خبر مخاوف على المصالحة من لقاءات عمان

الساعة 10:00 ص|10 يناير 2012

الجزيرة نت

حذر محللون سياسيون فلسطينيون من مغبة انعكاس لقاءات عمان بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مستقبل تحقيق المصالحة الفلسطينية.

 

وكانت عمان قد شهدت في الأيام الأخيرة عودة اللقاءات الثنائية بين ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برعاية اللجنة الرباعية الدولية، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تعثر المفاوضات المباشرة بين الطرفين أواخر سبتمبر/أيلول من العام المنصرم بسبب تعنت إسرائيل ورفضها وقف الاستيطان كشرط لاستمرار المفاوضات.

 

حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلى لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، رأت أن "إصرار السلطة الفلسطينية على الاستمرار في المفاوضات مع الاحتلال رغم التوافق الوطني على رفضها سيكون أكبر خطر على القضية الفلسطينية".

 

واعتبر برهوم في تصريح صحفي ، أن استمرار اللقاءات استجابة واضحة للابتزاز والضغط الإسرائيلي والأميركي وضربة موجهة لجهود المصالحة والتوافق الوطني.

 

لكن منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى لسان عضو اللجنة التنفيذية فيها حنا عميرة، ترى أن هذه اللقاءات لن تضر بجهود المصالحة، لأن جميع الأطراف الفلسطينية متفقة على السير قدماً نحو إنجاز المصالحة الوطنية.

 

ويرى المحلل السياسي ومدير المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والدراسات الإستراتيجية هاني المصري أن لقاءات عمان ستكون لها آثار سلبية على ملف المصالحة الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن حجم هذا التأثير يتوقف على مدى استمرارها من جهة، ونظرة حركة حماس لها من جهة أخرى.

 

عقبة المصالحة

ونبه إلى أن استئناف المفاوضات سيضعف الموقف الفلسطيني وسيجعل المصالحة تسير على أساس خاطئ، داعياً إلى أن  تكون المفاوضات وفق برنامج جديد يجسد القواسم المشتركة ويعتمد على إستراتيجيات جديدة وينأى عن برنامج المنظمة القديم الذي قدم التنازلات وبرنامج التشدد الذي تمثله حركة حماس.

 

واعتبر المصري في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن تحقيق المصالحة الفلسطينية بات مرهوناً باشتراطات الرباعية، مشيراً إلى أن تلك الشروط لا تزال هي العقبة الأساسية التي تحول دون إنجاز مصالحة حقيقية.

 

وذكر أن اشتراطات الرباعية التي قادت إلى جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة المفاوضات في عمان هي ذاتها التي أدت إلى تأجيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق المصالحة إلى ما بعد المهلة المقررة.

 

من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن عودة السلطة الوطنية الفلسطينية للمفاوضات مع إسرائيل ضربةٌ لجهود المصالحة الفلسطينية. 

 

تكتيك لا إستراتيجي

وذكر الصواف الذي يشغل أيضا منصب مساعد وكيل وزارة الثقافة في حكومة غزة ، أن رهانات الرئيس محمود عباس لا تزال مرتبطة بشروط الرباعية، مشيرا إلى أن توجهه للمصالحة كان تكتيكياً وليس إستراتيجيا.

 

ورأى الصواف أن الرئيس الفلسطيني يريد اتفاق مصالحة على الورق لا يتم تطبيقه على أرض الواقع ليستخدمه في تهديد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.

 

وحذر من تأثير استئناف مفاوضات عمان على جهود المصالحة، مشيراً إلى أن أبرز تلك التأثيرات السلبية تخللُ جدار الثقة الذي بنته لقاءات القاهرة الأخيرة بين حركتي فتح وحماس وسائر الفصائل الفلسطينية الأخرى.

 

لكن الكاتب السياسي ومقدم أحد البرامج الحوارية في تلفزيون فلسطين حسن الكاشف، اختلف مع ما ذهب إليه سابقاه، وقلل من تأثير لقاءات عمان على اتفاق المصالحة، لأن المصالحة -حسب رأيه- تنتظرها عقبات حقيقية أخرى مثل ملف المعتقلين السياسيين الذي لا يزال معلقا وملف الخلاف على تشكيل الحكومة الذي تم تأجيله أكثر من مرة.

 

وقال في حديثه للجزيرة نت إن "إمكانية الجمع بين المفاوضات والمصالحة شيء وارد لأن حركة حماس والقوى الفلسطينية الأخرى لم تقل إنها سوف توقف المصالحة ولم تصل انتقاداتها بعد إلى حد التلويح بوقف تنفيذ الاتفاق".

 

وأضاف "حماس لم تفاجأ بموافقة القيادة الفلسطينية على الذهاب إلى هذه المفاوضات الاستكشافية، لأن الموقف الرسمي الفلسطيني واضح تجاه المفاوضات ولم يكن يوما ضدها باعتبارها لا تعدو سوى اختبار للرباعية والشريك الإسرائيلي".