خبر أهذا مجتمع مساواة؟ -يديعوت

الساعة 09:51 ص|19 يناير 2012

أهذا مجتمع مساواة؟ -يديعوت

بقلم: أمير غتهون (من الطائفة الاثيوبية)

"أنا لا أبيع الاثيوبيين، حينما يسكن بقربك اثيوبي سترى أي رائحة وتفهم ما قلت. انهم ناس لصوص لا يفعلون سوى الضرر. ويمكنهم ان ينصبوا هنا خيمة وسط الحي وان يبدأوا الطبخ وذبح أبقار هنا وفعل ما يفعلون في اثيوبيا".

اخترت ان ابدأ كلامي بمقتبسات قالها فريق من سكان حي بار يهودا في كريات ملاخي وان أكتب لهم ردا على ذلك: لم أسرق قط، ولم أذبح بقرة قط ولم أطبخ في وسط الحي، ولم أنحط قط الى ثقافة سيئة وأنا على ثقة ايضا ان رائحتي غير نتنة، بالعكس ان رائحتي حسنة جدا.

إسمي امير غتهون وأنا حاصل على اللقب الاول في ادارة الاعمال مع اختصاص بتدقيق الحسابات من معهد أونو. هاجرت الى اسرائيل في 1984 ومنذ تلك اللحظة مررت بمسار حياة يشبه مسار كل مولود أصلي في هذه الدولة من روضة الاطفال حتى الدراسة الاكاديمية، وبخدمة عسكرية تامة محاربا وقائدا في لواء غولاني، ورحلة الى الخارج بعد التسريح من الجيش واختصاص في واحد من اربعة مكاتب تدقيق الحسابات الكبرى في البلاد. وأنا اليوم أعمل مدقق حسابات في شركة حكومية، في فريق مسؤول عن التقرير المالي الموحد لدولة اسرائيل.

جاء يهود اثيوبيا الى البلاد بعد آلاف السنين التي حافظوا فيها بحرص على يهوديتهم وبعد ان ضحوا كثيرا لتحقيق الحلم والهجرة الى البلاد. ان كل هجرة في تاريخ دولة اسرائيل جربت صعاب الاستيعاب التي تميزها لكنها اندمجت في نهاية الامر اندماجا كاملا. في مقابلة هذا، ما يزال المهاجرون من اثيوبيا الذين بدأوا يصلون الى اسرائيل قبل نحو من ثلاثين سنة، في بدء مسار الاستيعاب وذاك لأن الجمهور الاسرائيلي لم يقرر بعد قبولهم جزءا لا ينفصل عن المجتمع الاسرائيلي. ونحن نلقى أكثر من مرة مظاهر عنصرية وفصل سواء في رياض الاطفال أو في المدارس التي 90 في المائة من الطلاب فيها من أبناء الطائفة، وكذلك الاكاديميون ذوو المقدرة الذين لا يجدون عملا يناسب قدراتهم وأمثلة كثيرة اخرى.

ان حالات العنصرية والتمييز تعالج اليوم في العالم بيد من حديد بسن القوانين وبالاعلام. وأدركت الدول الغربية انه لا مكان في القرن الواحد والعشرين للعنصرية والتمييز والآراء السابقة، ودليل ذلك رئيس اسود لأكبر قوة في العالم. بفضل تشريع متقدم وقبول الآخر يمكن ان نجد اليوم في دول العالم الغربي مهاجرين اثيوبيين كثيرين في مناصب رئيسة في الجامعات والادارة وقطاع الاعمال والثقافة، يسهمون اسهاما جوهريا في المحيط الذي يعيشون فيه.

يؤسفني ان الامور تسير سيرا معاكسا في دولة اسرائيل في القرن الواحد والعشرين. فالتشريع الموجود في هذا الشأن ضئيل جدا بل انه لا يُطبق، ولا يكاد الاعلام في هذا الشأن يكون موجودا، وفوق ذلك لا يوجد مشاركة من الجمهور في القضاء على الظاهرة. أهذا هو تحقق الحلم المرجو الذي بذل آلاف من أبناء الطائفة مهجاتهم من اجله في الطريق الى اسرائيل؟ هل توجه دولة اسرائيل كتوجه الولايات المتحدة في الستينيات أو جنوب افريقيا تحت نظام التمييز العنصري؟ أهذا هو مجتمع المساواة والتنور الذي تفخر اسرائيل به؟ ألم يحن الوقت بعد ثلاثين سنة لتصحح حكومة اسرائيل والمُشرعون ومن أوكل اليهم تطبيق القانون الاعوجاج الذي نشأ؟.

هذا هو وقت ان نصرخ: يكفي! ان الطائفة الاثيوبية هي جزء لا ينفصل عن الشعب اليهودي وعن المجتمع الاسرائيلي ونحن هنا لنبقى.