طالب بوقف جميع صور التفاوض

خبر د. الهندي ينتقد البطء في تنفيذ اتفاق المصالحة

الساعة 08:32 ص|26 يناير 2012

غزة

طالب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي السلطة الفلسطينية بوقف جميع صور التفاوض مع الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أن المفاوضات تؤدي إلى إحداث المزيد من الانقسام في الساحة الفلسطينية.

وعلّق د. الهندي - في حوار مع "الاستقلال"- على البطء الذي تسير فيه خطوات تنفيذ اتفاق المصالحة بالقول: "هذا البطء لا يبشر بخير"، مشيرا إلى أن هناك لقاء قريبا سيعقد بين الإدارة المصرية والأمناء العامين للجان المصالحة من أجل الوقوف على نتائج عمل اللجان طوال الفترة الماضية.

وفيما يتعلق بالجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية برام الله و(إسرائيل) لإحياء مفاوضات

التسوية بينهما دعا د.الهندي قيادة السلطة إلى وقف كل اللقاءات مع الاحتلال، معتبرا أنها

مفاوضات عبثية، "ولا تفضي إلا إلى مزيد من الانقسام في الساحة الفلسطينية".

وقال: "ندعو لوقف اللقاءات بين السلطة والعدو الصهيوني؛ فنحن اختبرنا هذا العدو كثيرا، واليوم يزيد هذا الاختبار باعتقال رئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك، ومواصلة اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، والمعاملة القاسية التي يتعرض لها أسرانا في سجون الاحتلال".

وأوضح عضو المكتب السياسي ل"الجهاد الإسلامي" أن أي مراهنات على الاحتلال الصهيوني

أو دعوات لمواصلة المفاوضات معه تمثل طعنة في ظهر المصالحة الفلسطينية.

وأضاف: "ما انقسمنا إلا لسبب هذه المفاوضات العبثية التي تثبت إخفاقها يوما بعد يوم وعاما

بعد عام".

وفي موضوع المصالحة الفلسطينية أشار د. الهندي إلى أن البطء في تنفيذ بنود اتفاق إنهاء الانقسام لا يبشر بالخير، موضحا أن هناك لقاء قريبا سيعقد بين الإدارة المصرية والأمناء العامين للجان المصالحة من أجل الوقوف على نتائج عمل اللجان.

وقال: "الشعب الفلسطيني كان يتوقع أن تنفذ الفصائل الاتفاق بخطوات جادة وحقيقية تبشر

بقرب إنهاء الانقسام الداخلي، ولكننا لم نر حتى اللحظة معتقلا سياسيا واحدا تم الإفراج عنه،

ولم نشاهد إلا المزيد من المماطلات التي لا قيمة لها، والتي لا تنطلي على الشعب الفلسطيني".

وتحدث د. الهندي عن أطراف تع لق تنفيذ بنود اتفاق ّ المصالحة بالإصرار على المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني؛ في إشارة واضحة إلى السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح؛ "وذلك استجابة لتدخلات الرباعية الدولية"، مؤكدا أن هذه المسائل "لن يقبل بها الشعب".

ونّبه إلى أن التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية -من توسع استيطاني مستمر واعتقال

النواب والمجاهدين- يأتي في سياق محاولات ضرب المصالحة الفلسطينية، مجددا تأكيده ضرورة تفويت الفرصة على الاحتلال، "ومواصلة جهود إنهاء الانقسام".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد: "اللجان التي تش ّ كلت والتي انبثقت عن اتفاق

المصالحة في القاهرة بعضها تعثر عمله، والآخر يسير ببطء شديد؛ لذلك نرى أن تفعيلها مهم

وأساسي للمضي نحو تحقيق المصالحة".

وزاد قائلا: "عندما نقول ونشدد على ضرورة وقف الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة فماذا يعني استمرار السلطة في استدعاء المزيد من كوادر حركتي حماس والجهاد؟".

ورفض د. الهندي توجيه أصابع الاتهام إلى فصيل بعرقلة المصالحة، وقال: "من غير المناسب توزيع الاتهامات على الأطراف في هذه اللحظة، لأنه يضر بالمصالحة، والطرف الذي يعرقل الاتفاق يعرف نفسه جيدا"، كما رفض مطالبة أي فصيل بالإفراج عن أي

معتقل جنائي في سجون الضفة أو غزة، "أو من ارتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني وثبتت

عليه بالأدلة"، مبيناً أن اللجان المنبثقة عن اتفاق المصالحة والتي تسعى إلى تذليل كل العقبات أمام إتمام الوحدة الفلسطينية التي تمثل مواقف وسياسات لكل الفصائل الفلسطينية، ومؤكدا ضرورة العمل بتوصيات هذه اللجان.

كذلك دعا مصر إلى تولي دور أساسي في إتمام المصالحة، "وليس بمجرد الدعوة لهذا اللقاء، بل بالإشراف التام على تنفيذه".

واستطرد بالقول: "مصر هي التي رعت هذا الاتفاق وأشرفت على توقيعه، وتمارس الدعوة للجان المختلفة بالعمل وبذل المزيد من الجهود حتى اللحظة".

وبخصوص الحديث عن الوحدة بين حركتي حماس و"الجهاد الإسلامي" قال: "هناك دعوة لعقد حوار معمق بين الحركتين للوصول إلى ترتيب العلاقات بيننا، وهذا الحوار سيفتح لمناقشة جميع القضايا وصولا إلى الوحدة الكاملة"، مستدركا: "من السابق لأوانه الحديث عن أي نتائج، لأن الحوار بدأ للتو، فقد عقد لقاء واحد فقط بين وفد الحركة ورئيس الحكومة بغزة إسماعيل هنية".

وشدد على أن حركته تؤمن بشدة بأهمية الوحدة وضرورتها أكثر من أي وقت مضى، "وخصوصا في ظل تعثر المسيرة السياسية بين السلطة و(إسرائيل)"، وقال: "نريد للكل الفلسطيني أن يلتئم وبخاصة حركتا حماس والجهاد".

وعن المقاومة السلمية ومدى أهميتها وموقعها في هرم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال أكد د. الهندي أنها تعتبر نوعا من أنواع المقاومة المكملة للمقاومة المسلحة، مشددا على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن المقاومة المسلحة في الصراع مع العدو.

وقال: "طالما هناك احتلال جاثم على أراضينا وانتهاكات مستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين

وتصعيد مستمر ضد أسرانا وتوسع استيطاني وتهويد في القدس.. فإنه يتوجب على الفلسطينيين أن يواجهوا هذه التهديدات بالمقاومة المسلحة".

ويرى الهندي من جانب آخر أن حركات التضامن الدولي التي تتعاطف مع الفلسطينيين وتقاوم

الاحتلال سلميا في الضفة الغربية وقطاع غزة لعبت دورا بارزا في الساحة الفلسطينية، ولكنه

نوه إلى أن هذا التعاطف لا يكفي لكشف وجه (إسرائيل) أمام العالم.

وتابع: "العدو يتمتع بحماية غربية ودولية، وقد تجلى ذلك بإجهاض الولايات المتحدة لاعتراف أممي رمزي بدولة فلسطينية على حدود عام ١٩٦٧ "، منوها إلى أن كل صور التضامن مع الشعب الفلسطيني تحدث تغييرا لمصلحة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، واستدرك قوله: "لا نراهن على أنه سيحدث تغييرا كبيرا، لأن استمرار وجود (إسرائيل) مصلحة أمريكية وغربية في المنطقة".

وفيما يتعلق بدعوات الهيئات الدولية -ومنها الاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة لوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين- قال عضو المكتب السياسي ل"الجهاد الإسلامي": "مهما كانت نتائج هذه الهيئات الرافضة للاستيطان فإن (إسرائيل) ستستمر في نهجها الاستيطاني دون أي رادع".

وذكر بأن الكيان الصهيوني رفض الإغراءات الأمريكية الكبيرة من أجل استمرار الاستيطان

في الضفة والقدس.

وبين د. الهندي أن سلطات الاحتلال لا تهتم إلا بالرأي الداخلي، "ورأي الإدارة الأمريكية التي تمنحها الغطاء لكل مخططاتها وممارساتها، وهي لا تنظر لكل القرارات الشرعية التي اتخذت ضدها من الهيئات الدولية طوال ٦٠ عاما".

في إطار القرارات العنصرية التي تتخذها سلطات الاحتلال ضد فلسطينيي الداخل والهجمة

الشرسة التي يتعرض لها الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة أكد الهندي

أنها حلقة في سلسلة الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين، "وهي إكمال لمشاريع الاحتلال التي

تستهدف الوجود الفلسطيني".

وأشار إلى زيف الديمقراطية الصهيونية التي تستخدم العنصرية أداة للتضييق على فلسطينيي

الداخل، وقال: "(إسرائيل) لا تتمتع بالديمقراطية إلا لليهود فقط، وهي تعتبر الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة أو حتى العاشرة، وهناك تفريق كبير بينهم، وعنصرية شديدة تستخدم ضدهم".

وعّبر عن خشيته من أن تستغل سلطات الاحتلال الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة لتهجير

فلسطينيي الداخل إلى خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨ ، داعيا الأحزاب

الفلسطينية في الداخل إلى الانتباه لمثل هذه الممارسات والمخططات.

وفيما يتعلق بالتهويد المستمر لأحياء القدس المحتلة ومعالمها أكد القيادي الهندي أن الصمت

الدولي إزاء هذه المخططات يساعد (إسرائيل) في المضي قدما بمصادرة الأراضي والتهويد وتهجير المقدسيين، "فضلا عن أنه يضع العراقيل أمام المسعى الفلسطيني والعربي لتحرير القدس".

وأشار إلى القلق الصهيوني الكبير من الثورات العربية والربيع العربي الذي أعطى الشعوب

حريتها، مؤكدا أن الشعوب العربية ستنهض من جديد لتحرير القدس، ولكنه شدد على ضرورة منح الشعوب فرصة لتجاوز التعقيدات التي يواجهونها في تنظيف ساحاتهم الداخلية.

وقال: "تحرير القدس مسؤولية الجميع، ونؤمن أنها ستعود يوما من الأيام بسواعد أبنائها إلى حضن الأمة الإسلامية والعربية، وهذا وعد الله سبحانه بالنصر والتمكين، ودخول المسجد الأقصى كما دخله عمر بن الخطاب رضي الله عنه".