خبر يهبط إلى المستنقع- يديعوت

الساعة 10:23 ص|09 يناير 2012

يهبط إلى المستنقع- يديعوت

 

بقلم: سيما كدمون

 

أشهر طويلة من تجند الساحة السياسية لمنع دخوله، بما في ذلك محاولة تشريع شخصي فضائحي، انتهت أمس. فقد أعلن لبيد قراره الانضمام الى السياسة. وهكذا، تماما في الدقيقة التسعين، سحب البساط من تحت أقدام السياسيين. لنراهم الان يشرعون القانون المخجل، الذي كتب وصمم على صورة لبيد الصحفي.

 

كل من مصلحة الدولة امام ناظريه يجب أن يفرح لدخول شخص مثل لبيد الساحة التي يكاد يكون متعذرا على المرء الا يخرج منها مرضوضا، ينزف دما، ومشهرا به. للبيد الكثير مما يخسره. ليس أمرا مسلما به ان يتخلى شخص يتبوأ المنصب الاكثر جذبا في وسائل الاعلام الاسرائيلية، مع راتب ممتاز وشعبية لا يمكن الاستخفاف بها، عن كل شيء انطلاقا من الرغبة الصادقة في احداث التغيير. قد لا يكون هذا كافٍ للنجاح في السياسة، ولكن هذا جدير قبل كل شيء بالتقدير والاسناد. الاشخاص الصغار، التافهون، الحاسدون وسيئو النية فقط، والذين يوجد لنا الكثير منهم في الكنيست، يمكنهم أن يرغبوا في منع أناس طيبين من دخول السياسة.

 

لو كان هذا منوطا به، لكان مؤكدا ألا يفعل لبيد هذا منذ الان. فالانتخابات ليست في الافق، ولا يوجد أي ضمانة في أن تعقد في أثناء هذه السنة. في الاشهر الطويلة التي ستمر سيفقد لبيد وضعة ممتازة وأجرا كبيرا. ولكن لبيد قرر على ما يبدو بانه غير مستعد لان يكون الرجل الذي يسجل على اسمه أحد القوانين النكراء في الكنيست الاسرائيلية، وقفز الى بركة السبب الرئيس في أن ماءها ليست باردة – هو لانه ليس فيها ماء.

 

لبيد دخل أمس الى غياهب السياسة دون أن يكون مرتبطا بمراكز الاحزاب، بالمتفرغين السياسيين والنشطاء ودون أن يطلب ضمان مقعد له من أي حزب، رغم أنه كان سيحصل على أي مكان في أي حزب يريد أن ينضم اليه. من الاستطلاعات التي جرت في ساحة الاعلام ايضا، ولكن في الغرف المغلقة للاحزاب الكبرى التي تفحص بقلق شعبيته، تبرز صورة تكاد تكون غير مسبوقة تتراوح بين 15 و 20 مقعدا. ولكن لبيد يوجد بقدر كاف من السنين في هذه الساحة كيف يفهم بان هذا غير واقعي. الاشهر التالية ستكون حرجة بالنسبة له: ليس لديه الى أين يصعد اكثر، ولكن لديه الكثير الذي ينزل اليه. لقد سبق أن رأينا اناسا توقعت لهم الاستطلاعات منزلتين وفي النهاية تحطموا على وجوههم.

 

لبيد يعرف ايضا بان دخوله الى السياسة لا يهدد فقط احزاب وسط مثل كديما وحزب العمل. فهو كفيل بان يأخذ المقاعد من الليكود ايضا بل ومن اسرائيل بيتنا. ليس غريبا أن نوابا من كل اجزاء الطيف هرعوا كي يوقفوه. فليس تبريده هو ما يسعون اليه، بل تجميده حتى الموت.

 

السياسة الاسرائيلية ستبدو مختلفة ابتداء من هذا الصباح. محفل هام ومركزي دخل الى الساحة، محفل لا يمكن تجاهله وكفيل بان يكون له تأثير دراماتيكي على وجه الدولة. من جهة اخرى، واجب البرهان هو من الان فصاعدا هو على لبيد. سيتعين عليه أن يري بانه اضافة الى ما يتمتع به من حسن طبيعي، كاريزما وكفاءة اعلامية، لديه أيضا ما هو مطلوب كي يكون سياسيا. قبل كل شيء، جلد فيل. الامر الذي ليس مؤكدا انه يوجد لديه. ولكن مدى نجاحه وتأثيره سيفحص اساسا في قدرته على تغيير وضع الكتل. لا يكفي اخذ مقاعد من كتلة اليسار. على لبيد أن يكون الرجل الذي ينجح في أن يأخذ مقاعد من كتلة اليمين ايضا فيكسر بذلك هيمنة بعيدة السنين لهذه الكتلة.

 

هذه مهمة صعبة لشخص واحد، بل وربما متعذرة. ولكن هذه على الاقل بداية.