خبر الحدود التي بقيت فالتة- معاريف

الساعة 10:21 ص|09 يناير 2012

الحدود التي بقيت فالتة- معاريف

بقلم: اسرائيل زيف

لواء احتياط ورجل أعمال

هجمة بطاقات الائتمان التي شهدناها الاسبوع الماضي ليست سوى تذكير صغير، وان شئتم نداء صحوة للزمن الذي نعيش فيه والتخلف الذي نوجد فيه.

اسرائيل تستثمر في كل سنة عشرات مليارات الدولارات في شراء الدبابات والطائرات، بينما هي مكشوفة بشكل ظاهر امام جماعات القراصنة الالكترونيين الذين بلا كلفة تقريبا يمكنهم أن يعطلوا الدولة ويلحقوا بها اضرارا جسيمة للغاية مثل المس بتوريد الكهرباء، المياه والغاز، تعطيل المواصلات، فيض شبكات المجاري، المس بالمنظومات البنكية بل وحتى ايقاف المصاعد في المباني السكنية وفي أماكن العمل لديها. غني عن الاشارة ان هذا وضع خطير ولا يطاق.

الفهم بان اسرائيل توجد في مقدمة التكنولوجيا في المجال الالكتروني وإن كان صحيحا، فانه جزئي فقط. اذا ما قسمنا المجال الى الدفاع والهجوم، يمكن القول انه في المجال الهجومي يوجد جهاز الامن الاسرائيلي في رأس القائمة، فهم الى اين يسير العالم الحديث الذي تسيطر عليه الحواسيب وتطوير قدرات استثنائية في هذا الشأن. في المجال الخاص ايضا، فان خريجي وحدات الاستخبارات على أنواعها يطورون كل الوقت قدرات تجارية من أكثرها تقدما في العالم. ولكن في كل ما يتعلق بالدفاع ضد هجمات خارجية، فان الوضع مختلف تماما. محافل خاصة، ولا سيما البنوك وان كانت تستثمر وتتزود بمنظومات دفاعية، ولكن هذه مبادرة خاصة من جانبها. في كل ما يتعلق بالمنظومات العامة والامنية، فانها غير محمية كما ينبغي.

تذكير ذو مغزى جاء من موقع ويكيليكس الذي اقتحم بسهولة حواسيب وزارة الخارجية الامريكية وسرب من داخلها مئات الاف المراسلات وتفاصيل المعلومات الحساسة. مجموعات من القراصنة الالكترونيين الصينيين وغيرهم اقتحموا حواسيب البنتاغون والحقوا ضررا بالمنظومات المختلفة. اسرائيل، حتى الان، تتمتع بوقت مستقطع عدم الوعي فيه بامكانيات الضرر الكامنة التي يمكن أن تلحق بها يعد "حظا" لها، ولكن ذات الحظ يخدم ايضا محافل الاستخبارات الاجنبية التي تزور مواقعنا وتتمتع بكشف واسع.

بينما في الولايات المتحدة اقيمت الدائرة الوطنية للحماية الالكترونية، الهيئة ذات المسؤولية الوطنية عن الموضوع الممول بمصادر كبيرة، لا يزال لا يوجد في اسرائيل مثل هذه الهيئة. صحيح أننا نشهد اعلانات عن اقامة قيادة الحماية الالكترونية الوطنية، ولكن عمليا يدور الحديث عن هيئة دون ميزانيات ودون صلاحيات، ومؤخرا نشر حتى أن ميزانياتها المخصصة كفيلة بان تقتطع في اعقاب تقرير تريختنبرغ.

العصر الذي نوجد فيه والتهديدات الناشئة هي مثابة تغييرات دراماتيكية للتهديدات الامنية. وعليه فانها تستوجب ايضا تغييرا في فكرنا وفي استراتيجية الامن والاستثمار لدينا.

الدفاع عن حدودنا بمنظومات من الدبابات والمدفعية بعيد عن الاحتمال، مسافة اكبر من الارهاب والهجمات الالكترونية حيث أن الاخيرة لا تمر بالحدود ويمكنها أن تهاجمنا في كل مكان في العالم. وبصفتنا دولة تقوم على أساس التكنولوجيا في كل أنماط حياتنا العامة والخاصة، فاننا عرضة لاضرار كبيرة للغاية.

دان حلوتس، رئيس الاركان الاسبق، قال في مقر سلاح الجو انه اذا لم يكن الحديث يدور عن دمار شامل، فان النووي الايراني لا يشكل تهديدا وجوديا.

شلل منظومات المياه، الكهرباء والطاقة، وانهيار المنظومات البنكية والمنظومات المحوسبة الوطنية والخاصة من خلال هجوم منظم – حتى لو لم يكن يشكل تهديدا وجوديا فوريا، فانه مثابة تهديد خطير على نمط الحياة وخطر هائل على قدرة الوجود لاسرائيل.