خبر بداية عهد- هآرتس

الساعة 09:15 ص|25 يناير 2012

بداية عهد- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اليوم قبل سنة بالضبط تجمع عشرات الاف الشباب المصريين في ميدان التحرير وسط القاهرة، وبدأوا حملة ترمي الى احداث تغيير تاريخي. بعد أقل من اسبوعين من ذلك أعلن الرئيس حسني مبارك اعتزاله، وأمس بدأت المرحلة الجديدة في الديمقراطية المصرية. لاول مرة منذ نحو ستين سنة أدى البرلمان اليمين القانونية بعد أن انتخب في انتخابات حرة وعامة، تعكس بشكل أصيل هامش القوى السياسية في مصر.

        قد لا يكون هذا هو البرلمان الذي تطلعوا اليه في الغرب، فما بالك في اسرائيل. أغلبيته في يد الاحزاب الدينية، قسم منها، كالسلفيين، متطرفة في مذاهبها الفكرية – وأقليته من تيارات وحركات ليبرالية علمانية. هذا بالتأكيد ليس برلمان "البصم"، على نمط الطاعة لاوامر النظام، ولكنه برلمان مواطني مصر. يجب تهنئة المواطنين المصريين على نجاحهم في احداث الثورة، في اسقاط النظام الذي قمعه واقامتهم في فترة زمنية قصيرة لبرلمان تمثيلي جديد، سيشكل قريبا الحكومة الجديدة أيضا.

        ولكن الثورة المصرية، مثل سابقتها التونسية، لا تتعلق فقط بتغيير نظام الحكم أو اسقاط الرئيس. فهي تغير طبيعة العلاقة بين السلطة والمواطنين: ليس الجمهور هو الذي يتعين عليه أن يعجب نظامه، بل النظام هو الذي يتعين عليه من الان فصاعدا ان يتلقى شرعية حقيقية من الجمهور. هذا هو أساس الديمقراطية الذي يسعى المواطنون المصريون وممثلوهم بناء مستقبلهم عليه.

        هذه ديمقراطية تحتاج الى مساعدة، سواء اقتصادية أم سياسية. دون استثمارات ومساعدة مباشرة ستجد الديمقراطية صعوبة في اطعام 85 مليون مواطن مصري. يدور الحديث أيضا عن دولة تتطلع الى اعادة بناء مكانتها في الشرق الاوسط وفي العالم بأسره.

        وعليه فان اسرائيل لا يمكنها فقط أن تقف جانبا وتنتظر. عليها أن تبادر الى علاقات وفرص مع النظام الجديد. دولة قلقة على مصير اتفاق السلام مع مصر لا يمكنها ان تفصله عن مصير المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. مصر تبدأ الان السير في طريق جديد، ويجدر باسرائيل أن تتعلم كيف تعرف المؤشرات على هذا الطريق.