خبر اربعة تهديدات وجودية- يديعوت

الساعة 09:33 ص|22 يناير 2012

بقلم: ايتان هابر

التهديد الوجودي الاول: قنبلة. ان بنيامين نتنياهو واهود باراك على حق حينما يزعمان ان دولة اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بأن تحيا في ظل تهديد قنبلة ذرية ايرانية. وعلى حق ايضا مئير دغان وغابي اشكنازي ويوفال ديسكن وكثيرون آخرون يعتقدون ان هجوما اسرائيليا على المنشآت الذرية في ايران يجب ان يكون آخر الخيارات. ونتنياهو وباراك على حق حينما يقولان انه ينبغي "اثارة الصراخ" والبروق والرعود وإن لم تنوِ اسرائيل ان تهاجم ايران من اجل ردع الايرانيين. وعلى حق ايضا من يقولون إننا نُقرب الايرانيين حرب يأجوج ومأجوج علينا. وعلى حق من يقولون انه يجب علينا ان ننشيء جو "أمسكونا" كي نجر الامريكيين القادرين على كل شيء الى هجومهم على ايران. وعلى حق ايضا من يزعمون أنه حتى لو أصبح لايران قنبلة فانهم سيلقونها في يوم من الايام ويسببون خراب اسرائيل تقريبا. ولهذا فان "من استيقظ لقتلك فبكر لقتله". التهديد وجودي.

التهديد الوجودي الثاني: الولايات المتحدة. على حق من يصرخون صبح مساء في اسرائيل بأنه ينبغي الحفاظ كليا على العلاقات المميزة حتى لو كانت تعلقية تماما، بالولايات المتحدة. وعلى حق ايضا من يقولون إننا دولة ديمقراطية وذات سيادة وإننا – إننا فقط – نقرر في المسائل المتعلقة بوجودنا.   ويتضاحك ويصدق بازائهم اولئك الذين يسألون بصوت عال: أنحن حقا أسياد أنفسنا؟ أنحن ديمقراطيون؟ ويصدق جدا اولئك الذين يزعمون أن الرئيس اوباما أفرغ علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة من مضمون قيمي ودفء. وأننا لسنا مدينين له بشيء. وأصبح ممكنا ان نسمع اولئك الذين يقولون انه لم تكن العلاقات قط بين جهازي الامن الامريكي والاسرائيلي حسنة جدا كما هي الآن. ولا يكاد يوجد شك في صحة مقولة انه ليست لنا حياة من غير الولايات المتحدة وان مكانتنا في العالم مشتقة من نوع هذه العلاقات. ولا شك في صدق الامريكيين الذين يؤمنون بأن ثقابنا سيشعل الشرق الاوسط وربما العالم كله ايضا. وهذا تهديد وجودي.

التهديد الوجودي الثالث: اليهود. يصدق من يقولون انه أخذت تقل بقدر خطير الصلة بين يهود الشتات ولا سيما في الولايات المتحدة واوروبا وبين دولة اسرائيل. ويوجد قدر من الحقيقة ايضا فيما يقال من ان الرئيس اوباما تبين له منذ زمن ان القوة اليهودية الاسطورية في الولايات المتحدة هي اسطورة بلا معتمد. وصدق جدا من قال انه يجب علينا ان نفعل كل شيء، كل شيء حقا، كي نحول يهود الشتات ولا سيما في الولايات المتحدة، مرة اخرى الى قوة سياسية أقوى لأن حياتنا من غيرهم ليست حياة. انقلبت الامور رأسا على عقب، فقد كان يهود الولايات المتحدة ذات مرة يعلقون نظرهم وأحلامهم باسرائيل، وأصبحت اسرائيل الآن أشد احتياجا مما كانت دائما ليهود الولايات المتحدة. وهذا تهديد وجودي.

التهديد الوجودي الرابع: الأسباط. يصدق من يعتقدون ان "بوتقة الصهر" الاسرائيلية لم تكن ولم توجد، بل انها لم تكن استعارة. فقد كان المجتمع الاسرائيلي وما يزال منتقض العُرى. ويصدق ايضا من يسخرون من الساخرين من بوتقة الصهر: فقد بلغت دولة اسرائيل انجازات رائعة بفضل بوتقة الصهر هذه. ويصدق من يقولون ان دولة اسرائيل مؤلفة من عدة أسباط كبيرة مختلفة لا تكاد توجد بينها صلة وعلاقة. ويصدق من يهتمون بالتكافل الاسرائيلي، "الجميع من اجل الواحد والواحد من اجل الجميع"، الذي تصدع في السنين الاخيرة. ويوجد غير قليل من الحقيقة في قول اولئك الذين يعتقدون ان التعب تسلط على دوائر واسعة في الدولة وان الحماسة لها ومنها واليها أخذت تذوي. وتوجد حقيقة في زعم ان كثيرين يتهربون من خدمة الدولة. وتوجد حقيقة ايضا في زعم ان أجيالا من الشباب المتدينين – القوميين حلوا، ولا سيما في الخدمة العسكرية، محل رأس "حربة" الاستيطان العامل وغيره. وصحيح انه تهتكت شيئا ما الروابط الاجتماعية الاسرائيلية الشهيرة.

لكن توجد حقيقة ايضا في كلام من يزعمون أننا سنظهر وحدة الفعل ساعة الحاجة. وصحيح ان التطوع للوحدات القتالية في الجيش الاسرائيلي في ارتفاع، وحقيقة ايضا ان المجتمع الاسرائيلي ممزق وان العلاقات فيه صعبة وان الفروق الاجتماعية والاقتصادية اتسعت. وهذا ايضا تهديد وجودي.

وهناك سؤال وهو من يريد ان يكون رئيس حكومة في اسرائيل مع هذه "الرزمة" كلها؟.