خبر هيكل يكتب عن العبارة التي عجلت بنهاية مبارك: 'خليهم يتسلوا'

الساعة 08:54 ص|22 يناير 2012

فلسطين اليوم

واصل الكاتب محمد حسنين هيكل، عرض حلقات كتابه 'مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان'، وفي الحلقة الرابعة التي تنشر اليوم الأحد بجريدة 'الشروق' تحدث هيكل عن أهم الموضوعات التي تطرق إليها الحديث مع مبارك في أول لقاء بينهما استمر لست ساعات.

تنوعت الموضوعات ما بين الحديث عن نظرة مبارك للصحافة والصحفيين 'وكيف أنه كان لا يحترمهم.. بل لا يقدر قيمة مساعدتهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة ويستمتع بوقوعهم في الأخطاء، بسبب الضبابية ومنع المعلومات عنهم'.

كانت نظرة مبارك للصحفيين أنهم 'لبط وعاملين نفسهم أبو العريف وهم مش فاهمين حاجة'، بل إن ما كتبه هيكل في هذه الحلقة كشف أن واقعة :' خليهم يتسلوا' التي وصف بها مبارك المعارضة في افتتاح مجلس الشعب المزورعام 2010، لها جملة شبيهة بها في عقل وتاريخ مبارك حيث قال لهيكل واصفا الصحفيين في عام 1981: 'خليهم يغلطوا'.

كما تطرق اللقاء إلى نظرة مبارك لهيكل نفسه وعلاقته بالرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات وكيف أنه كان متعجبا من أن هيكل استطاع 'أن يأخد عبد الناصر على حجره' حسب تعبير مبارك لهيكل، ثم تعجب مبارك من القطيعة بين هيكل والسادات برغم أن الأخير كان يثق في هيكل جدا لدرجة أنه جعله يكتب التوجه الاستراتيجي لأهداف حرب أكتوبر والتي صدرت للمشير أحمد إسماعيل.

كما تطرق اللقاء لمفاجأة وهي أن مبارك كان يحترم هيكل جدا ويعجب بشخصه كثيرا ولكنه لا يقرأ مقالاته لأنه لا يفهمها، بل إنه كان يمنع ضباط الطيران من قراءتها لأنهم يتناقشون كثيرا حولها وقد 'يتخانقون' حسب تعبير مبارك وهو 'لم يكن يريد خناقات في السلاح عنده'.

وقال هيكل في هذه الحلقة إن لقاءه بمبارك كان وديًا لكنه لا يستطيع وصفه بأنه حميميًا، حيث وصل إلى بيت مبارك في الموعد المحدد صباح يوم السبت 5 ديسمبر 1981 وفور جلوسه قال لمبارك: 'إنني فكرت بالأمس أن أطلب مكتبك، راجيًا تغيير موعدنا، لأني قرأت في الصحف عن مشاورات تجريها لتعديل وزاري مرتقب، وقد خطر لي أن موعدي معك اليوم قد يحدث التباسًا وخلطا لا ضرورة له، وأول الضحايا في هذا الخلط والالتباس سوف يكون فريق الصحفيين الذين يغطون أخبار رئاسة الجمهوية'.

فكان رد مبارك على هكيل غريبًا حيث قال له وهو يبتسم:' وماذا يضايقك في ذلك؟.. خليهم يغلطوا'.

ولما سأله هيكل عن قصده من ذلك قال مبارك: ' الصحفيين دول عالم لبط.. خليهم يغلطوا، عشان الناس تعرف إنهم لا يعرفون شيئا، فالصحفيين يدعون أنهم يعرفون كل شيء وأنهم فالحين قوي، فالأفضل إنهم ينكشفوا أمام الناس على حقيقتهم وأنهم هجاصين ولا يعرفون شيئا'.

ولما حاول هيكل أن يقنع مبارك قائلا ' هذه صحافتك، أقصد صحافة البلد، ومن المفيد أن تحتفظ لها بمصداقيتها، ولا بأس هنا من جهد لإبقاء الصحفيين على صلة بالأخبار ومصادرها'.

ولكن مبارك لم يقتنع وهاجم الصحفيين بشدة ولما أحس أن هيكل ممتعضًا قال له: 'يا محمد بيه لا تقيس الصحفيين الحاليين بتجربة زمن مضى، فليس هناك صحفي الآن له علاقة خاصة بالرئيس'.

وأكمل مبارك قائلا لهيكل: 'على فكرة إحنا فاكرين إن إنت اللي قاعد على حجر الرئيس جمال، لكن اتضح إن الرئيس هو اللي كان قاعد على حجرك، ومكنتش أعرف إن العلاقة بينكما وصلت للدرجة لحد ما شرحها لي أنيس منصور'.

فلما غضب هيكل من هذا الوصف وأوضح أن تلك إساءة له وللرئيس عبد الناصر الذي صنع شيئًا كبيرًا للأمة وليس لمصر فقط وأن علاقته به لم تكن أكثر من صديق مقرب ، فقال له مبارك:' أنت عارف إني بحب الرئيس عبد الناصر، وعارف إن علاقتك به صداقة قريبة جدا ولكن انيس منصور هو اللي قالي الكلام اللي أنا قلتلهولك ده'.

المفاجأة التي فجرها مبارك في لقائه بهيكل أنه قال له:' لا تزعل يا محمد بيه إذا قلت لك إنني لم أكن أقرأ مقالاتك برغم أنني أسمع أن كثيرين يقرأونها، ولا أخفي عليك أنني كنت أمنع ضباط الطيران من قراءتها'.

فقال له هيكل بعفوية حسب وصفه: 'ياااه..لعل السبب خير'. فقال مبارك:' ما كان يحدث أن مقالك 'بصراحة' ينشر في 'الأهرام' يوم الجمعة، ثم يجيء الضباط يوم السبت وقد قرأوه، وكلهم متحفزون لمناقشته وكثيرا ما يتخانقون وأنا لا أريد في السلاح خناقات ولا سياسة'.

وأضاف مبارك موجها كلامه لهيكل: 'أما أنا فكنت لا أقرأ مقالاتك لأني عندما حاولت لم أفهم ماذا تريد أن تقول في نهاية المقال'.

ثم تطرق اللقاء إلى علاقة عبد الناصر بالسادات وسأل مبارك هيكل عن سبب الخلاف بين الاثنين في أواخر أيام ناصر، فنفى هيكل وقوع أي خلاف بين الاثنين، مؤكدًا أن السادات ظل على احترامه لناصر حتى بعد وفاته وبعد حرب أكتوبر.

ثم سأل مبارك عن سبب خلافه هيكل مع السادات برغم أن هيكل كان مقربا من السادات لدرجة جعلته يثق فيه بكتابة التوجه الاستراتيجي لحرب أكتوبر، فأجاب هيكل بأن السبب هو اختلاف في وجهات النظر بين الاثنين بعد حرب أكتوبر، حيث كان السادات يرى أن 99 % من أوراق اللعبة في يد أمريكا، بينما هيكل كان يرى العكس وأن أمريكا لديها الكثير من المشاكل والفضائح الداخلية التي تشغلها ولا تملك أوراق اللعبة كما يتصور الناس، وكتب هيكل هذا الرأي في عدة مقالات مما جعل السادات يغضب منه ويعتقد أن يريد فرض رأيه عليه. .