حسب

خبر صحيفة « إسرائيلية » تزعم أنّ نتنياهو سيُسلّم الفلسطينيين في آذار خريطة الحدود

الساعة 07:37 ص|25 يناير 2012

القدس المحتلة

قال كبير المعلقين السياسيين في صحيفة 'معاريف' العبرية، بن كاسبيت، أنّ دقيقي النظر لاحظوا هذا الأسبوع خبرا صغيرا، اختبأ بين السطور، والذي نُشر في صحيفة 'يسرائيل هيوم'، والتي أسماها بالصحيفة الناطقة رسميا بلسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتعلق بالاتصالات بين المحامي اسحق مولخو والدكتور صائب عريقات في الأردن.

ووفق الخبر، فإن نتنياهو وعد أنه خلال شهرين، حتى شهر آذار (مارس) المقبل، ستسلم إسرائيل موقفها التفصيلي بشأن الحدود والترتيبات الأمنية. وشكك كاسبيت في ذلك، لافتًا إلى أنّ مثل هذا الخبر كان ينبغي أن يكون في العناوين الرئيسية. هل سيرسم نتنياهو خط الحدود؟ ويسلم للفلسطينيين (الذين سيعرضونه على العالم بأسره)؟ لا وجود لشيء كهذا، فكل ما يتميز به نتنياهو، على حد قول المعلق، أنه عديم الحدود، عديم المواقف، عديم السياسة ومحظور عنده تسمية الأشياء بأسمائها، فكل تحرك، هنا أو هناك، يسقطه. إذا رسم خطا للحدود، ولا يهم أين يقع، سيحدث واحد من اثنين: إما أن يسقط أو يسقط القناع عن وجهه. فهل يمكن أن أشياء تجري من خلف ظهره؟ لا يبدو لي ذلك، والمنطق أكثر أن نتنياهو يشتري الوقت، مرة تلو مرة وهذه طريقته في البقاء، لأنه من هنا إلى هناك، لا أحد يعرف بالضبط ما يريد، ومن جهة أخرى، أفلح في قتل العملية السلمية والبقاء حيا، وأبعد الأمريكيين وحيد الأوربيين، وغرز الفلسطينيين، إذن لماذا عليه وضع خط حدود جديد؟ وتابع المحلل قائلاً إنّه من الممكن أن شاؤول موفاز، الذي قال إنّ نتنياهو كاذب، محق، ولكن نتنياهو ينتصر.

ونوّه كاسبيت إلى أنّه منذ زمن طويل لم ينشأ وضع كهذا في الحلبة السياسية الإسرائيلية. منذ زمن طويل لم تشهد إسرائيل أزمة زعامة سياسية عميقة إلى هذا الحد. من جهة رئيس حكومة في منصبه يتعذر على كل من يقف على سلوكه ويعرف سيرورة اتخاذ القرار لديه، وطابع حياته أن يخلد إلى فراشه ليلا. والأمر لا يتعلق بمعلقين محبطين أو بيساريين مضى زمانهم، الأمر يتعلق، مثلا، بكل قادة الأذرع الأمنية باختلاف أجيالهم، كلهم جميعا، كل من تواجد في الغرفة، كل من رأى وأصيب بالذعر، الأمر يتعلق، مثلا، بالرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي، اللذين أدارا بينهما نقاشا خاصا، من النوع الذي لا تقال فيه سوى الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة، ولأسفهما بث هذا النقاش في مكبرات الصوت جراء خلل فني. الأمر يتعلق، مثلا، بسياسيين أيضا ممن أحاطوا برئيس الوزراء، في الماضي والحاضر، يتواجدون هناك، أو كانوا هناك وفروا، ويعرفون الحقيقة. ومع ذلك، لا تزال مكانة رئيس الوزراء هذا في استطلاعات الرأي غير سيئة أبدا، والسؤال الذي يسأله الجميع تقريبا بعدما ينتهون من توجيه الانتقادات له هو: من يستطيع أن يحل مكانه؟ إن لم يكن هو فمن سيكون؟ سؤال جيد. لا جواب قاطعا.

ورأى كاسبيت أنّ ثمة إجماعا مطلقا على أمر واحد: بنيامين نتنياهو يعرف جيدا كيف يؤدي دور رئيس الحكومة. على الأقل من الناحية الظاهرية. نتنياهو ممثل بارع، يملأ بزة الزعيم تماما، مسلح بهيئة واثقة، بألاعيب زعامة مقنعة، بمشية حازمة، بحركة يدين زعامية، بحاشية رثة من المستشارين الخانعين، بنظرة تطفح بالاستشراف نحو الأفق المجهول.

ولا أحد يملك وصفة ثابتة تصف بالضبط كيف يجب التصرف وما ينبغي لرئيس الحكومة بالضبط أن يفعل، ولكننا جميعا متحدون في الرأي أنه بالضبط هكذا، مثل نتنياهو، ينبغي أن يبدو رئيس الحكومة. إذا خلا من الجوهر والمحتوى، نكتفي بالمظهر. وماذا يوجد مقابل نتنياهو؟ تساءل المحلل وأجاب: لا أحد. شخصيّات مثل غابي أشكنازي، يوفال ديسكين، مئير داغان وآخرين ينظرون نحوه من خلف السياج بلوعة، إنهم خارج الميدان، وعندما يتمكنون من دخول الحلبة، من الذي سيتذكرهم حينها. والمؤسسة السياسية، حتى الآن، طغمة مغلقة. والمشكلة هي أن المسؤولية عن مصيرنا في هذا المكان بأيدي هذه الطغمة. وهي أيضا مسؤولة عن صورتنا وعن جودة حياتنا. ولكن لأنها حصنت نفسها وأحاطت نفسها بقنوات وألغام، متاح لها الآن أن تتصرف، بشكل أو بآخر، كما تشاء، على حد تعبيره.

على صلة، وفي خطوة اعتبرت أنها استعراض قوة في وجه الإدارة الأمريكية قرر نتنياهو المشاركة في مؤتمر (إيباك) السنوي الذي سيعقد في واشنطن في آذار (مارس) المقبل. وكان قرار نتنياهو مستهجنا إذ أن الدعوة موجهة للرئيس شمعون بيرس، وكان يفترض أن يلقي كلمته في المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس.

وفي حين لم يعلن جدول أعمال أو توصيات لمؤتمر الـ (إيباك) هذا العام، خاصة أن موعد انعقاده ما زال بعيداً، إلا أن القراءة المتعمقة في جدول أعمال المؤتمر عينه خلال العام الماضي، قد تعكس جانباً كبيراً من حرص نتنياهو على حضور المؤتمر المزمع في آذار (مارس) المقبل، إذ تشير معطيات نشرتها صحيفة 'هآرتس' إلى أن مؤتمر العام الماضي حضره ما يربو على 10.000 ناشط يهودي من مختلف دول العالم، وبحسب ما نقلته الصحيفة عن هاورد كور، مدير عام منظمة الـ (إيباك)، كان من الصعب تجاهل القوة التي حرص الايباك على التظاهر بها خلال مؤتمر العام الماضي 2011، فإلى جانب الحضور الذين زاد عددهم عن 10.000 ناشط من مختلف دول العالم، كان من بينهم ما يربو على 70 سيناتوراً و270 عضواً من مجلس النواب، وقادة افرو ـ أمريكيين، بالإضافة إلى قادة سياسيين.