خبر ثلاثة مقابل واحد .. يديعوت

الساعة 12:09 م|10 يناير 2012

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: طر، يا لبيد، تجاوز السماء، ولا تخفض التحليق. خسارة فقط أن ربع المستقيلين الجدد من القطاع الخاص انت وحدك ترغب في أن تكون سياسيا - المصدر).

أربعة أعلنوا منذ بداية الشهر اعتزالهم مناصبهم الرفيعة: المديرة العامة لبنك ليئومي غاليا ماءور، مدير عام شركة تيفع شلومو يناي، مدير عام شركة كيل عكيفا موزيس والصحفي والمذيع التلفزيوني يئير لبيد. الثلاثة الاوائل وقفوا على رأس التجمعات الاقتصادية الثلاثة الكبرى في الدولة، والتي توفر عملا لمائة الف عاملة وعامل وتؤثر على حياة ما لا يقل عن مائة الف آخرين. الثلاثة، امرأة ورجلين، تميزوا بالادارة، بالزعامة، بالابحار في مياه عاصفة. لبيد تميز بالكتابة وبتقديم البرامج التلفزيونية.

بالنسبة للمديرة العامة والمديرين العامين المعتزلين لم تبدأ أحجية اعلامية حول مسألة كم نائبا سيزداد الحزب الذي ينضمون الى صفوفه. يناي سُئل في مقابلة مع "يديعوت احرونوت" اذا كان ستيوجه الى السياسة (تملص من الاجابة)، أما بالنسبة لماءور وموزيس – فقد اسقط خيار السياسة من جدول الاعمال مسبقا.

ليس جديدا وفي واقع الامر جديد بالفعل. في الماضي أيضا امتنع رجال أعمال جديون عن الدخول الى الساحة السياسية خشية ان يقال: المال يعانق السلطة. وقد سبق ان اعتدنا على هذا، خيرا كان أم شرا. غير أن الاغتراب الان عن الانشغال السياسي ينزل درجة ويصبح نمط سلوك دارج حتى لدى المدراء العامين الاجيرين المعتزلين من الشركات. وهذا هو منذ الان خسارة كبرى. خسارة للحياة السياسية، خسارة للقيادة، خسارة لمخزون العقول المؤثرة على السياسة، وخسارة لنا، نحن المواطنين، اذا كان بوسعنا أن نتمتع بمشوراتهم و/أو ادارتهم.

فكروا بعكيفا موزيس في منصب وزير المقدرات الوطنية. فكروا بغاليا ماءور في منصب وزيرة الخارجية. فكروا بشلومو يناي في منصب وزير الدفاع. فكروا في وجه الحكومة التي يكون فيها الثلاثة في مثل هذه المناصب – أو في غيرها. وهم ليسوا الوحيدين.

ولكن لا تقلقوا، هنا هذا لن يحصل. لن يحصل هذا التنوع الرائع في طيف الالوان السياسي. الشاذ الاقصى المحتمل في الساحة هو أحد ما مثيل يئير لبيد. أحد ما يمكن لقدامى السياسيين أن يربتوا على كتفه، ان يعانقوه قليلا تحت الحزام، وبرضى ذاتي تظاهري الهمس في اذنه: أنت ستتعلم ما هي السياسة، أنت لا بد ستتعلم...

هذا هو الخطر الذي يهدد لبيد: ان يتعاطوا معه كشبه رضيع. صحفية اخرى، شيلي يحيموفتش، اجتازت تدريب النار الاول بنجاح بعد ان اشتبكت غير قليل مع دائرتي تعاطيها، الصحافة والسياسة. كما ان والد يئير لبيد الراحل نجح في أن يكون حتى نهاية أيامه سياسيا غير عادي وليس مقررا مسبقا. بقي فيه، حتى يومه الاخير، الانتعاش المثير للغضب للشباب المشاغبين.

لدى أناس فوق سن 60 هذه ميزة رائعة. لدى أناس تحت سن 60 هذه ميزة مثيرة للاعصاب. ويئير لبيد بعيد عن الـ 60.

أنا اؤيد دخول لبيد الى المجال السياسي. فهو سيساهم في الخطاب، سيساهم في اللون، وسيساهم في العمق. أهميته الاصيلة أعمق من أهمية العديد من النواب (هذا ليس مديحا خاصا)، وفكره أكثر تركيبا من التبسيط الذي يقسم فيه السياسي العادي العالم – إما معنا أم ضدنا.

لبيد ليس رجل الاختيار المطلق بين الاسود والابيض، بين الـ "لا" والـ "نعم". وعليه لا فكرة لديه عما سيختار عمله بعد أن يقفز الى وعاء السياسة المتلظي وأي حزب، اذا كان سيكون مثل هذا الحزب على الاطلاق، سيخرج ضعيفا أو معززا جراءه.

فماذا أعرف حقا؟ أعرف انه سيكون محزنا لي جدا أنه من اليوم وبعد سنة بدلا من "يئير لبيد"، العلامة التجارية الفريدة من نوعها، سألتقي في مقر حزب ما المرشح ي لبيد، الصحفي السابق الذي قص جناحاه ليناسب سترة نهاية موسم من انتاج "بولغات".

طر، يا لبيد، تجاوز السماء، ولا تخفض التحليق. خسارة فقط أن ربع المستقيلين الجدد انت وحدك ترغب في أن تكون سياسيا.