خبر ماذا يفعلون بمبارك؟ -يديعوت

الساعة 09:30 ص|08 يناير 2012

ماذا يفعلون بمبارك؟ -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

في واحدة من المقابلات الصحفية الاخيرة مع الرئيس مبارك أصررت على ان اسأله ما الذي مر على رأسه حينما رأى صور صدام حسين المشنوق في بغداد. وتأهب وزير اعلام مبارك (أنس الفقي، الذي يمكث منذ سنة في السجن). وغضب ايضا مستشاره الاعلامي الملاصق سليمان العوض (الذي اختفت آثاره). ووبخني صحفي مصري ما كان ليخطر بباله ان ينقب عند حاكم عربي عما يشعر به بالضبط حينما يشنقون زميله.

لكن مبارك خاصة انقض على سؤالي عن شأن المشاهد الفظيعة التي صاحبت شنق صدام حسين وكأنه انقض على فرصة لنقل رسالة. لماذا كان يجب اعدامه في عيد الاضحى؟ من الذي سمح بادخال آلات تصوير الى زنزانة المشنقة؟ ولماذا ضغط الامريكيون لتنفيذ الحكم فورا؟ اذا كانوا قضوا بأنه يستأهل الموت، اشتكى مبارك، فلينفذوا ذلك سرا على الأقل.

قال هذا قبل ثلاث سنين ولم يحلم آنذاك بأن الارض سترجف تحت قدميه في قصر الاتحادية في القاهرة وبأن النائب العام المصري سيطلب شنقه هو ايضا. لم ينجحوا بعد في البرهان على ذاك الذي أعطى أمر اطلاق النار الذي أدى الى موت أكثر من 800 متظاهر في الميادين، وأصبح المدعي العام يلقي مسؤولية كاملة على "الرئيس" المخلوع. في خطبة انفعالية في قاعة المحكمة قذف المحامي سليمان الرئيس مبارك بقوله: "لوثت حياتك العسكرية الطويلة... وكانت كل الطرق القذرة حلالا في نظرك من اجل ان تورث ابنك جمال السلطة... أنت لا تستحق الرحمة".

من وجهة نظرنا، ومع كل الشفقة على الشيخ الممدد على الحمالة داخل قفص الاتهام، يجب ان يدخل مبارك الذاكرة الجماعية تحت خانة الحنين الى الماضي. كانت أيام ثم انقضت وانتهت. ظهر لاعبون جدد في الملعب المصري ولا يجوز التوقف عن متابعة ما يحدث في سيناء، ارض الارهاب، وفحص هل ينوي الجيش اعادة المفاتيح وأي صفقة سيطبخون مع من سيكون الرئيس الآتي.

يتم التخطيط لانهاء محاكمة مبارك بعد اسبوعين في الذكرى السنوية الاولى للثورة. وقد أصبح قادة المظاهرات يحذرون رئيس المحكمة انه يحتجز قنبلة موقوتة: فاما يصبح قرار الحكم يوم احتفال وطنيا وتدخل مصر تاريخ "الربيع العربي" باعتبارها دولة تصفية الحسابات حتى النهاية وإما ألا تتخلى عائلات القتلى ويشتعل ميدان التحرير وتنطلق الثورة الثانية في طريقها.

واليكم ورطة اخرى: ان الفريق الطنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر هو الذي استل مبارك من القصر وأجلاه الى شرم الشيخ والى جناح مغلق في المستشفى. أبغض الطنطاوي خطط توريث جمال مبارك السلطة. لكن نفس الطنطاوي خاصة شهد لمصلحة الرئيس السابق حينما أبلغ هيئة القضاة انه لم يسمع قط بأمر من مبارك باطلاق النار. وهكذا ومع اصدار قرار الحكم فانه هو الذي سيقرر بفعل سلطته الجديدة هل يخفف العقاب الأشد أم يوافق عليه.

توجد طريقة واحدة فقط للخروج من الورطة هي إطالة المدة قدر المستطاع. بعد ان منعوا طبيب مبارك الشخصي ان يزوره، يمكن تأجيل وتعويق القرارات بأمل ان تفعل الطبيعة فعلها في نهاية الامر. فتستيقظ ذات صباح جميع المعسكرات في مصر على نبأ موته غير المفاجيء. فيدفنونه في أسرع وقت ممكن، وليس واضحا هل يلفون التابوت بعلم مصر ومن يشارك في الجنازة وهل يخرجون الابنين من السجن ليصاحبا والدهما في طريقه الأخير.