خبر موقوف لبناني في تايلاند: الموساد لفّق لي التهمة ولا أنتمي إلى حزب الله‏

الساعة 03:21 م|21 يناير 2012

فلسطين اليوم

في تايلاند، لا يزال لموقوف اللبناني حسين عتريس قيد التحقيق. لكنه صرّح لوسائل إعلام من السويد، بلده الثاني، مؤكداً أنه لا ينتمي إلى حزب الله، وأن عمله يقتصر على التجارة، كاشفاً أن الاستخبارات الإسرائيلية شاركت في التحقيق معه

قاسم حمادة

كشف اللبناني ـــــ السويدي حسين عتريس (٤٧ سنة)، المعتقل منذ أكثر من أسبوع في تايلاند بتهمة حيازة كمية كبيرة من مادة نترات الأمونيوم التي تستخدم في تصنيع المتفجرات، أن ثلاثة عناصر من جهاز وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (موساد) حققوا معه في بانكوك. وقال عتريس في مقابلة مع صحيفة (افتونبلادت) السويدية إن هناك مؤامرة ضده من قبل الموساد. وشرح أنه «في المساء، نقلت من السجن بسيارة الى منزل في مكان لا أعرفه، وحقق معي ثلاثة أشخاص، أرجح أنهم عناصر من الموساد ومعي أسماؤهم. في التحقيق ادّعوا أنني لا أقول الحقيقة».

وكانت الشرطة التايلاندية قد اعتقلت حسين عتريس، وهو أب لأربعة أطفال، في مطار سوفارنابومي أثناء عودته الى لبنان، حيث يقيم مع عائلته في ضاحية بيروت الجنوبية. وسربت الشرطة التايلاندية بعد ساعات على اعتقاله أنها حصلت على إشارة من إسرائيل لاعتقال عتريس «كونه عنصراً من خلية تتكون من ثلاثة أشخاص، يحملون الجنسيات السويدية، يخططون لشن هجمات على أهداف أميركية وإسرائيلية في تايلاند». وعممت الشرطة التايلاندية رسماً تشبيهياً لشخص قالت إنها تعتقد أنه مسؤول الخلية التي ينتمي إليها عتريس.

وصادقت المحكمة الجنائية التايلاندية أمس على مذكرة اعتقال بحق لبناني ثان يدعى جيمس سامي بابلو، بتهمة الاشتراك مع عتريس في «امتلاك مواد محظورة»، بحسب ما ذكرت صحيفة «بانكوك بوست».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الشرطة قوله إن بابلو كان يقيم مع عتريس في المنزل نفسه. وتحاول الشرطة، بحسب الصحيفة، تحديد ما إذا كان بابلو لا يزال على الأراضي التايلاندية، وطلبت مساعدة «الأنتربول» لتعقب أثره. وقال مسؤول في الشرطة إن عتريس قال للشرطة إنه وباولو كانا يخططان لإرسال المواد الكيميائية إلى بلد آخر واستأجرا 10 مستوعبات لنقلها. وحاول طمأنة المجتمع الدولي بأن تايلاند ليست هدفاً «إرهابياً».

ونفى عتريس أن يكون من عناصر حزب الله.

وقال مصدر في الشرطة لصحيفة «بانكوك بوست» إن «الشرطة التايلاندية حصلت على المعلومة من إسرائيل عبر الولايات المتحدة الأميركية قبل أعياد الميلاد بفترة وجيزة». وقال وزير الدفاع التايلاندي إن مصدر المعلومة رجّح وقوع الهجمات بين ١٣ و١٥ شباط، وذلك عشية ذكرى اغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية. وتم اقتياد عتريس بعد اعتقاله الى مستودع قالت الشرطة التايلاندية إنه يستخدمه لتجميع سلع الكترونية حيث عثرت الشرطة، اضافة الى عدد كبير من المراوح الكهربائية وكمية من الأحذية الخفيفة، على أربعة أطنان من مادة نترات الأمونيوم التي تُستخدم لصناعة سماد زراعي، ولصناعة المتفجرات. ورجح مدير شرطة العاصمة بانسيري براباوات في تصريح لصحف محلية بأن عتريس قد يكون خطط لشحن المواد الكيميائية الى خارج تايلاند.

إلا أن عتريس نفى في حديثه مع صحيفة «افتونبلادت» السويدية تهم ارتباطه بحزب الله والتخطيط للقيام بهجمات إرهابية وقال: «المواد التي عثرت الشرطة عليها في المستودع ليست لي. أنا أرجح أن يكون الموساد هو من وضعها في المستودع لإلصاق التهمة بي». وأضاف: «أنا أنتمي الى الطائفة الشيعية، لكنني لست عضواً في حزب الله، وأسكن في منطقة خارج بيروت يتمتع حزب الله بنفوذ قوي فيها. أنا مناصر يساري وكنت أعطي صوتي أثناء إقامتي في السويد للحزب الاشتراكي السويدي».

واستبعد الخبير النروجي في قضايا الإرهاب، توماس هيغهامار في حديث الى وكالة الأنباء السويدية أن يكون حزب الله ينوي مهاجمة أهداف خارج لبنان، وقال: «حزب الله لم يقم بأي هجوم عسكري خارج حدود لبنان منذ تفجيرات ١٩٩٤ في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس. حتى قبل بيونس آيرس، فحزب الله لم يكن له نشاطات تذكر خارج لبنان. وإذا ثبتت صدقية هذه الادعاءات، فنحن نشهد تحولاً» في عمل حزب الله. وشككت الأستاذة في جامعة استوكهولم والمتخصصة في الشؤون التايلاندية ايفا هانسون بنزاهة القضاء التايلاندي، وقالت لصحيفة «سفنسكا داغبلادت» السويدية: «لا نعلم إذا ما كان هناك غرض سياسي من وراء اعتقاله»، وتابعت: «من الصعب التأكد من مدى نزاهة العملية القانونية في تايلاند». وزار وفد من السفارة السويدية في بانكوك عتريس في سجنه، وتأكد من أنه يلقى معاملة حسنة.

زوجة عتريس: زوجي ليس عضواً في حزب الله

يعرف معظم المهاجرين اللبنانيين المقيمين في مدينة غتنبرغ، حسين عتريس الذي انتقل إلى السويد سنة ١٩٨٩ وأقام في تلك المدينة، حيث أسس صالون حلاقة، حتى مغادرتها وعودته الى لبنان سنة ٢٠٠٥. ونفت زوجة عتريس كل التهم الموجهة لزوجها، وقالت في حديث إلى «الأخبار»: «زوجي ليس عضواً في حزب الله. نحن انتقلنا الى لبنان واستقررنا هنا منذ سنة ٢٠٠٥، وهو يحاول منذ مدة أن يؤسس أعمالاً حرة في التجارة».

واستغرب عدد من أصدقاء عتريس المقربين في السويد التهم الموجهة له، وقال أحدهم إن حسين عتريس «رجل مسالم للغاية، وليس له أي سوابق إجرامية. أنا أعرفه منذ سنوات طويلة، وهمّه الأساسي الاعتناء بعائلته وتحسين وضعها».

وقال حسين عتريس: «كنت أستورد تحفاً من باكستان وأبيعها في لبنان، إلا أني لم أجنِ أي ربح منها، لذا بحثت عن مكان رزق آخر. لي شريك في لبنان لا يحمل جنسية أوروبية وقد واجه صعوبة في التجارة في تايلاند، لذا اخترنا أن أقوم أنا بهذه المهمة لأني أحمل الجنسية السويدية. استأجرنا المستودع في تايلاند منذ سنتين ونستخدمه في تخزين البضائع». وعن زيارته الحالية لتايلاند، قال عتريس: «أتيت لأتفقد المستودع بعد الفيضانات التي ضربت البلاد في شهري تشرين الثاني وكانون الأول، كما كنت أخطط لأرسل شحنة الى ليبيريا واستأجرت مكاناً في باخرة شحن لهذا الغرض». وأضاف إنه بقي ثلاثة أيام خلال الأسبوع الذي قضاه في تايلاند طريح الفراش بسبب المرض. وأشاد بتعامل الشرطة التايلاندية معه، وأكد أنه حصل على أدوية الضغط التي يتناولها، وشرح عن نهار اعتقاله عندما كان مسافراً الى لبنان، فقال: «مررت على كل حواجز الرقابة في المطار، قبل أن توقفني الشرطة التي صادرت حقيبتي، وعدداً من أجهزة الآيفون المقلدة وإلكترونيات تتعلق بأجهزة الكومبيوتر أبيعها في لبنان. اتهموني بداية بالإرهاب، إلا أني بريء من التهم هذه كلها». لكن القضاء التايلاندي الذي سيبقي عتريس في الحجز على ذمة التحقيق لفترة أسبوعين أسقط عنه تهمة الإرهاب ووجه له تهمة حيازة مواد كيميائية تستخدم في التصنيع العسكري، وهي تهمة عقوبتها القصوى 5 سنوات سجن في حال إدانته.

وقد أدى اعتقال حسين عتريس الى توتير العلاقات الدبلوماسية بين تايلاند والولايات المتحدة الأميركية بسبب طلب الأخيرة من رعاياها أخذ الحذر من هجمات وشيكة في تايلاند، في وقت أكدت فيه الشرطة أن الأمن مستتبّ وأنها مسيطرة على الوضع بالكامل. وطلبت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي آي) من السلطات التايلاندية أن يقوم مندوبوها بالتحقيق مباشرة مع عتريس، إلا أن تايلاند رفضت الطلب.