خبر الشعب يريد مشاهير في الكنيست -هآرتس

الساعة 10:13 ص|12 يناير 2012

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: دخول مشاهير الحياة العامة الى السياسة الاسرائيلية يزيدها فراغا لأن هؤلاء المشاهير ليس عندهم شيء يُقدمونه - المصدر).

        هزة سياسية: يتوجه عدد من المشاهير الى السياسة. هناك مذيع قمة ووالد قمة وأرملة قمة أعلنوا عن نواياهم وقد ينضم اليهم عدد ممن يُشاكلونهم. ربما يبحثون عن الخير وربما أصابهم الملل من حياتهم الخاصة ويبحثون لأنفسهم عن اهتمام آخر، وربما يريدون مجدا آخر وربما يريدون تغييرا. ومهما يكن الامر فينبغي ألا نشتكي منهم لأن هذا حقهم التام.

        من المؤكد ان يئير لبيد ونوعام شليط وكرنيت غولد فاسر سيصبغون الخريطة السياسية الرمادية بألوان منعشة ومتعددة. لكن زيادة ماء على المرق الفاسد لن تغير طعمه. نحن نعرف هؤلاء الثلاثة في ظاهر الامر جيدا: فقد كانوا ضيوفا دائمين في إيواننا. فقد كان لبيد يجعل ليالي السبت لذيذة ببرنامج ترفيه متنكر بلباس نشرة أخبار وبعمود صحفي شخصي متنكر بلباس عمود صحفي، وأثر شليط في القلوب بدور والد الأسير الوطني ومثله غولد فاسر ايضا أرملة الحرب التي تؤيدها النفوس.

        كان النظر الى كل واحد منهم عاطفيا، عاطفيا فقط. فقد قام بتسليتنا لبيد ولذّ لنا، وأثر شليط وغولد فاسر في قلوبنا وأثار الثلاثة تماهيا عاطفيا وقتيا. وفي دولة يكاد كل شيء فيها يكون عاطفيا أصبحوا أبطال الساعة وأبطال العصر. ضحكنا معهم وبكينا معهم وتابعناهم وأيدناهم وأخذونا الى حياتهم والى أحضان عائلاتهم في ساعات مدهم وجزرهم. لكننا في الحقيقة لا نعرفهم ألبتة.

        أحسنا نحن معرفة الصورة التي بُنيت لهم – وكان هذا كافيا لجعلهم معروفين وليس عندنا أي مفهوم عن تصوراتهم وهذا غير كاف لجعلهم اشخاصا سياسيين. فلا يوجد أحد في الدولة سوى أصدقائهم وأبناء عائلاتهم يعرف شيئا عن آرائهم. قد تكون لهم آراء وقد لا تكون (وأظن أنه ليست لهم). هل يؤيد لبيد استمرار الاحتلال أم يعارضه؟ وهل شليط مستعد للنضال عن حقوق الأقليات كما ناضل عن حقوق ابنه؟ وماذا عن غولد فاسر؟ لا شيء. لا نعرف شيئا. فلم تصدر عنهم قط كلمة في هذا الشأن ويجوز ان نفترض أنهم لن يفعلوا ايضا. فهم مجرد زبد طافٍ على وجه الماء.

        جاء الى اسرائيل نوع سياسي جديد هو نوع المشهور – السياسي وهو ينذر بالشر. وهذا لا يقول شيئا كثيرا عنهم ولا يقول الكثير عنا نحن الاسرائيليين. اذا كان شليط وغولد فاسر يريدان فقط تزيين قوائم سياسية فان للبيد ادعاءا سياسي أوسع كثيرا، ألم يحصل على نسب عالية في استطلاعات الرأي. سيُحدث حركة محاطا بأبناء جنسه مع مقاربة لواء احتياط وامرأة – رئيسة بلدية ورب صناعة ورب صناعات دقيقة عالية ومتدين لطيف للزينة ونشيط اجتماعي لتحلية الوجبة.

        لا يوجد برهان أسطع من هذا على فراغ النقاش العام وضحل السياسة في اسرائيل: فان أمل التغيير والطموح الى الخلاص يأتيان من يد المشهور. الحديث عن ظاهرة تثير الكآبة لا مثيل لها: فالشعب يريد لا شيء. لا يريد ثورة ولا تغييرا ولا مواقف ولا آراء بل ان يجعلوا حياته لذيذة فقط. نُسي الصيف وانقضى الخريف وها هو شتاء فراغ قد جاء.

        ربما كان هذا مقبولا في العقل في دولة يجري فيها كل شيء في الطريق المستقيم على صورة ما. لكن أفي اسرائيل؟ من الذي سيواجه جميع التهديدات الخطيرة للديمقراطية وسلطة القانون وحقوق الانسان؟ من الذي سيجابه العنصرية التي أخذت تنتشر ومن الذي سيستأصل الاحتلال؟ ان قوميا عنصريا أفضل من مشهور فارغ، وافيغدور ليبرمان أفضل من لبيد: فلا يوجد عند القومي أوهام على الأقل وربما يثير ذات يوم معارضة فاعلة ونضالا. لكن أيُعارَض لبيد؟ أيُناضَل؟ أي شيء يناضَل ومن يُناضَل؟ انه "اسرائيلي" بصورة كبيرة بل هو الأكثر اسرائيلية وهو يؤيد جهاز تربية أفضل. من ذا يعلم ربما يؤيد في سريرته ايضا جهاز صحة أفضل. وله ايضا معطف جلدي رياضي.

        هذا هو عمى الاسرائيليين في صورة جديدة: اذا كانوا قد صرفوا وجوههم حتى الآن عما يحدث فان وقتهم سيصبح الآن لذيذا مع المشاهير. واذا كانوا قد ضللهم حتى الآن ساسة هزيلون أوغاد أحبوا ان يكرهوهم على الأقل فسيفعل هذا الآن أبطال التلفاز وأبطال صالوناتهم الذين يُحبون ان يُحبوهم كثيرا. ما ألذ وما أحسن، ان المشاهير "في الطريق" الى السلطة.