خبر شُبان فلسطينيون يطرقون باب مواقع التواصل الاجتماعي

الساعة 06:41 ص|07 يناير 2012

شُبان فلسطينيون يطرقون باب مواقع التواصل الاجتماعي

فلسطين اليوم- رام الله

يستلهم الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة من الناشطين الذين حركوا الربيع العربي على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتوا يلجئون إليها رغم الرقابة المفروضة عليها.

ففي العام الماضي، استخدم النشطاء الفلسطينيون مواقع "فيسبوك" و"تويتر" والمدونات لحث عشرات آلاف المواطنين على التظاهر في قطاع غزة والضفة الغربية بشكل غير مسبوق للمطالبة بإنهاء الانقسام لتوّقع حركتا "فتح" و"حماس" اتفاق مصالحة ينهي أربع سنوات من القطيعة.

ومنذ ذلك الحين لعبت الوسائل الاجتماعية دوراً مركزياً في حشد تظاهرات وتجمعات شعبية كتظاهرات النكبة على الحدود مع إسرائيل، ودعم المسعى الفلسطيني للعضوية في الأمم المتحدة، وحاليا لدعم حملتي مقاطعة البضائع المصنوعة في المستوطنات ورفض التطبيع.

ويقول صبري صيدم، وهو خبير تكنولوجي فلسطيني شغل منصب وزير التكنولوجيا سابقا "عادة كانت الشعوب (في المنطقة) تستلهم من القضية الفلسطينية، لكن الوضع تغير في 2011 واستلهم الفلسطينيون أفكارهم من الثورات العربية، وبدؤوا باستخدامها على الرغم من اختلاف المناخ والبيئة".

ويوضح صيدم أن استخدام وسائل الاجتماعية خاصة موقع فيسبوك ازداد بشكل كبير العام الماضي، حيث "هناك مليون مشترك فلسطيني على الفيسبوك في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".

ورغم أن نشطاء المقاومة السلمية في فلسطين يلجئون إلى الإعلام الاجتماعي لتوثيق هجمات المستوطنين والاشتباكات مع قوات الاحتلال، ما زال استخدام هذه الوسائل في النشاط المدني محدودا.

وتقول جيليان يورك، وهي مديرة حرية التعبير في مؤسسة الحدود الالكترونية الأميركية: أن الأسباب تعود إلى "الرقابة والرقابة الذاتية".

وتشير يورك التي شاركت في المؤتمر الفلسطيني الأول للإعلام الاجتماعي الشهر الماضي إلى انه "يتم اعتقال الناس هنا طوال الوقت، ولكن من الصعب معرفة من يتم مراقبته عبر الانترنت".

واعتقل وليد حساين في مدينة قلقيلية في 2010 بتهمة الإلحاد بعد اكتشاف إدارته لصفحة على موقع فيسبوك باسم "الله" تهكم فيها على القرآن والإسلام، ومدونة يناقش فيها الأديان، وحكم على حساين بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة "ازدراء الأديان وإثارة النعرات الدينية والطائفية"، لكن تم إطلاق سراحه في أيلول الماضي بعد عشرة أشهر في السجن.

ويقول حساين لوكالة فرانس برس "حاليا أبقى في المنزل طوال اليوم خوفا على حياتي ولا افعل شيئا".

ويعتقد حساين الممنوع من الكتابة حاليا أو الاشتراك في أي نشاط الكتروني انه "لا يوجد حرية تعبير في الأراضي الفلسطينية، فأنا كنت أمارس حقي في حرية الرأي والتعبير والاعتقاد".

كما تعرض الصحافي جورج قنواتي من بيت لحم مؤخرا للملاحقة قضائيا بتهمة القذف والتشهير بعد أن انتقد على صفحته الخاصة في موقع فيسبوك مديرية الصحة في مدينته مع الناس، وطالب بوقف الفساد.

وقال قنواتي لوكالة فرانس برس: "كتبت ملاحظة على صفحتي على موقع فيسبوك وباللغة العامية عن تجربتي في مديرية الصحة انتقد فيها تعامل الموظفين معي"، وأضاف "فوجئت برفع قضية ضدي من محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل بتهمة القذف والذم والتشهير".

وتابع قنواتي: "تدخلوا في خصوصياتي وقرأوها وهي على صفحتي الخاصة في موقع فيسبوك، ولديّ حق في حرية التعبير عن رأيي".

أما في قطاع غزة، كما توضح يورك فالوضع مختلف مع أن "الرقابة الالكترونية جزء صغير من حقيقة ما يحدث".

وتوضح: "من النادر جدا أن يتم استهداف احدهم فقط من اجل ما يقوم به عبر الشبكات ففي فلسطين تكون ناشطا، ويتم استغلال ما قلته عبر الشبكات ضدك".

وكان المدون اسعد الصفطاوي (22 عاما) من غزة تعرض للاعتقالات والملاحقات من قبل حركة حماس في غزة، واعتقل أربعة أيام في اذار 2011 لمشاركته في التنسيق والإشراف في حركة 15 آذار التي تدعو إلى إنهاء الانقسام.

ويشرح الصفطاوي لوكالة فرانس برس انه يخضع "لنوعين من الرقابة رقابة حركة حماس والرقابة الذاتية التي أمارسها لإرضاء عائلتي التي تخاف عليّ، ولكن تفلت الأمور في لحظات الغضب".

وقبل ذلك رفعت على الصفطاوي قضية بتهمة الذم والقدح والترويج لأكاذيب للتحريض ضد حكومة حماس، بسبب مقال نشره على فيسبوك في نيسان 2010 ينتقد فيه ممارساتها في غزة نشر في صحيفة محلية، وانتهت القضية في 26 تشرين الثاني الماضي بحكم مع وقف التنفيذ.

وتعرضت مدونة الصفطاوي الذي كان ينتقد فيها الوضع السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة بين الحكومتين للاختراق قبل أكثر من عام من قبل مجهولين، وهو يتابع حاليا نشاطه عبر فيسبوك وتويتر، مؤكدا انه "في إحدى المرات احضروا لي صفحاتي على موقعي فيسبوك وتويتر مطبوعة على ورق في التحقيق".

ويرى الصفطاوي أن الاستدعاءات والاعتقالات والتهديدات التي تصله لا تخيفه، متسائلا: "أن سكتنا كلنا في حالة الظلم فمن سيتكلم؟".