خبر إسرائيل..إيران لم تقرر بعد في السلاح النووي- هآرتس

الساعة 09:19 ص|18 يناير 2012

بقلم: عاموس هرئيل

جهاز الأمن الاسرائيلي سيعرض على رئيس هيئة الاركان في الجيش الامريكي، الجنرال مارتين دمباسي تقديرا بموجبه ايران لم تتخذ بعد قرار تطوير سلاح نووي. وسيصل دمباسي الى البلاد مع نهاية الاسبوع، في أول زيارة منذ تسلمه مهام منصبه الجديد في ايلول الماضي. وسيلتقي رئيس الاركان الامريكي هنا بكبار رجالات جهاز الامن وعلى رأسهم وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان بني غانتس.

وحسب التقديرات الاسرائيلية، مع أن ايران تواصل التقدم في مسار تطوير القدرة النووية، الا انها لم تصل بعد الى نقطة القرار في ترجمة هذه القدرة الى سلاح نووي (بتركيبه على رأس متفجر لصاروخ). وبقدر ما هو معروف، فان الايرانيين أنفسهم لم يحددوا موعدا لمثل هذا الحسم. وبتقدير اسرائيل، فان النظام الايراني يخضع لتهديد متعاظم، ربما غير مسبوق في حجمه، على استقراره. لاول مرة، يتداخل الواحد مع الاخر ضغط من الخارج – عقوبات تشتد والى جانبها تهديدات بمهاجمة مواقع النووي، مع أزمة داخلية متعمقة – أزمة اقتصادية وتخوف من نتائج الانتخابات للبرلمان في اذار القادم.

في رأس اهتمام القيادة الايرانية يوجد تخوف على استقرار النظام. في جهاز الامن الاسرائيلي يشخصون قلقا في أوساط قيادة النظام من نجاح محافل المعارضة في الانتخابات. ويترافق التخوف مع معضلة: محاولة تزييف النتائج، مثلما حصل كما يبدو في الانتخابات للرئاسة في حزيران 2009، من شأنها أن تشعل موجة اضطرابات شديدة ضد السلطات بقوة أكبر مما قبل سنتين ونصف. النظام يخشى من أن هذه المرة سيحصل مؤيدو الاصلاحات على ريح اسناد من احداث "الربيع العربي"، والتي في أثنائها اسقطت في السنة الاخيرة الانظمة في تونس، مصر وليبيا.

اضافة الى ذلك، يتصدى النظام لاول مرة لضرر اقتصادي هام، يشعر به كل مواطن ايراني جيدا في جيبه. العقوبات الشديدة التي تتخذها الاسرة الدولية الحقت منذ الان تخفيضا لقيمة العملة بعشرات في المائة والى حالة قلق في الاسواق. وايران تجد صعوبة في جمع عملة صعبة كنتيجة لبيع نفطها والان تخشى من تعميق العقوبات لتشمل البنك المركزي وصناعة النفط لديها، خطوات ستبحث في الفترة القريبة القادمة بالتوازي في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الاوروبي.

كما يتصدى النظام لمصاعب ايديولوجية في الداخل. معسكر آخذ في الاتساع، يشمل ايضا مؤيدي الرئيس محمود أحمدي نجاد، يشكك بالمرجعية العليا لرجال الدين وعلى رأسهم الزعيم الايراني الروحي آية الله علي خمينئي. ويصطدم نموذج الثورة الاسلامية الايرانية لاول مرة بالمنافسة من جانب نماذج حديثة، أقل تطرفا، تتطور في تركيا، في تونس، وربما أيضا في مصر. "ايران توجد تحت الضغط بسبب احداث الربيع العربي وعلى رأسها التخوف من سقوط نظام الاسد في سوريا. 2011 كان عاما سيئا جدا للنظام في طهران"، قال مصدر امني كبير لـ "هآرتس".

وحسب التحليل الاسرائيلي، تتصدى ايران لمنظومة معقدة، آخذة في التصاعد، من الضغوط، التي تتضمن مؤخرا ايضا خطا علنيا اكثر تصلبا من ادارة اوباما تجاهها. 2012 يعتبر كعام انعدام الاستقرار وانعدام اليقين، في المنطقة كلها وفي ايران بشكل خاص. على هذه الخلفية، توجد صعوبة متعاظمة في توقع خطوات ايران. فقد سبق لايران أن راهنت على خط هجومي، بالتهديدات التي أطلقتها لاغلاق مضائق هرمز وشل قسم هام من صناعة النفط العالمية. في ظروف متطرفة، فانها كفيلة بان تغامر مرة اخرى فتقرر الاندفاع الى الامام لتحقيق قدرة نووية.

مسألة معالجة ايران ستحتل على ما يبدو قسما هاما من جدول أعمال دمباسي في زيارته الى البلاد. صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت في نهاية الاسبوع بان ادارة اوباما حذرت مؤخرا اسرائيل من مغبة مهاجمة مواقع النووي الايرانية. ويبدو أن أحد أهداف رئيس الاركان الامريكي سيكون التأكد من ان اسرائيل لا توشك على اتخاذ عملية مستقلة في هذا الموضوع في الفترة القريبة القادمة.

وزارة الخارجية الامريكية أعربت الاسبوع الماضي عن تحفظها العلني من اغتيال العالم النووي الايراني في طهران ونفت كل صلة بالعملية، والتي نسبتها طهران لاسرائيل (مع أنه في مرحلة لاحقة اتهم ناطقون ايرانيون ايضا الولايات المتحدة وبريطانيا بالتصفية). مسؤولون اسرائيليون كبار اطلقوا في الايام الاخيرة تصريحات متضاربة عن جودة العقوبات المفروضة على ايران. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أثنى على العقوبات في مقابلة مع صحيفة استرالية ولكن بعد ذلك ادعى، في لجنة الخارجية والامن في الكنيست، بانها ليست كافية.

قسم من زيارة دمباسي سيكرس ايضا لعرض صورة الوضع الاستراتيجي كما تراها القيادة الاسرائيلية وآثارها على احتياجات بناء قوة الجيش الاسرائيلي. رئيس الاركان غانتس يوجد الان في زيارة ليومين في بروكسل، حيث يشارك كضيف في مؤتمر رؤساء اركان حلف الناتو. غانتس التقى مع سلسلة من كبار الضباط في الجيوش الغربية، وأجرى محادثات عنيت في قسم منها بالتهديد الايراني ايضا.

وأفادت مواقع انترنت في الولايات المتحدة أمس بان طلب تأجيل المناورة المشتركة بين الجيش الامريكي والاسرائيلي من نيسان الى النصف الثاني من هذا العام جاء من اسرائيل. وحسب التقارير، طلب الوزير باراك التأجيل من وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا بدعوى أن هذا سيسمح باعداد أفضل لتنفيذ المناورة. مصادر رفيعة المستوى في جهاز الامن الاسرائيلي أكد التقارير.