خبر إعلام المؤسسات الأهلية.. تراجع واضح والأسباب متعددة

الساعة 12:43 م|22 يناير 2012

وكالات

هل هناك تراجع في إعلام المؤسسات الأهلية في غزة؟ وهل جاء هذا التراجع نتيجة منع الصحف من دخول قطاع غزة والذي زاد عن عدة سنوات, أم أن هناك أسباب أخرى خاصة بالمؤسسات نفسها, أو انه جزء من المشهد العام للازمة التي يعاني منها الإعلام الفلسطيني, في هذا الاستطلاع نحاول أن نتعرف على أراء عدد من المؤسسات الأهلية ورؤيتهم الخاصة بهذا الموضوع.

أسباب التراجع

محمد عودة مراسل في مؤسسة خزاعة للزراعة المستمرة قال أن هناك تراجعا عاما بالنسبة لإعلام المؤسسات عازيا أسباب ذلك إلى عدم دخول الصحف من ناحية, وعدم اهتمام الصحافيين بنشر أخبار تلك المؤسسات ومن ناحية أخرى حالة الإحباط التي يعاني منها الصحافي نتيجة لعدم دخول الصحف كل هذه الأسباب مجتمعة قد تكون وراء تراجع الإعلام في المؤسسات.

كما تطرق لإعلام المؤسسات الأهلية مابعد الحرب في قطاع غزة وتحول برامج معظم المؤسسات لبرامج اغاثية والبعد عن الجانب التنموي, وبالتالي قلت نسبة الأخبار ذات العلاقة بالجانب التوعوي والتنموي, فضلا عن التمييز في المساحة المعطاة لأخبار الضفة الغربية مقارنة المساحة المعطاة لأخبار قطاع غزة حيث تتفوق الأولى في هذا الجانب بكثير.

واستبعد أن يكون للجو السياسي العام أي دور في تراجع الإعلام في هذه المؤسسات موضحا أن سرعة تدفق المعلومة كان وراء تخاذل الصحافيين وعدم اكثراتهم بأخبار المؤسسات كالسابق لافتا أن هذه العلاقة شابها نوع من الفتور.

وأوضح عودة أن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية تعطي أهمية كبيرة لموضوع الإعلام والنشر وتعتبره من أساسيات نجاحها وبقائها واستمرار تمويلها من قبل المانحين.

موقع خاص

واقترح عودة تخصيص موقع خاص بالمؤسسات الأهلية يجمع كل أخبار المؤسسات بما يكفل تدفق المعلومات وتبادل الخبرات فيما بينها خاصة المؤسسات  التي تحتوي برامجها على قضايا مجتمعية فهناك قواسم مشتركة في العمل يمكن أن تساهم في تعزيز الشراكة والتكامل بين المؤسسات.

فيما عز رائد الدريملي مسئول الإعلام في مركز الديمقراطية وحل النزاعات المجتمعية إلى جملة من الأسباب وفي مقدمتها حسب وجهة نظره انه لا يوجد هناك مؤسسات أهلية لديها وظائف مخصصة لإعلاميين مهنيين يتمتعون بخبرة واسعة للإشراف المباشر على ملف الإعلام لهذه المؤسسات, وان كان هناك توجه عند بعض المؤسسات إلى هذا الاتجاه إلا انه لازال بطيء ويحتاج إلى التعميم محملا المؤسسة مسؤولية نجاح أو فشل ملف الإعلام داخلها, حيث أن سياستها في تغطية أخبارها وانتشارها والإمكانيات التي توفرها لهذا الملف ينعكس عليها مباشرة سواء بالسلب أو الإيجاب.

مشكلة المؤسسة

كما يرى الدريملي أن أهم أسباب تراجع المؤسسة في نشر أخبارها مشكلة المؤسسة نفسها, حيث لايوجد في معظم المؤسسات الأهلية في قطاع غزة وظيفة لصحفي مختص لتحرير وصياغة أخبارها الصحفية ومتابعتها مع وسائل الإعلام, وعلى العكس تماما تسعى هذه المؤسسات في اغلب الأحيان للقيام بتكليف شخص غير صحفي وغير ممارس وتوكل إليه هذه المهمة للاهتمام في متابعة هذا الملف وعادة مايكون هذا الشخص المكلف إما متطوع على بند التطوع في المؤسسة وهذا التوجه السائد عند معظم المؤسسات الأهلية, إما أن يكون موظف لدى المؤسسة على احد المشاريع الخاصة بالمؤسسة أو انه يعمل ضمن فريق المؤسسة الثابت.

وفي اغلب الأحيان تجتهد المؤسسة وتولي ملف الإعلام اهتماما زائدا ضمن استراتيجياتها وسرعان مايؤتى ذلك ثماره وتبدأ المؤسسة بضخ كمية كبيرة من الأخبار والإعلانات وغير ذلك, لكن أيضا سرعان مايتم التراجع رويدا رويدا عن المستوى المطلوب وهذا يرجع للأسباب التي تم ذكرها إما لان المتطوع انتهى عهده القصير وحصل على فرصة عمل وانتهت علاقته بالمؤسسة, وإما أن الموظف الموكلة إليه هذه المهمة غرق في أنشطة مشروعه وتنفيذ المهام الأخرى الموكلة إليه داخل مؤسسته, وإما انشغال المؤسسة والقائمين عليها بالعديد من المشاريع التشغيلية والبدء بإهمال هذا الملف مرة أخرى وذلك يعود بالدرجة الأولى لعدم وجود موظف مختص(إعلامي صحفي مهني مختص).

آليات التعامل

وتابع الدريملي أن هناك مشكلة أخرى تكمن في وسائل الإعلام المحلية والية تعاملها مع الهبر الصحفي والذي يخضع لعملية الانتقائية في تناول الخبر على الرغم من إرسال وتعميم الخبر نفسه إلى معظم وسائل الإعلام المحلية بأنواعها المختلفة, وتتفاجا المؤسسة في بعض الأحيان أن الخبر اخذ مساحة كبيرة في الإعلام على الرغم من قناعة المؤسسة بعدم أهميته للجمهور ولكن سياسة وسيلة الإعلام والوكالة الإعلامية نفسها أعطت هذا الخبر مساحة كبيرة, وفي المقابل قد تجد أن المؤسسة تعمل بكل طاقتها في التركيز على بعض الأخبار التي تريد إبرازها إلا أن وسائل الإعلام تفاجئها بعدم الاهتمام بمثل هذا النوع من الأخبار وفي بعض الأحيان يتم اختصاره إلى درجة فقدانه لمعناه وللهدف من الإعلان عنه.

إعلام أجندات

أما منسقة وحدة الإعلام في معهد دراسات التنمية في غزة تقول:"تراجع إعلام المؤسسات يعود لعدة عوامل أهمها عدم اهتمام الصحف في المعالجة الصحفية والتوسع في الموضوعات التي تطرحها في مؤسسات المجتمع المدني وهي كثيرة ومهمة وتعبر عن نبض المجتمع ورغم ذلك يتم الاكتفاء بعرضها في سياق خبري جاف, بالإضافة لان الصحف تهتم بالجانب الإعلاني الذي يطغى على الجانب العلاجي الاستقصائي, أما إعلام المؤسسات فهو إعلام أجندات وتمويل, وإعلام علاقات عامة عاكس لصورة مشرقة عن المؤسسة دون التطرق إلى القضايا المفصلية التي يعاني منها المجتمع تبعا لنشاط المؤسسة وحتى لا نغيب حق احد فهناك قلة من المؤسسات من لها إصدارات دورية تعبر عن أهدافها ونشاطاتها.

وتابعت المنسقة قائلة أن القصور واضح منذ البداية والمناخ العام له تأثير والإغلاق والحصار وعدم قيام الصحف بالمعالجة الصحفية والتوسع في الموضوعات التي تطرحها مؤسسات المجتمع المدني وهي كثيرة ومهمة, ولكنها تعاني من قلة التوزيع والانتشار, وأوصت بضرورة الاهتمام بالجانب العلاجي ليكون الإعلام المؤسساتي والإعلام العام تكاملي لخدمة قضايا المجتمع.