خبر من أرسلهم الى الكنيست؟ -يديعوت

الساعة 09:35 ص|11 يناير 2012

بقلم: ايتان هابر

برغم أن الامر لا يبدو ولا يُسمع على هذه الحال فانه لم يعد يوجد كثير من المواطنين الاسرائيليين يُبدون اهتماما عميقا بالسياسة الاسرائيلية. فأكثر الاسرائيليين غير مبالين والأكثرية الغالبة منهم لا يعلمون التفريق بين عضو الكنيست آريه الداد وعضو الكنيست موشيه متلون، ويعلم قليلون نسبيا التفريق بين الاحزاب والآراء المختلفة. وأصبح يوم الانتخابات في الكنيست عند كثيرين يوم نزهات أو يوم مشتريات. هذه هي الحقيقة.

ان قليلين نسبيا في اسرائيل يعلمون تقدير أهمية قرارهم في يوم الانتخابات. ويجوز ان نفترض ان كثيرين كانوا سيفكرون مرة اخرى ومرتين وثلاثا لو أنهم علموا أنهم يحددون في هذا اليوم يوم صندوق الاقتراع، مصيرهم أو مصير أبنائهم حتى بشأن الحياة والموت. ألا تصدقون؟ أتريدون أمثلة؟.

في انتخابات الكنيست في 1981 كان الفرق في صناديق الاقتراع بين الليكود وحزب العمل نحوا من 10 آلاف صوت فقط. لو أن المصوتين علموا في ذلك اليوم، أو اولئك الذين لم يذهبوا الى صناديق الاقتراع، بأن مناحيم بيغن ووزراء حكومته سيقررون بعد زمن قصير فقط الخروج لحرب لبنان الاولى (670 قتيلا وآلاف الجرحى) ألم يكونوا يأخذون 10 آلاف مصوت ممن هب ودب؟ وربما كان يبقى حيا بيننا 600 فتى شاب لولا ان ذهب 10 آلاف مقترع للتسكع على شاطيء البحر.

أليست الاصوات مهمة؟ ان اعلان الحكومة عن حرب لبنان في التاسع والعشرين من حزيران 1982 أُجيز بأصوات 60 عضو كنيست. ربما كانت تلك الحرب الحمقاء تخفت في تلك الايام لو كان للمعارضة صوتان أو ثلاثة اصوات اخرى.

أتريدون مثالا آخر؟ في انتخابات 1984 كانت الاصوات متعادلة بين كتلة اليمين وكتلة اليسار. وفاز "ياحد" وهو حزب عيزر وايزمن الصغير بثلاثة نواب فقط، لكنه كان الحاسم. استطاع ثلاثة اعضاء كنيست مساكين ان يقرروا أتكون حكومة يمين أم لا تكون. وكانت اغراءات اليمين لوايزمن عظيمة لكنه استقر رأيه على الانضمام الى الكتلة التي تحسم الامر على اليمين، وهكذا أفضى وايزمن الى انشاء حكومة وحدة وتناوب مع شمعون بيرس واسحق شمير. فتخيلوا لو كان عدد اعضاء "ياحد" أقل بعضو لكان اليمين آنئذ يكون في السلطة وربما كان تاريخ دولة اسرائيل مختلفا اليوم. من ذا يعلم؟.

بماذا يتصل هذا؟ بنشرات يئير لبيد الأخيرة ونوعام شليط ونشرات كثيرة اخرى سنحظى بقراءتها حتى يوم الانتخابات. ان خبراء واشخاصا يدعون انهم خبراء يحاولون منذ سنين ان يفكوا لغز الشيفرة الجينية لجمهور الناخبين الاسرائيلي: لماذا ومن وما وكيف؟ ويُتمون استطلاعات للرأي ويتفحصون بسبع أعين ويفسرون في يوم الانتخابات ويعتذرون. كيف لم نعرف ان لبيد عظيم كهذا أو العكس؟ انه عظيم، انه عظيم. انه عظيم.

ان قليلين نسبيا اعتادوا ان يتفحصوا خبايا المرشحين الواقعيين للكنيست. ان المرشحين يواجهون انتخابات في احزابهم فماذا يوجد عند الناخب الصغير ليقوله أو يكتبه أو يقترحه. أعطوه في أكثر الحالات قصاصة في يده مع قائمة مُعدة وهو يقترع لانستاسيا ميخائيلي أو لميري ريغف، ولا يعلم عما يُتحدث وعمن يُتحدث. والآن حينما يشاهد اولئك الناخبون اعضاء الكنيست في التلفاز يسألون أنفسهم بصوت مرتفع: من الأحمق الذي أرسلهم الى الكنيست؟.

يقولون ان الكنيست، كل كنيست، يجب ان تعبر عن شتى الآراء وعن الفئات السكانية المختلفة في دولة اسرائيل، ولا توجد حماقة أكبر من هذه. ففي وضع دولة اسرائيل الحالي والمعقد من المهم الى الضروري والحيوي ان يُرسل الى الكنيست في القدس أفضل الأذهان وأصحاب التجربة واولئك الذين صُهروا في بوتقة العمل. نحن لا نستطيع في وضعنا الحالي ان نسمح لأنفسنا بأن ندفع للحاخام فقد دفعنا ما يكفي ويزيد.

ان التفكير بأن انستاسيا ميخائيلي تستطيع باصبعها ان تحدد مصير حياة إبني أو موته، والعياذ بالله، يثير القشعريرة.