الهدية والعمل تقنان الزيارات

خبر مشاغل الحياة..هل تُشغل عن الأهل والأصحاب؟

الساعة 10:32 ص|26 يناير 2012

غزة (خـاص)

لم يعد بإمكانه الذهاب لبيت العائلة يومياً كمان كان معتاداً في السابق، فقد اضطرته مشاغل حياته للتأخر عن اللقاءات اليومية في "بيت العيلة" الذي يشهد جلسات جماعية للأبناء والبنات والأزواج والزوجات والأحفاد، في أمر اعتادوا عليه منذ زمن بعيد.

 

فالمواطن نادر صوالحة الذي يعمل أستاذاً في إحدى المدارس الخاصة، لم تعد حياته كالسابق، فقد فرضت عليه ظروفه العملية أن ينشغل عن لقاء عائلته اليومي الذي تعود عليه منذ صغره، وكان بيت والده أشبه بخلية نحل يتجمع فيها الأخوة والأخوات والأعمام، لكن الأحوال تغيرت.

 

يقول صوالحة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"مشاغل الحياة كثيرة وصعبة، ولم يعد الوقت يسنح بالزيارات اليومية، ولكن هذا لا يمنع من الذهاب للاطمئنان على الوالدين، باعتباره واجب وحق علينا".

 

ويضيف صوالحة، أن المواطن أصبح في ظل صعوبات الحياة يبحث عن لقمة عيشه، ومساحة الوقت لاتكفي للزيارات كما السابق، وخصوصاً في فصل الشتاء حيث يكون النهار قصيراً والليل طويلاً، على الرغم من الحنين إلى الجلسات العائلية الجميلة.

 

يُشار إلى أن المجتمع الفلسطيني يعتبر مجتمع عائلات، حيث يتكون من العشرات من العائلات الكبيرة، التي تربطها علاقات المحبة والأخوة، وتعيش جميعها في ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة جراء الانتهاكات الصهيونية.

 

فيما أشار الشاب محمد ثابت (19 عاماً) إلى أن الدراسة أحياناً تشغل الكثير من الأشخاص عن الجلسات العائلية، خاصةً في ظل تراكم المواد الدراسية وضيق الوقت، كما أن موضوع قطع الكهرباء جعل المواطنين ينسقون أوقاتهم وينظمونها حسب الجدول.

 

وأضاف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، أن الجلسات العائلية تزيد في فترات الإجازة حيث أن الكثير من الأمهات تمتنع عن الخروج من المنزل خلال الأيام الدراسية إلا للضرورة القصوى، وهو أمر طبيعي نتيجة انشغل الكثير بأموره الخاصة، وإن كان هناك حنين للجو العائلي الجميل.

 

وتعتمد بعض العائلات الفلسطينية على التجمع في العديد من المناسبات كالدينية والوطنية والإجازات السنوية والنصف سنوية، كما تعمد بعض النساء، إلى التجمع من أجل إعداد وجبات غذائية مختلفة موسمية كالكعك والمعمول والفطاير وذلك في محاولة لجمع شتات الأسر التي تلهيها مشاغل الحياة.

 

فيما رأى الصحفي كريم عبد الهادي الذي يعمل مراسل ومحرر أخبار ضمن نظامي العمل "الصباحي والمسائي"، أن طبيعة عمل كل شخص تحكم ظروفه، خاصةً مع وجود عمل مسائي وليلي للكثير من الموظفين سواء كان طبيباً أو صحفياً أو عاملاً في بعض المجالات.

 

وأوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية أن الزيارات الاجتماعية باتت تُكلف الشخص من الناحية المادية الأمر الذي انعكس سلباً على تكرار الزيارات، أو الاضطرار إلى تقنينها، لدرجة أن أحياناً ظروف الشخص الاقتصادية تمنعه من التنقل لأماكن تحاج إلى "مواصلات"، وإن كان حريصاً على زيارة الوالدين بشكل خاص.