بقلم: أمنون شموش

خبر التاريخ يكرر نفسه- يديعوت

الساعة 09:44 ص|24 يناير 2012

أنا أدخل الى عرين الأسد. أعرف ذلك. فاكتشاف الاسود فعله، قبل وقت ما، نمر غير صغير مفترس. كل اولئك الذين يعيشون في الفيلا داخل الغابة سمعوا النمر والاسود على حد سواء ممن هم واثقون بانفسهم وبقوتهم.

أنا المواطن الصغير، أعيش على هامش الفيلا. مواطن صغير في دولة صغيرة مع جنون كبير وسكر قوة، اعاني مرض الاضطهاد، جنون الاضطهاد، كل همها في اعدائها، تنسى وتهمل فقرائها. المواطن الصغير يتجرأ على التفكير بعقله السليم بان ليس هناك شيء اهم للشعب وللدولة من العناية المكثفة بالتعليم، بالصحة وبالرفاه. مليارات لازمة لكل هذا وهي تستثمر في استعدادات حثيثة ومجنونة لهجوم في ايران. استعدادات تأكل من طاولة الفقراء، من أدوية المرضى في أروقة المستشفيات، من رياض الاطفال ومن التعليم العالي. الاقتراح العملي الاكثر اهمية في تقرير تريختنبرغ – نقل 3 مليار شيكل من الامن الى المجتمع – شطب بذات قبضة الملاكم حيال ايران.

مشكلة النووي الايراني خطيرة وتهددنا، ولكن ليس فقط تهددنا نحن وليس أساسا نحن. حذار لنا أن نتصدر الامر ونتطوع بتنفيذ حرب العالم الحر. بدون هذا أيضا نجدنا شبعنا حروبا، شبعنا معارك وأفضل أموالنا تذهب على الدفاع، ناهيك عن الهجوم. تهديدات أحمدي نجاد وان كانت مفزعة محظور علينا ان يتملكنا الفزع. ليس كل نبح من زعيم ينتهي بالضرورة بالعض. مصر مثلا لم تنصب بطاريات مضادة للطائرات دفاعا عن سد أسوان عندما هدد ليبرمان بقصفه.

الخطر الاكبر، في نظري، هو أنه من شدة الاستعدادات والاستثمارات سنكون سكرى جدا من القدرات التي طورناها والتي لن نتمكن أو لن نرغب في التراجع عنها اذا استوجب المنطق والواقع التراجع. فلان وعلان (الاسماء محفوظة في اسرة التحرير) ممن وظفوا كل كفاءاتهم وسكر قوتهم في اعداد وليمة دسمة لن يتخلوا عن تقديمها حتى لو كان جمهورهم قد شبع. معروف القول الشهير ان الحروب هي أمر أهم من أن تودع في يد الجنرالات. فما بالك الحرب النووية.

الهند والباكستان هما عدوان لدودان. كلتاهما تملكان قنابل نووية منذ سنوات عديدة. الردع يمنع كل هجوم. بذات القدر مسموح لنا ومرغوب لنا أن نفكر بانه حتى لو انتجت ايران قنبلة نووية، فانها لن تسارع الى استخدامها. لا ضدنا ولا ضد أعدائها الاقرب والاكبر. تجاهنا هذه كراهية عمياء من قيادة مؤقتة ان شاء الله. تجاه جيرانها العرب هذه مصالح اقتصادية هائلة وخصومة تاريخية وثقافية. السعودية، امارات الخليج والعراق يهددها النووي الايراني أكثر منا. وهي اقل هستيرية منا، لاسباب مفهومة. عندنا الهستيريا ولدت من الهستوريا (التاريخ) ولكن الويل للسياسة التي تحركها الهستيريا.

هل ينبغي لنا أن نتصدر الامور فنعمل نيابة عن الغرب القلق والخليج العربي المهدد فنقوم بالعمل الاسود؟ ان نوجه المقدرات القليلة لدينا نحو مغامرة نهايتها الله يحمينا، بدلا من استثمارها في اصلاح المظالم الاجتماعية في داخلنا، لاستقرار الجهاز الصحي، في تخفيض الاسعار للسكن وفي الاسواق، في التعليم الذي كان على رأس عزة اليهودية في كل الاجيال ووصل الى ما وصل اليه هنا؟

رجاءاً لا تغسلوا عقل المواطن الصغير. ذات مرة قلتم: هم خ ا ئ ف و ن. أما الان فانتم تقولون: نحن خائفون. أنا لا اخاف من أن اقول لكم، هناك فوق: دعكم من الاستعدادات تجاه ايران ووجهوا المقدرات، القلق والابداع تجاه هذا الشعب، الذي يطالب بالعدالة الاجتماعية. فهو يستحقها هذا المواطن الصغير الذي خرج بعشرات الافه الى الشوارع، وكان مستعدا لان ينام في الخيام، وغير مستعد ولا يرغب في أن يخرج الى الحروب. حتى لو كانت عادلة.

ستانلي فيشر حذر من أن للمال توجد أرجل وهو يمكنه أن يذهب من هنا. كما أن لمئات الاف الشباب الرائع الذي خرج في الصيف وسيخرج في الربيع الى الشوارع والميادين توجد أرجل وعقل سليم. لا تهربوهم من هذه البلاد الطيبة. فهي قوية. اعملوا على أن تكون طيبة ايضا. للمواطن الصغير. وللمواطن المتوسط.