خبر المتهمة: الطريقة -هآرتس

الساعة 09:31 ص|08 يناير 2012

المتهمة: الطريقة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

توجد مبان تصبح رموزا سلبية للعواصم. فمثلا، ووترغيت، مجمع سكني ومكاتب على ضفة الفوتوماك، والذي كان رمزا لفساد حكومي في أعقاب جرائم اقتحام وشهادات كاذبة للرئيس ريتشارد نيكسون ومقربيه. كممثل للقدس وشقيقه الجبلي ينضم اليه هولي لاند، نصب تذكاري للفساد البلدي، الثراء للمستثمرين والامتيازات لمنتخبي الجمهور، من موظفين وسماسرة.

        قضية هولي لاند التي تصل الى المحكمة مع رفع لوائح الاتهام ضد المشبوهين فيها وفي قضيتين اخريين من اماكن اخرى في اسرائيل، ينبغي أن تكون ايضا خطا فاصلا في موقف الجمهور من أنماط الادارة والحكم. الاتهامات ضد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، خلفه في رئاسة بلدية القدس اوري لوبليانسكي وكثيرين آخرين تحتاج الى الاثبات؛ المتهمون سيبقون بالطبع أبرياء الى أن يدانوا في المحكمة. هذا العبء ملقى على عاتق النيابة العامة، التي تستند بقدر كبير الى شاهد ملكي صحته واهنة ومصداقيته ستوضع تحت الاختبار. ولكن، المتهمة المركزية، التي سيصعب عليها الدفاع عن نفسها، هي الطريقة نفسها.

        هذه طريقة فاسدة من أساسها تتمثل بالاخذ والعطاء، رشوة كبار المسؤولين ومساعديهم الذين يمسكون بالمفاتيح، مقابل قيمة مالية كبيرة للمستثمرين، على حساب الجمهور. الحساب يرفع في شكلين. أولا في اجراء مشوه من المصادقات، في اخفاء المصالح والاعتبارات الغريبة، وبدون مساواة في الفرص لمن لا يعرف دهاليز الرشوة ولا يوافق على الافساد، والشكل الثاني في النتيجة الهندسية، التي تبشع خط الافق في عاصمة اسرائيل. ليس للقدس حقوق اختراع في هذه الطريقة. فهي موجودة في بلدات كثيرة اخرى، وحسب الملفات الشرطية وفحوصات مراقب الدولة فانها تميز حال الحكم المحلي. والطريق من الحكم المحلي الى الحكم المركزي قصير، والدليل اولمرت. محققو الشرطة والمدعون العامون في النيابة العامة نجحوا في عمل متفانٍ وذكي في بناء هامش مقنع، ظاهرا. المهمة التالية، للفحص وللقرار، ليست فقط مهمة القضاة في ملف هولي لاند، بل مهمة الجمهور بأسره. عليه أن ينفض عنه الفساد وان يقتلع المصابون به من الحكم.