خبر العتمة والكهرباء والمناهج..معاناة الدوام المسائي للطلاب

الساعة 10:38 ص|05 يناير 2012

عتمة الشوارع وانقطاع الكهرباء وصعوبة التدريس..معاناة الدوام المسائي للطلاب

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

أخذت أم حسين عصر من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة تُصارع الوقت من أجل استقبال أبناءها الذين يدرسون في الفترة المسائية، لإطعامهم واستغلال الوقت الكافي للتحضير للدراسة والاستعداد للامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول الحالية.

 

فالدوام المسائي فالنسبة لأم حسين هو المعضلة التي تعاني منها كل بداية سنة جديدة، حيث فصل الشتاء وقصر اليوم بالنسبة للطلاب، حيث يعود أبناؤها من مدارسهم ما بين الساعة الرابعة والخامسة مساءً الأمر الذي يُشكل هاجس خوف بالنسبة لها.

 

تقول أم حسين لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"لقد أصبحت أعاني من الفترة المسائية خصوصاً في فصل الشتاء حيث يعود أبنائي ما بعد آذان المغرب حيث أقطن في منطقة بعيدة عن المدرسة نوعا ما، الأمر الذي دفعني إلى وضع ابنتي الصغرى التي تدرس في الصف الثاني عند خالتها التي تقطن في منطقة قريبة من المدارس".

 

وناشدت أم حسين، وزارة التربية والتعليم العالي ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" العمل على إنهاء فترة الدوام المسائي للطلاب واعتماد فقط الدوام الصباحي، مشيرةً إلى معاناتها التي تجدد في قلة الفترة اللازمة لدراستهم في فترة الامتحانات، خاصةً مع انقطاع التيار الكهربائي، وزخم المناهج الدراسية وكثرتها.

 

ووافقها في الرأي المواطن أبو مصطفى مسعد من مدينة غزة، الذي أكد زيادة معاناة عائلته في فترة الدوام المسائي من قلة الساعات اللازمة لدراسة الطلبة للامتحانات، عدا عن عودة الطالبات خاصةً في ساعات متأخرة قد تهطل فيها الأمطار.

 

وقَدَر مسعد، المعاناة التي تعاني منها الوزارة والوكالة التي ليس لديها إمكانات مادية لبناء مزيد من المدارس، مع هدم المئات منها خلال الحرب على غزة، ولكنه أكد على مطالب الأهالي بإنهاء فترة الدوام المسائي لحل المشكلة لدى الطلاب والمعلمين على السواء.

 

المعلمة إيمان محمد لم تكن معاناتها أقل، حيث اعتبرت أن الدوام المسائي يشكل مسألة صعبة بالنسبة للطلبة والمعلمين على السواء، حيث أن المعلم يجد صعوبة في ممارسة مهام ومتطلبات أخرى غير التدريس، كأمور اجتماعية وشؤون أسرية، حيث يعود المعلم مابعد آذان المغرب، وفي ساعات الصباح يكون الوقت ضيق، حيث يكون على المدرس مهمة التحضير للحصص الدراسية.

 

وأضافت محمد، أنه على صعيد الطلاب فمعلم الفترة المسائية يعاني من صعوبة في أداء الطلاب واستيعابهم خصوصاً في الحصتين الأخيرتين، بالإضافة إلى مشكلة ضيق الوقت بالنسبة للطلاب في التحضير للدروس والمراجعات اليومية في فترة الامتحانات.

 

جدير بالذكر، أن نائب مدير عام الأبنية في وزارة التربية والتعليم العالي المهندس جمال عبد الباري أكد في تصريح صحفي سابق، أن الأعوام الثلاثة القادمة ستشهد نقلة نوعية في المنشآت المدرسية والتخفيف من مشكلة الكثافة الصفية وإنهاء الفترة المسائية للطلبة التي تشكل عبئاً عليهم وعلى المدرسين على حد سواء، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن بناء مدارس صغيرة في المناطق النائية في قطاع غزة.

 

وقال عبد الباري:"إن المشكلة القائمة في المدارس تتمثل في الكثافة الصفية التي تصل في بعض المدارس إلى 57 طالباً في الفصل الواحد والدوام المسائي، والزيادة الطبيعية وغير الطبيعية للسكان، وبعد بعض المدارس عن أماكن سكن الطلبة، حيث تصل في بعضها إلى 7 كيلو مترات وهو ما يرهق الطلبة ويضعف من تحصيلهم".

 

وأضاف عبد الباري إن قطاع غزة بحاجة إلى 195 مدرسة بشكل طارئ لتخفيف المشكلة، و310 مدرسة لإنهائها بالكامل حسب المعايير الدولية، مشيراً إلى أنه خلال فترة الحصار كان من المفترض بناء 165 مدرسة ولكن عدم السماح بدخول مواد البناء فاقم المشكلة المر الذي أدى إلى حدوث الكثافة في الفصول والاستعانة بنظام الفترة المسائية.

 

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر خلال الفترة الأخيرة، 13 مدرسة بشكل كامل و69 مدرسة بشكل جزئي و97 بشكل بسيط، وكلها تم ترميمها بتمويل من البنك الإسلامي بجدة، ومجلس التعاون الخليجي والصندوق العربي والمصرف العربي الأفريقي، ومؤسسة أيادي الخير نحو أسيا والحكومة الألمانية.

 

ونوه إلى وجود خطط جاهزة وأراض محجوزة لبناء 22 مدرسة جديدة خلال عام 2012 وثلاثة مراكز تدريب لتأهيل المعلمين، وكلها حسب المعايير الدولية أي أنها تشمل على مختبر علمي وغرفة تكنولوجيا ومكتبين، وغرفة صحة مدرسية، وغرفة مرشد نفسي، وكل مدرسة تشمل غرفة متعددة الأغراض لأداء الصلاة، أو للترفية والرياضة، وغرف إدارة.

 

وأضاف: "يوجد 16 مشروعاً سيتم تنفيذها خلال العام القادم تشمل صيانة وتوسعة بعض المدارس، وإنشاء فصول دراسية جديدة، حيث سيتم إنشاء 11 فصلاً دراسياً لمدرسة عين جالوت، و12 غرفة صفية لمدرسة العباس، و14 غرفة صفية لمدرسة حطين، و12 فصلاً دراسياً لمدرسة معاذ بن جبل، وكلها في منطقة شرق غزة.

 

وشدد عبد الباري على أن جميع هذه المشاريع، ستنهي مشكلة الكثافة الصفية خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وسيتم الاستغناء عن الفترة المسائية.