خبر أزمة جامعة بيرزيت..إلى أين؟

الساعة 06:49 ص|21 يناير 2012

رام الله

أصبح من المتعارف عليه أن الجامعات الفلسطينية تواجه أزمة مالية في بداية كل فصل دراسي، لكن لم يبدأ فصل دراسي إلا وانتهى بانتظام الدراسة كالمعتاد.وهنا تبرز المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني كسبب رئيس للأزمة، خصوصا للعائلات التي لديها أكثر من ابن في الجامعات.

أحد أولياء الأمور والذي لديه إبن وإبنه يدرسون بالجامعة قال، إنه لا يقوى على دفع الرسوم وأنه كان يتمنى لو كان دخله اليومي 300 شيكل حتى يتمكن من تعليم أبنائه.

جامعة بيرزيت نجحت خلال الفصول الأخيرة من وضع حلول لهذه الأزمة المالية بالتعاون مع مجلس الطلبة في الجامعة وذلك من خلال تقسيط القسط الجامعي، لكن اعتصام عدد من الطلاب داخل مبنى الإدارة في الجامعة الأربعاء الماضي أدى إلى إغلاق الجامعة وتوقف المسيرة التعليمية.

 نائب رئيس جامعة بيرزيت للشئون المجتمعية الدكتور منير قزاز أكد على أن إدارة الجامعة لن تحرم أي طالب من حقه في التعليم في الجامعة تحت أي ظرف بسبب عدم قدرته على دفع الرسوم، وبأن الإدارة ستعمل على توفير المنح للطلبة المحتاجين لإكمال مسيرتهم الأكاديمية وبأن هناك تفهما من قبل إدارة الجامعة للمشاكل الاقتصادية في فلسطين، وبأن أي نوع من المشاكل المالية سيتم حلها،  لكن الدكتور قزاز رفض أي مطالب تخفض وتحد من المستوى الأكاديمي للجامعة، مضيفا بأننا لا نتعامل مع هذه المطالب على أساس أنها مطالب أكاديمية، فهناك مجلس أكاديمي في الجامعة هو الذي يقرر ويبحث في  المقترحات الأكاديمية ولكن ليس في الطلبات.

 وأوضح الدكتور قزاز أنه فوجئ بهذه "الطلبات" في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الجامعة للوصول إلى العالمية، فهي مؤهلة لذلك باعتبارها أعرق الجامعات الفلسطينية. وأشار الدكتور القزاز أنه ومع اعتباره اعتصام هؤلاء الطلبة "احتلالا"، إلا أنه وباقي القيادات الإدارية والنقابية في الجامعة على تواصل مستمر مع المعتصمين الذين زاروهم عدة ومرات خلال اليوم، مع توفير إدارة الجامعة كافة المتطلبات المعيشية من أغذية وبطاطين وتدفئة، بالإضافة إلى توفير طبيب على مدار الساعة للحفاظ على حياة الطلبة المعتصمين.

وحول أفاق حل هذه الأزمة، قال الدكتور قزاز إنه لن تتم مناقشة أي طلبات للمعتصمين قبل خروجهم من الجامعة، معربا عن استعداد الجامعة لبحث أي طلبات عبر مجلس الطلبة في الجامعة فقط، باعتباره الممثل الطلابي الوحيد والرسمي والقانوني والمنتخب، معتبرا بأن هؤلاء المعتصمين تعدوا على حقوق الطلبة ويريدون الحوار مع إدارة الجامعة في ظل وجود مجلس الطلبة. وحول أفاق حل الأزمة قال الدكتور قزاز، إن عدة جهود بدأت في الساعات الأخيرة للتوصل إلى حل ينهي أزمة المعتصمين داخل مبنى الإدارة في الجامعة.  وأضاف الدكتور قزاز بأن إدارة الجامعة ترحب بهذه الجهود ومنها وساطة نقابة العاملين في الجامعة ووساطة أعضاء في المجلس التشريعي وبأي جهود مخلصة في هذا الإطار تنهي هذه الأزمة بعيدا عن التدخلات الأمنية والضغوط السياسية وتحافظ على استقلالية الجامعة.

من جهته أوضح رئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت مجدي الحافي، أن هناك جهودا لحل الأزمة وبأن هناك حوارا مع المعتصمين على أساس حمل مطالبهم إلى إدارة الجامعة والتوصل إلى صيغة ترضيهم وتناسبهم. وأضاف أن مجلس الطلبة سيبحث مع إدارة الجامعة حماية هؤلاء الطلبة وضمان عدم المساس بهم أكاديميا أو القيام بأي إجراءات مجحفة بحقهم، مشددا على أنه على يقين بأن هذه الأزمة في طريقها للحل وأن ذلك في مصلحة جميع الأطراف.