خبر ما الذي سيشعل الايرانيين- يديعوت

الساعة 09:31 ص|16 يناير 2012

بقلم: اليكس فيشمان

سيكون ربيع 2012 حاسما بالنسبة للشرق الاوسط. فقد أخذت جميع اللاعبات الاقليمية تستعد الآن لنيسان. وكلها – لا عندنا وفي واشنطن فقط – تُشم ريح حريق في الهواء.

من وراء المقولات العصبية المصعدة، لمسؤولين كبار في جهاز الامن الامريكي، يقوم واقع مهدد أخذ يتطور في ايران. وليس عجبا ان اعترف في الاسبوع الماضي قائد الاسطول الامريكي بأنه لا ينام جيدا في الليل ازاء ما يتطور في مضيق هرمز. وحينما لا ينام الأدميرال جيدا ويحدد وزير الدفاع خطوطا حمراء للايرانيين فانه ينبغي ان نفترض انهم عندنا ينامون بالملابس العسكرية والأحذية.

يتحدث الجميع عن الربيع، لأن الجميع على ثقة بأن اسرائيل ستهاجم آنذاك ايران وهو شيء سيشعل الشرق الاوسط. هذا السيناريو مبتذل جدا ويظهر في كل مناقشة امنية في وسائل الاعلام العالمية: هذه السنة سيُتم الايرانيون ادخال مشروعهم الذري الى عمق كبير داخل الارض، ومنذ تلك اللحظة سيصبح هجوم جوي أقل فاعلية بكثير. لهذا توجد ضرورة في ظاهر الامر للهجوم بأسرع وقت ممكن.

لكن يوجد امكانية اخرى ايضا أكثر واقعية وأكثر قربا من الاشتعال وليست لها صلة بمهاجمة المنشآت الذرية الايرانية. فحوى هذا السيناريو ان الايرانيين سيكونون أول من يضغط على الزناد بسبب الطوق الاقتصادي الخانق والعزلة الدولية اللذين يزدادان احكاما حول أعناقهم. فقد بدأوا يُدفعون الى الحائط بسبب الضغوط التي أصبحت مستعملة عليهم وأكثر من ذلك بسبب الضغوط التي ستُستعمل عليهم في القريب جدا.

ان انهيار طهران الاقتصادي أصبح قريبا جدا. فالنظام يرى الآلاف الذين يقفون اليوم في صفوف الانتظار في المصارف محاولين استبدال الدولارات بالريال وهي غير موجودة. وصار الفرق في السوق السوداء الى 60 في المائة. ولا يستطيع أحد ان يتنبأ ماذا ستكون اللحظة الحرجة التي ستدفع احمدي نجاد الى عمل يائس. ومتى سيشعر آيات الله بأنهم مهددون جدا فيستقر رأيهم على إحداث تحرش عسكري يهدد العالم ويجبي منه ثمنا باهظا جدا يزيل الطوق الخانق.

ان التدريب البحري الذي أُجري في الاسابيع الأخيرة في الخليج الفارسي اشتغل فيما اشتغل به، باغلاق مضيق هرمز. وقد أعلن قائد سلاح البحرية الامريكي علنا أنه تم الفحص في التدريب عن نشر الاسطول لضمان ألا تُمكن حركة قطع بحرية في المضيق بلا رقابة. وتناول التدريب ايضا الجوانب الهجومية لمواجهة اساطيل اجنبية تبحر في الخليج وقد تمنع ايران من تنفيذ الحصار.

بعبارة اخرى: أوضح الايرانيون أنهم ينوون حينما يحين الوقت ان يواجهوا لا اساطيل الخليج الفارسي فقط بل الامريكيين والفرنسيين والبريطانيين ايضا الذين يضمنون التدفق الحر للنفط ويحافظون على سعره في الحقيقة. ان السوط الايراني يهدد بكسر هذه المعادلة لوقف تدفق النفط وبرفع السعر الى مستوى غير محتمل يوجب على العالم فتح الباب أمام النفط الايراني وازالة الضغط عنه.

تغيرت السيناريوهات فجأة. لن يحدث الانفجار بسبب هجوم اسرائيلي بل بسبب ذعر القيادة الايرانية من العقوبات الاقتصادية. وفي الشرق الاوسط ستنشب حرب على الوقود والمال والسلع – لا بسبب قصف المنشآت الذرية.

فهم الروس هذا منذ زمن. فقد قال مندوبهم في الامم المتحدة، بيتلي تشوركن، في الفترة الاخيرة ان أكبر تهديد لاستقرار العالم هو الازمة في مضيق هرمز. وهذا واحد من الاسباب الذي يجعل الروس غير متحمسين كثيرا لزيادة العقوبات الاقتصادية حدة.

ان الامارات العربية هي أول من شم ريح الحرب على طول الخليج الفارسي. وستكون أول المضروبات. ولهذا أصبح أرباب النفط هناك في ذعر محاولين انهاء مد أنبوب النفط الى الموانيء في سواحل عُمان والالتفاف على مضيق هرمز. بدأ مشروع الأنبوب وقاعدة تصدير النفط الجديدة في 2008 ويفترض ان ينتهي في أيار، لكنهم في الامارات يخشون ان يكون الوقت آنذاك متأخرا جدا.

يجوز ان نفترض ان لقاء رؤساء هيئات الاركان من حلف شمال الاطلسي الذي سيتم هذا الاسبوع – بمشاركة رئيس اركان ضيف هو بني غانتس – سيحصر العناية في الازمة الناشئة في مضيق هرمز. واسرائيل في هذا السيناريو شريكة ضئيلة القدر يُطلب اليها في الأساس ألا تشوش.