خبر الحصان الأبيض للقبيلة المستنيرة- هآرتس

الساعة 10:50 ص|26 يناير 2012

بقلم: آري شبيط

كان لنا في 1977 يغئال يدين. وهو رئيس هيئة اركان – وعالم آثار من رحافيا كان يفترض ان ينقذنا من عفن المعراخ واخفاق حرب يوم الغفران. وكان لنا في 1984 عيزر وايزمن. وهو طيار ذو حضور قوي من قيسارية كان يفترض ان ينقذنا من حماقة حرب لبنان الاولى والتضخم ذي الخانات الثلاث. وكان لنا في 1999 أمنون شاحك، وهو رئيس هيئة اركان نبيل من مكابيم – رعوت، كان يفترض ان ينقذنا من سلطة غوغاء بيبي ورعاياه. وكان لنا في 2003 تومي لبيد، وهو صحفي لاذع من شمال تل ابيب، كان يفترض ان ينقذنا من الحريديين والفقراء. وكان لنا في 2006 كديما، وهو حزب مركز متشكل، كان يفترض ان ينقذنا من اليمين والمستوطنات. وكانت لنا في 2009 تسيبي لفني، وهي عميلة موساد من رمات هحيال، كان يفترض ان تنقذنا من بنيامين نتنياهو. وكان لنا في اثناء ذلك اهود باراك وعمرام متسناع وعامي أيلون.

كان لنا خلال 35 سنة من لا يحصون من الفرسان البيض الذين ركبوا خيولا بيضاء الى الأمل الابيض. وسقطوا جميعا في الهاوية السياسية وأصبحوا عظاما رميما. لم يخصلوا اسرائيل المستنيرة بل دفنوها. ولم يقيموا بازاء اليمين والمتدينين بديلا فكريا أو زعامة حقيقية.

ان الفشل فشل مدوٍ. تحب النخبة الاسرائيلية العلمانية الاستخفاف بالحريديين لكن الحقيقة ان اليهود الحريديين أذكى كثيرا من جهة سياسية من الاسرائيليين العلمانيين. وبرغم ان جماعتهم منقسمة الى ساحات مختلفة فانهم في الأكثر يتوحدون قُبيل الانتخابات. وبرغم أنهم يتحفظون من الكنيست فانهم يرسلون اليها ممثلين يُعد فريق منهم ذوي وزن نوعي كبير. وهم جديون ومطيعون ومحنكون ويدفعون الى الأمام بقيمهم بصورة مدهشة.

وبخلافهم تسلك القبيلة المستنيرة خاصة في الساحة السياسية مثل قبيلة جاهلة. فهي مرة بعد اخرى تسير أسيرة وراء البابا سالي العلماني المتبدل. ومرة بعد اخرى يوزع على مؤيديه تمائم ويجعلهم يؤدون أيمانا ويهمس اليهم. وعلى نحو منهجي يرسل الناس الأكثر ثقافة في اسرائيل الى الكنيست ممثلين خفيفي الوزن وخفيفي العقول وقليلي التجربة. ان الناس الذين يصنعون هنا اقتصادا مدهشا وثقافة مذهلة وحياة جميلة يصنعون هنا سياسة بدائية لعبدة أوثان.

ان تسيبي لفني على حق، فقد أخذ الوقت ينفد. والقلة غير الصهيونية أخذت تقوى، والكثرة المنتجة الصهيونية أخذت تتضاءل، وعلى هذا فان الانتخابات القادمة ستكون مهمة بصورة خاصة. فبعد ان أطلق التنور الاسرائيلي قدرا كبيرا من الرصاص الفارغ لم يبق في فوهته سوى رصاصة واحدة. فاذا أضاع الفرصة الحالية ايضا فسيؤول الى الفناء. وسيغطي على الوسم الذي خلفه – وباراك وشينوي وكديما وسم انكسار 2012. وقد يكون الوسم الجديد قاتلا. فهو سيقضي على أنسجة التفاؤل التي ما تزال حية هنا وهناك. وسيغيب الايمان الضعيف بأن التغيير ما يزال ممكنا. واذا تبين ان الفارس القادم فارس كاذب ايضا فسيُخمد الأمل نهائيا.

ان مسؤولية ثقيلة ملقاة هذا العام على كواهل شيلي يحيموفيتش وشاؤول موفاز وتسيبي لفني ويئير لبيد. ولكل واحد من الاربعة أنا ضخمة. وكل واحد من الاربعة يحمل في جهاز الآيبود الذي يخصه آلاف المصالح الشخصية والحسابات الصغيرة، لكن لا أحد من الاربعة فاسد ولا أحمق. وعلى هذا يجب عليهم ان يعرفوا حدودهم، وعلى هذا يجب عليهم الاعتراف بأن لا أحد منهم هو المسيح المخلص. فاذا كان الاربعة ذوي شعور وطني حقا فعليهم ان يعملوا معا. واذا كانوا نزيهين حقا فعليهم ان يضمنوا ان يشغل الأفضلون الحكومة القادمة. وعلى الفرسان الاربعة الذين يركبون الآن نحو الأفق ان يعدوا بأنهم لن يكونوا فرسان كارثة اسرائيلية بائسة.

ان مسؤولية لا تقل عن ذلك ملقاة على الناخبين المحتملين لحزب العمل وكديما وميرتس ولبيد. فلا يجوز للقبيلة المستنيرة ان تعاود تحقير نفسها. ولا يجوز لها ان ترسل مرة اخرى الى الكنيست مندوبين مُسفين وأشباه بابا سالي من العلمانيين. بعد 35 سنة من الحماقة حان وقت توحيد القوى وتجنيد قوى والقاء جميع القوى في المعركة. انه الامر رقم 8 أيها الرفاق والرفيقات. فالحرب هذه المرة هي حرب عن البيت في الحقيقة.