خبر إذن.. كامب ديفيد بخير! ..رفيق نصرالله

الساعة 08:23 ص|19 يناير 2012

إذن.. كامب ديفيد بخير! ..رفيق نصرالله

 

الأميركيون مطمئنون.. وكذلك فعل 'الإسرائيليون'!

 

كامب ديفيد بخير..

 

كانت الرسالة واضحة، ليس فقط التي حملها الموفد الأميركي هاورد بيرمان وهو يزور مقر حزب العدالة والحرية، بل عبر قنوات أخرى تتحدث عنها واشنطن، حملت ضمانات حقيقية على أن أحداً لن يمس كامب ديفيد؛ لا بإجراء تعديلات في الاتفاقية، ولا في الاقتراب من المطالبة بإلغائها.

 

لعل أخطر من ذلك ما سربته مصادر 'إسرائيلية' عن اتصالات بعيدة عن الأضواء، حملت ضمانات مشابهة من التيار السلفي في مصر.

 

الصحافة 'الإسرائيلية' تقول إن الهواجس التي راودت بعض المسؤولين 'الإسرائيليين' بدت غير واقعية وغير مبررة من أن عدواً جديداً سيظهر وراء الحدود مع مصر، بعد الضمانات التي نقلها الأميركيون لـ'إسرائيل'.

 

صحيفة يديعوت أحرونوت تتحدث عن أن سنوات طويلة ستمر قبل أن يتبدل 'المشهد المصري'، وذهبت بعيداً إلى التأكيد على أن كل الإجراءات التي سبق للنظام المصري أن اتخذها على معبر رفح لا تزال سارية المفعول حتى الآن، وهو ما يريح 'إسرائيل'.

 

إذن، تبدو المعادلة واضحة؛ الذي جرى في الخامس والعشرين من يناير، وما سُمي بالثورة لن يلامس 'الملف الإسرائيلي' وتصنيفه 'كملف لعدو'، بل تكاد جملة تصريحات لقادة مصر الجدد تشبه تلك التي أطلقها الغنوشي عشية سفره إلى واشنطن بأن فلسطين ليست أولوية لدينا في هذه المرحلة.

 

مصر مرة أخرى خارج الصراع، وهذه المرة أيضاً بتوقيع من الإخوان المسلمين والسلفيين والثوار الجدد، وهذا يعني استمرار الخلل في موازين الساحة العربية، واستمرار الانهيارات المتراكمة، التي وضعت الخارطة العربية تحت رحمة المشاريع المعدة التي تجنح نحو تعميم ثقافة الأقليات في المنطقة، وتبديل أدبيات ومفاهيم الصراع وتوفير البيئة المتكاملة العناصر لتثبيت يهودية الدولة في 'إسرائيل'.

 

مصر خارج المعادلة؛ يعني أن تهديدات بدأت تلوح لمأزق جزائري مفتوح على كل الاحتمالات.. مصر خارج المعادلة؛ يعني بوادر حرب مكشوفة الأهداف في منطقة الخليج، بعد أن أدت معادلة تغييب مصر مبارك عن الصراع إلى تحويل إيران إلى عدو أول للمجموعة العربية المسماة دول الاعتدال، والتي تنخرط الآن في مشروع تفتيت المنطقة، وإمكانية توفير عناصر ضرب إيران.

 

مصر خارج المعادلة؛ يعني أن العراق أمام خطر التقاتل مرة أخرى، رغم خروج الاحتلال الأميركي.

 

مصر خارج المعادلة؛ يعني استمرار خسارة الأمن القومي العربي لمقوماته الأساسية، ويعني انهيار ما تبقى من منظومة كانت قائمة رغم كل خساراتها، ولعل وضع جامعة الدول العربية يقدم نموذجاً من هذه الانهيارات.

 

مصر خارج المعادلة يعني خسارة الممرات الحيوية للعالم العربي من مضيق هرمز إلى باب المندب إلى قناة السويس، وصولاً إلى فقدان الحضور في الحوض الشرقي للبحر المتوسط.

 

استعادة مصر هي مدخل لاستعادة الذات، والذين 'قبضوا' على السلطة في مصر ينخرطون في مشروع تفتيت المنطقة، وسوف يدفعون 'تاريخياً' ثمن هذا الخيار، الذي يعكس نوعاً من الحقد على العروبة والعروبيين وفلسطين، وكل أدبيات الصراع، بهدف الوصول إلى السلطة!

 

خطأ يرتكبه من كان عليه الدخول إلى التحولات ليس على الساحة المصرية بل على الساحة العربية والإسلامية من بوابة فلسطين، وليس من نوافذ الاحتمالات المفتوحة على خيارات موجعة تطال الهوية والوجود والقناعات، وتقديم ضمانات مجانية لـ'إسرائيل' المتهودة، فيما القدس تفقد آخر ما تبقى من حضور فلسطيني فيها!

 

فلسطين هي البوصلة والمحك، وأي خيار خارج هذه البوصلة هو خيار خاطئ لن يصل إلا إلى خسارة الذات، وهو ما سيتلقاه من قدّم ضمانات لـ'إسرائيل' على حساب كل الموروث!