في صفعة مفاجأة

خبر « إسرائيل » تسعى للتفاوض مع الأردن نيابة عن الفلسطينيين

الساعة 07:06 ص|11 يناير 2012

القدس العربي

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على سير لقاءات عمان بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحضور اللجنة الرباعية لـ'القدس العربي' الثلاثاء بان المفاوض الاسرائيلي يحاول اجراء المفاوضات مع الاردن نيابة عن الفلسطينيين.

 

واوضحت المصادر بأن الجانب الاسرائيلي يحاول جر الاردن الى دائرة المفاوضات عن الفلسطينيين من خلال اصرار تل ابيب على ان الحديث عن حدود عام 1967 وضرورة ان تكون مرجعية للمفاوضات يقتضي الحوار مع السلطات التي كانت تسيطر على تلك الاراضي قبل ذلك العام وذلك في اشارة الى الاردن الذي كان يحكم الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل وقوعها تحت الاحتلال الاسرائيلي في حزيران عام 1967.

واشارات المصادر الى ان المفاوض الاسرائيلي اتسحاق مولخو يسعى لنقل الاردن من موقع الرعاية للمحادثات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في عمان الى موقع المفاوض الذي يترتب عليه التزامات امنية وسياسية بشأن اية اتفاقيات قد تنتج عن تلك المحادثات.

 

واشارت المصادر الى امكانية احداث اختراق بالمفاوضات المتعثرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين نتيجة وجود الاردن في تلك المحادثات 'كمفاوض وليس كراع للمفاوضات' من وجهة النظر الاسرائيلية.

 

ولم تستبعد المصادر حدوث اختراق على صعيد المحادثات الجارية في عمان تقتضي من الجانب الفلسطيني بمشاركة الاردن الانتقال الى المفاوضات المباشرة للوصول لاتفاق سلام ينهي الصراع في المنطقة 'بدور فلسطيني اردني مشترك'.

 

وتابعت المصادر 'الاسرائيليون يريدون التفاوض مع الاردنيين بشأن الحدود والامن والقدس وقضايا الوضع النهائي بحضور الفلسطينيين ومشاركتهم'، وذلك في اشارة الى سعي المفاوض الاسرائيلي الى 'توريط الاردن' في التزامات امنية وغير امنية في اية اتفاقيات قد تحدث مع القيادة الفلسطينية التي لم تكن موجود قبل عام 1967 على حد قول المفاوض الاسرائيلي الذي ما زال يرفض اعطاء ردود فعل اسرائيلية بشأن ملفي الحدود والامن.

 

ونقل عن مسؤول فلسطيني مطلع على سير لقاءات عمان قوله إن مولخو لم يقدم أي ردود حول ملفي' الأمن والحدود' التي قدمهما صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، مشيراً الى ان عريقات أبلغ مولخو على ضرورة أن يتم تقديم الردود النهائية حول المقترحات الفلسطينية في الفترة المقبلة أي قبل السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الحالي الموعد الذي حددته اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام لتقديم تصورات الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي حول ملفي الامن والحدود.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي ظل اصرار الاردن على مواصلة اللقاءات بين عريقات ومولخو اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعمّان الثلاثاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حيث جرى خلال الاجتماع بحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود الأردنية لاستكشاف إمكانية استئناف مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق ما قالته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية 'وفا'.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وجاء لقاء عباس بعبدالله الثاني قبل ان يغادر الاخير لواشنطن نهاية الأسبوع الحالي لبحث سبل تفعيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ودفعها للامام.

 

وفي ذلك الاتجاه قال ممثلو اللجنة الرباعية المشاركون في لقاءات عمان أنهم أبلغوا الوفد الفلسطيني أن إسرائيل سوف تتخذ تدابير لبناء الثقة منها الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وتوسيع سيطرة السلطة الفلسطينية في أراضي الضفة الغربية واتخاذ تدابير أخرى مماثلة.

وفي السياق ذاته كشفت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية الثلاثاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس اتخاذ عدة خطوات لبناء الثقة مع الفلسطينيين للحفاظ على محادثات السلام الجارية حالياً في العاصمة الأردنية عمان وذلك بعد اللقاء الثاني الذي عقد الليلة قبل الماضية بين كل من مبعوثه للمحادثات 'إتسحاق مولخو' وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بحضور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وممثلين عن اللجنة الرباعية والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله 'أتوقع أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيواصل المحادثات التي بدأت في الأردن'، مضيفاً أن عباس سيوقف مساعيه للحصول على دولة فلسطينية في الأمم المتحدة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن مساعدي نتنياهو فضلوا عدم إعطاء أي تفاصيل عن المحادثات إلا أنهم قالوا 'هناك اجتماع ثالث سيعقد قبل نهاية الشهر الجاري'.

 

وأوضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الوسطاء يركزون الجهود على ألا تخرج المحادثات عن مسارها والهدف منها الحفاظ على أطراف الحديث بعد ثلاثة أشهر من المناقشات المخصصة وهي الحدود والترتيبات الأمنية نهاية 26 كانون الثاني (يناير).

 

وأضافت المصادر ذاتها ان أعضاء اللجنة الرباعية ينوون إصدار بيان في نهاية هذا الشهر، وإنهم سعداء بالتقدم الذي طرأ على المحادثات بين الطرفين، مؤكدة في السياق ذاته أن الأمريكيين يريدون الحصول على وثيقة تساعدهم في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

 

 

من جانبه ادعى مصدر إسرائيلي آخر أن الهدف هو إعطاء الفلسطينيين 'القليل من الحلوى من اجل ضمان عودتهم لطاولة المباحثات'، ولاسيما أن نتنياهو ومستشاريه 'على استعداد لاتخاذ هذه الخطوات بشرط أن يلتزم الفلسطينيون بهذه المحادثات والتوقف عن الذهاب إلى الأمم المتحدة'.

 

 

وأضاف المصدر بأن نتنياهو ومساعديه متأكدون أن الفلسطينيين لن يكونوا قادرين على ترك المحادثات في نهاية كانون الثاني (يناير)، على الرغم من تهديداتهم، وذلك بسبب التزامها الذي قطعوه على أنفسهم لملك الأردن.

 

ومن ناحية اخرى يجري التداول فلسطينيا إن الملك الاردني يبذل جهوداً كبيرة في محاولة للجمع بين عباس ونتنياهو في عمان في اقرب فرصة ممكنة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي خلال جلستهم الثانية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان مساء الليلة قبل الماضية على عقد لقاء ثالث بينهما السبت المقبل، في حين تجري الاستعدادات فلسطينيا لعقد إجتماع موسع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فور عودة الرئيس عباس من جولته الخارجية التي ستبدأ الجمعة وتشمل لندن وبرلين وموسكو، وذلك لتقييم ما آلت إليه اللقاءات بين عريقات ومولخو.

 

 

 

 

ويأتي اجتماع الجنة التنفيذية المرتقب في ظل الرفض الفلسطيني سواء من قبل منظمة التحرير او الفصائل الفلسطينية للقاءات عمان قبل وقف الاستيطان الا ان مسؤولا كبيرا في السلطة مقربا من عباس قال الثلاثاء أن الأخير لم يتراجع عن موقفه الرافض للعودة إلى طاولة المفاوضات دون وقف الاستيطان كشرط أساسي لقبوله باستئناف المفاوضات المتوقفة مع الجانب الإسرائيلي منذ عام 2009، لكنه قال 'إن 'الرئيس أبومازن استجاب لمطلب أردني برعاية مفاوضات الحل الدائم مع إسرائيل إلى جانب اللجنة الرباعية لضمانة تنفيذ إسرائيل كافة بنود الاتفاقات المستقبلية، إضافة إلى الدور الأردني الذي يلعبه الملك عبد الله الثاني في ذلك'.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقال المسؤول في تصريح نشرته لـ وكالة قدس نت للأنباء إن الملك عبد الله الثاني طلب من الرئيس أبومازن أخذ موافقة القيادة الفلسطينية على طلبه ' برعايته شخصياً' لجولة المفاوضات القادمة إلى جانب أعضاء اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، موضحاً بأن 'القيادة الفلسطينية وافقت على هذا الطلب لإعطاء الملك عبد الله الثاني الوقت المناسب من أجل إنجاح جهوده في عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات'.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واضاف المسؤول 'الرئيس أبومازن لم يتراجع عن موقفه وشرطه بوقف إسرائيل كافة أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية وشرقي القدس إضافة إلى وقف إجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين من أجل القبول بالعودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن ما حدث هو فقط من أجل إفساح المجال وإتاحة الفرصة للمساعي الأردنية من أجل إنجاحها'.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وأعرب المسؤول عن 'توقعاته' بأن يحدث اختراق كبير في جولة اللقاءات التي يعقدها الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الفترة القادمة، مؤكداً' بأن الرئيس أبومازن أعرب عن ارتياحه لرعاية الأردن لجولة المفاوضات القادمة'.