فتاة عشرينية ترث العمل في السحر والشعوذة

خبر غـزة..هل يستحق السحرة والمشعوذين القتل أم الحبس فقط؟

الساعة 07:12 ص|23 يناير 2012

غزة

تُعد قضية السحر والشعوذة من قضايا الرأي العام المؤرقة لكثيرين من أبناء المجتمع الفلسطيني لما تخلفه من آثار سلبية ومأساوية على بعض ضحاياه ممن يتعاملون مع الدجالين ويسيطر إدعاء العلاج بالسحر على عقولهم ويسلب ألبابهم.

وفي هذا السياق، ناقش كل من الداعية الدكتور وائل الزرد والرائد أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة الفلسطينية هذا الموضوع خلال برنامج إذاعي.

ملاحقة الدجالين

وناقشت الحلقة قضية السحر والشعوذة من حيث رأي الشرع في هذه القضية الخطيرة التي طفت على السطح في المجتمع الفلسطيني مؤخراً ودور الأجهزة الأمنية المختصة في معالجة هذا الأمر وملاحقة الدجالين والتعرف على أهم العقوبات الصادرة بحقهم .

وفي هذا الصدد، قال الشيخ الدكتور الداعية وائل الزرد "الجن عالم لا ينكر وجوده إلا متعجرف منكر للقرآن والسنة".

واستشهد الداعية الفلسطيني بآيات قرآنية تدلل على وجود الجن، قائلاً "السحر موجود والله تعالى أخبر في القرآن عن هذا الأمر وبنو إسرائيل أول من اشتغل بهذا السحر وحاولوا إغواء بني آدم بذلك وورثوا من جاء بعدهم فنون السحر".

وطمأن الفلسطينيين بأن المجتمع بخير وبعيد عن انتشار السحر كظاهرة كما يظن البعض، لكنه أكد على أن هذا الأمر لا يلغي جانب الحذر.

وأوضح الداعية الزرد أن "السحر والشعوذة منهج خطه إبليس منذ أن تحدى الله بكل بجاحة وطرد من الجنة".

واستدرك قائلاً "فمنذ تلك اللحظة وإبليس يسلك مسالك عدة في السحر والشعوذة والتفريق بين الرجل وزوجه وتحويل حياة المؤمنين من سعادة إلى تعاسة".

وعن أنواع السحر، نوه الزرد إلى أنه يشتمل أمران يمثلان عنوانين كبيرين أولهما سحر منفعة وثانيهما سحر مضرة كما يظن أصحابهما وينقسمان لأمور كثيرة جداً، بحسب الداعية الفلسطيني.

وضرب الزرد أمثلة على قسمي السحر النفعي والمضر، محذراً من النوع الثاني المتمثل بسحر المضرة والمصائب التي يجرها.

وأشار الزرد إلى أن السحر قد دخل السياسة، مستدركاً "جورج بوش الابن كان له طاقم من السحرة وقال من حوله أن الجن والسحرة هم من نصحه بغزو العراق".

وفيما يتعلق بدور الأجهزة الأمنية والشرطية بهذا الجانب، أكد الرائد أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة أن هذه القضية تظهر بين حين وآخر ولا تعتبر منتشرة بشكل كبير ولا يطلق عليها ظاهرة.

وبين البطنيجي أن طبقة معينة من المجتمع الفلسطيني تعاني من السحر والشعوذة، لافتاً إلى متابعة جهاز المباحث العامة هذا الأمر بشكل حثيث وملاحقته لعدد كبير من السحرة والمشعوذين في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

مهنة واستغلال

وقال البطنيجي" 15% من هؤلاء الدجالين لديهم رواتب وعمل ودخل آخر، وأكثر من 75% لا يملكون مصدر دخل آخر لذلك يستغلون هذا العمل المشين كمهنة للمتاجرة بالمواطنين".

وتابع : "بعض الناس يعالج بالأعشاب والقرآن وهؤلاء كثر لا يدخلون ضمن السحرة والمشعوذين".

وأردف الناطق باسم الشرطة "أغلب من يمتهن هذا العمل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة والغالب منهم وضعهم الأمني والأخلاقي سيئ".

ونبه البطنيجي إلى وجود نص قانون أصدرته وزارة الداخلية لتجريم العمل في السحر والشعوذة، مضيفاً "في الفترة الأخيرة لاحظنا فئات جديدة ورثت العمل من بينها فتاة تبلغ 21 عاماً فقط لم نعرف كيف ورثت هذا الأمر أو تعرفت عليه سواء من سحرة ودجالين أو عبر الانترنت".

وشدد الرائد البطنيجي على قيام الأجهزة المختصة بمتابعة هؤلاء السحرة من خلال الاعتراف على من يتردد عليهم.

واستدرك قائلاً "هناك عقوبة ضد هؤلاء بالسجن قد تتراوح حبس ثلاث سنوات خاصة الدجالين المعروفين ممن يفتحون أبواب بيوتهم لامتهان هذا الأمر الخطير".

فيما، عاد الشيخ الزرد للحديث عن رأي الشرع في قضية السحر والشعوذة ليؤكد عدم وجود دليل قاطع على أن بعض الأعراض تشير إلى أن فلان مشعوذ من عدمه.

وأوضح الزرد "هذه المسألة بعيدة عن السحر والشعوذة وهي مرض نفسي فقط ويؤدي لكثير من الشك والوسوسة".

ولفت الداعية الزرد إلى أنه لا يقع في مثل هذا الأمر إلا من كان خاوي الصدر من تعاليم الدين السليمة الصحيحة.

نماذج وأساليب

في حين، أشار الرائد البطنيجي إلى تعرف الشرطة على بعض النماذج التي يستخدمها السحر في جذب الناس لأعمالهم وأساليبهم ووسائلهم التي يظن الناس أن بها شفاء من الأمراض وتخفيف للكربات والمصائب.

وأكمل "وجدنا أن المطلوب الآن من علمائنا ودعاتنا تكثيف الدروس التوعية في المساجد عبر منابر الجمعة والمحاضرات الدينية اليومية لتوعية الناس بمخاطر السحر والتحذير من آثاره السلبية".

وأكد على متابعة الأجهزة الأمنية لهذه الفئة، مضيفاً "ما يدفع لهذه الظاهرة أن الكثير من أبناء شعبنا لا يرفعون شكاوى للجهات المعنية ويكتفون للتوجه للسحرة خوفاً من أساليبهم وهذا دليل ضعف في الدين والتربية السليمة لهؤلاء الناس".

وقال "كنا نتمنى أن يطبق حد الشرع بهؤلاء الدجالين وهو القتل لأنه ليس جنحة بسيطة بل جريمة كبرى يجب أن يقطع رأس فاعله".

وطمأن الرائد البطنيجي أبناء الشعب الفلسطيني بأن الحكومة لن تتهاون أبداً في متابعة هذا الملف وستستمر في ملاحقة السحرة والمشعوذين.