاريون. وكل بضع ساعات ادخلت الدولة في نظام "عبوة مشبوهة". تحت عنوان "انتفاضة الاقصى" ادار الفلسطينيون هناك حرب استقلال وارهاب جبت منها أكثر من الف ضحية. الاسرة الدولية تعاطت معنا كدولة منبوذة: اتهمنا بمذبحة في جنين. بنوك أجنبية فتحت فروعا فقط كي تسهل على الاسرائيليين اخراج مليارات الدولارات من البلاد. لم يكن أب أو أم قلق لم يسأل نفسه في حينه، في 2002: أي مستقبل ينتظر هنا ابناءنا، احفادنا، على أرض النزاع المضرجة بالدماء هذه؟ أوليس من الافضل الهجرة؟

لماذا تذكر لي كل هذا؟ سألتني بعصبية المرأة الشابة.

كي اعيدك الى الواقع، أجبتها. من يفكر مثلك في أن التسوية مع الفلسطينيين ليست مهمة، يعيش في خيال خطير. في ظل عدم وجود تسوية أو تقدم ملموس نحو التسوية ستندلع انتفاضة اخرى، ثالثة، تكون اسوأ من سابقتها. وهي ستعرض للخطر مستقبلك ومستقبل ابنائك بألف – الفي ضعف اكثر من التنافس المخلول في شبكات التسويق وفقاعة العقارات.

عودوا رجاءا الى الواقع، انتِ ورفاقك، قلت. انظروا الى سلم الاولويات الحقيقي الذي يقف أمامه الشعب اليهودي في اسرائيل. هذ ليس سلم أولويات المال للاصوليين أو للعلمانيين، هذا ليس سلم أولويات لاستيراد الجبنة أو انتاج الجبنة. هذا سلم اولويات الحياة في دولة تحتل او الحياة في دولة عادية. سلم أولويات تقسيم البلاد أو الدولة ثنائية القومية. هذا سلم أولويات الديمقراطية أو الابرتهايد، تفهم العالم أو شجب العالم. الحل الوسط أو الحرب غير المنقطعة. هذا هو سلم أولويات مستقبل الابناء أو انعدام المستقبل.

أُف، قالت المرأة الشابة، ماذا تريد مني؟ أنا بالاجمال أردت الاحتجاج.