خبر تربية مجانية للبدو أولا -هآرتس

الساعة 09:07 ص|17 يناير 2012

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب على الحكومة الاسرائيلية ان تجعل في مقدمة اهتماماتها إقرار تربية مجانية للبدو في النقب من سن الثالثة لتحسين مستواهم وتسهيل إدماجهم في الحياة الحديثة - المصدر).

        في أعقاب استقرار رأي الحكومة على إقرار تربية مجانية من سن الثالثة – من الحيوي صياغة ترتيب أفضليات صحيح من اجل تحقيق هذا المشروع التربوي المهم، على نحو يمنح اولاد اسرائيل من جميع اوساط السكان دفعة تربوية.

        يجب ان توجد في رأس ترتيب الأفضليات الاوساط المظلومة في المجتمع الاسرائيلي، تلك التي لا تستطيع فيها العائلة المباشرة – لسبب ما – ان تمنح أبناءها الصغار جميع الحاجات. والحديث قبل الجميع عن الاولاد البدو الذين يعيشون في النقب.

        يضطر البدو – في اسرائيل كما في الدول المجاورة ايضا – الى مواجهة الصعاب في الانتقال من اسلوب حياة التنقل التقليدي الى حياة في بلدات ومدن. وهذا الانتقال الصادم هو تحدٍ مميز في اسرائيل حيث هو مصحوب لا كما في مصر والاردن والسعودية، بالحاجة الى ايجاد مكان في مجتمع صناعي حديث يتميز باقتصاد الهاي تيك.

        لهذا يجب ان يكون مسار التمدن مصحوبا بتحسين معجل لجهاز التربية كي يمكن منح السكان البدو الشباب من الرجال والنساء، القدرات التي يستطيعون بها ان يصبحوا مواطنين منتجين وان يندمجوا في الاقتصاد الاسرائيلي. ان وضع البدو ما يزال أكبر مشكلة اجتماعية في اسرائيل وهي مشكلة عانت تجاهلا حكوميا سنين كثيرة.

        في حين وجد 70 ألف بدوي يعيشون في الجليل مكانهم في قرى وبدأوا يتكيفون مع الحياة والعمل في الاقتصاد الحديث – ما يزال 200 ألف بدوي في النقب محتاجين الى قطع طريق طويل للتكيف مع الحياة العصرية. يسكن نصفهم في المدن البدوية التي أُنشئت على مر السنين والتي لم تكن جذابة بما يكفي لاخراج جميع البدو من الصحراء. وما يزال 100 ألف بدوي الآخرون مفرقين في أنحاء النقب، فريق منهم في القرى غير المعترف بها حيث لا يحصلون على أشد الخدمات أساسية. يصعب ان نصدق لكن بدوا كثيرين ما يزالون يلزمون عادة تعدد الزوجات وينجبون اولادا كُثرا. ان نسبة الولادة بين البدو في النقب ليست العليا في اسرائيل وحدها بل هي بين العليا في العالم، وكل اولئك هم مستنبت لمخالفة القانون بين الشباب.

        لا عجب أنه في هذه الظروف ما يزال الكثير جدا مما ينبغي تحسينه في جهاز التربية. برغم الجهود الكبيرة جدا التي تمت في جامعة بن غوريون وتبرعات منحها متبرعون خاصون، وبرغم عدد من قصص النجاح – فان المستوى العام في جهاز التربية بين البدو في النقب يحتاج الى تحسين عميق.

        توجد الحاجة الكبرى لدى اولاد في سن الحداثة من اولئك الذين يفترض ان يستمتعوا بمزايا خطة الحكومة لاقرار تربية مجانية من سن الثالثة: فالتربية الجيدة في سن الحداثة قد تستخرج أهم النتائج في كل ما يتعلق بتقديم وضع البدو في النقب. اذا حُققت مبادرة الحكومة بصورة مناسبة فيمكن ان تكون هي بالضبط الشيء الذي يحتاجونه.

        من المفهوم من تلقاء ذاته ان جماعة البدو في هذه المرحلة في النقب لا يستطيعون تقديم جميع المعلمات لسن الحداثة ممن تحتاجهن الخطة. ولتحريك الخطة الى الأمام بين أبناء البدو في النقب يمكن استعمال الجيش الاسرائيلي الى ان يُعد عدد كاف من المعلمين البدو للاطفال. وبهذا تتاح للجيش الاسرائيلي فرصة تقديم خدمة قومية مهمة. وتستطيع جنديات يدرسن دورة قصيرة للعربية العامية تلبية الحاجة الفورية. أسهم الجيش الاسرائيلي في الماضي في تربية عدة اوساط في المجتمع الاسرائيلي وهو يستطيع ان يفعل هذا ثانية.