خبر قد بدأت الحرب.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:32 ص|13 يناير 2012

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: بدأت الحرب على ايران بصورة صامتة خفية واذا استمر تحالف القوى التي ترفض حصول ايران على القدرة الذرية العسكرية فقد لا تحتاج هذه القوى الى هجوم معلن على المنشآت الذرية الايرانية - المصدر).

"في ايران تحدث اشياء بصورة غير طبيعية"، قال أول أمس رئيس هيئة الاركان الفريق بني غانتس. بعد ذلك بأقل من 24 ساعة مات عالم ايراني آخر ذو صلة بالمشروع الذري – هو الرابع منذ كانون الثاني 2010 – موتا غير طبيعي. وبادرت ايران الى اتهام اسرائيل. ان الاحتمال هو ان تكون مجموعة دول لا دولة واحدة تقف من وراء عمليات الاغتيال المتشابهة. ونقول بالمناسبة انه في ضوء ما يحدث حول ايران في المدة الاخيرة، يبدو ان الحرب قد بدأت من غير ان تُعلن ألبتة.

نوصي بادخال الاشياء (عمليات الاغتيال في هذه الحال) في سياقها لنفهم ما يحدث اليوم في ايران وحولها: ان المجتمع الدولي يُعد جولة عقوبات اخرى على ايران أشد هذه المرة.

في الآن نفسه تخطط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي هما ايضا لعقوبات منهما على البنك المركزي الايراني وعلى تصدير النفط الايراني. ويفترض ان يتباحث وزراء خارجية الاتحاد في هذا الشأن في الثالث والعشرين من كانون الثاني. اذا وعندما تفرض هذه العقوبات على ايران سيكون من الممكن بيقين الحديث آنذاك عن عقوبات ذات أسنان.

في مقابلة هذا تهتم مجموعة الدول باشراك روسيا والصين ايضا. نددت روسيا أول أمس ببدء تخصيب اليورانيوم في ايران في منشأة مجاورة لمدينة قُم (فوردو)، أما الصين فتستضيف تيموثي غايتنر، الامين العام لوزارة المالية الامريكية لتُباحثه لا في العقوبات على ايران فقط بل في الدفع قدما لصفقات نفط في المستقبل بين الصين والعربية السعودية. ان أكثر تصدير النفط الايراني الى الصين. فالفكرة هي الاستمرار في عزل طهران. وستضطر آخر الامر الى ان تبيع النفط لهوغو تشافاز الذي زاره احمدي نجاد في الايام الاخيرة. ومشكلة هذا الوحيد هي أنه يحتاج الى الصحة لا الى النفط. طهران تحت ضغط وهي ترد: فقد أعلنت ايران يوم الاثنين الحكم باعدام شاب امريكي بتهمة التجسس. ولم يسمع أحد عن انه كانت محاكمة، وليس التوقيت عرضيا. ان الشاب قد يكون في المستقبل ورقة مساومة في أيدي الايرانيين.

اتهمت جهات رسمية في ايران أمس المسؤول عن الارهاب على بلدهم بزعزعة الوضع الداخلي وارادة التشويش على انتخابات البرلمان في شهر آذار. فطهران تبحث عن مسؤولين من الخارج عن زعزعة الجهاز السياسي في الداخل. ويتوقع ان تزيد العقوبات الجديدة الشقاق داخل ايران شدة.

تهدد ايران باغلاق مضيق هرمز، بل تهدد حاملة الطائرات الامريكية ستينيس ألا تعود الى المنطقة. والمضحك ان تلك القطعة البحرية نفسها خلصت 13 صيادا ايرانيا من أيدي قراصنة صوماليين. وسارعت وسائل اعلام في ايران الى اتهام واشنطن بدعاية مضادة. ليست هذه ايام مصالحة. وطهران تعلم جيدا ان تحالف الدول يعمل.

بشرت ايران بأنها بدأت كما قلنا آنفا تخصب اليورانيوم في موقع قرب قُم يفترض ان يكون أكثر حصانة من هجوم. لكن علماء الذرة الايرانيين لو انهم استطاعوا لقالوا ان الاماكن الحصينة في ايران أخذت تنفد وبخاصة اذا كانوا داخل سيارات. ونقول بالمناسبة انه اذا استمر تحالف الدول على عمل ناجح فقد لا تكون حاجة ألبتة الى نقاش عاجل في مسألة الهجوم.