خبر خلاف على الخط الاحمر -هآرتس

الساعة 09:36 ص|16 يناير 2012

بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

(المضمون: خلاف بين اسرائيل وأمريكا على النقطة التي لا يعود فيها ممكنا استخدام الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الايراني - المصدر).

رئيسا أركان الولايات المتحدة واسرائيل، الجنرال مارتن دمباسي والفريق بني غانتس، سيلتقيان هذا الاسبوع مرتين، لاول مرة منذ تسلما مهام منصبيهما. ومع أن اللقائين تقررا قبل وقت ما، الا انه لا يمكن تجاهل الصلة الاستراتيجية التي يجريان فيها: التوتر المتصاعد حول البرنامج النووي الايراني وما بدا كقلق امريكي متجدد (ومتصاعد) من امكانية أن تقرر اسرائيل ان تهاجم وحدها المواقع النووية.

في نهاية الاسبوع تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن سلسلة رسائل كابحة للجماح نقلها مؤخرا مسؤولو ادارة اوباما الى اسرائيل، بهدف منع هجوم اسرائيلي. يوم الخميس تحدث نتنياهو والرئيس اوباما هاتفيا، بعد وقت قصير من شجب وزارة الخارجية في واشنطن عملية اغتيال عالم النووي الايراني (العملية التي نسبها مسؤولون ايرانيون في البداية لاسرائيل وبعد ذلك للولايات المتحدة وبريطانيا).

دمباسي وغانتس سيلتقيان بداية في بروكسل، على هامش مؤتمر رؤساء الاركان السنوي لحلف الناتو – حدث يدعى اليه رئيس الاركان الاسرائيلي باستمرار. بعد يومين من ذلك سيصل الجنرال دمباسي الى اسرائيل.

ومع أن واشنطن شددت مؤخرا الضغط على طهران، من خلال دمج تصريحات أكثر حزما، مبادرة لتشديد العقوبات الدولية وما بدا كصدام مستقبلي محتمل حول التهديد الايراني باغلاق مضائق هرمز فان القدس غير راضية.

في اسرائيل لا يتأثرون بالازمة العميقة التي علق فيها الاقتصاد الايراني، والتي تشدد الضغط على النظام الذي يستعد للانتخابات البرلمانية هناك في اذار.

في مركز الجدال بين القدس وواشنطن، توجد مسائل الجداول الزمنية والخطوط الحمراء. البدء في تخصيب اليورانيوم في المنشأة التحت ارضية قرب مدينة قم يرفع مستوى القلق في اسرائيل.

في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان قبل نحو شهرين قال وزير الدفاع ايهود باراك انه تبقى اقل من سنة على وقف البرنامج النووي. ورسم باراك بذلك الخط الاحمر الاسرائيلي الجديد: من اللحظة التي يتم فيها قسم هام من التخصيب في موقع محصن، فان ايران تكون دخلت "مجال الحصانة" والخيار العسكري (الاسرائيلي على الاقل) يشطب عن جدول الاعمال.

غير ان الخط الاحمر الامريكي يمر في مكان أبعد من ذلك، في المكان الذي تتقدم فيه ايران في تطوير السلاح النووي (أي، الرأس المتفجر) ولا تعود تكتفي بتطوير قدرة نووية – الخط الذي لم يتم اجتيازه بعد.

هل باراك ونتنياهو يعتزمان حقا ان يهاجما وحدهما، أم أن كل الخطوة الاسرائيلية الطويلة ترمي فقط الى تشجيع الغرب على عمل أكثر حزما؟ هذه مسألة المليون دولار، التي بحثت تباعا على مدى نحو ثلاث سنوات. يخيل ان الان ايضا ليس للادارة في واشنطن جواب مقنع عليه.

الواضح هو ان التخمينات في وسائل الاعلام الامريكية – هذه المرة على نحو مفاجيء، دون ثرثرة مساهمة من الطرف الاسرائيلي – ترفع درجة الحرارة في طهران ايضا. يبدو ان خطر المواجهة المحتمل، أولا وقبل كل شيء بين سفن أمريكية وايرانية في الخليج الفارسي، آخذ في الارتفاع.

في الصورة المتوترة على أي حال تساهم ايضا منظمة حزب الله. في نهاية الاسبوع نقل عن احباط محاولة عملية لحزب الله ضد هدف اسرائيلي في تايلند، حادثة ثانية من نوعها بعد الاخطار الذي نسب هو ايضا للمنظمة حول مهاجمة سياح اسرائيليين في بلغاريا. ويشكل حزب الله اليوم الذراع الطويل لايران، والتي يستخدمها مباشرة جيش "القدس" للحرس الثوري.

والسياق ليس فقط الذكرى السنوية المقتربة لتصفية عماد مغنية، بل أيضا الاغتيالات لعلماء النووي في طهران. أمين عام المنظمة، حسن نصرالله، وعد أمس بان تصفية العلماء لن توقف المشروع النووي الايراني.

وتركز ايران وحزب الله الان الجهود ايضا على انقاذ نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ومؤخرا زار قائد جيش القدس الجنرال قاسم سليماني سوريا في محاولة للمساعدة في قمع الثورة ضد النظام. ويعرف نصرالله بانه اذا سقطت دمشق، فان مطلب نزع سلاح حزب الله – الذي عقب عليه أمس باستخفاف – سيعود ليطرح بقوة أكبر.