خبر حملة على الصليب- يديعوت

الساعة 09:08 ص|05 يناير 2012

حملة على الصليب- يديعوت

بقلم: غي بخور

ينظر النصارى في العالم العربي الى السنة الجديدة بخوف. فهناك احتمال ألا يصل كثير منهم لشهر كانون الاول القادم ألبتة. ان تطهير العالم العربي من النصارى يجري بجد ويصمت الغرب المنافق كعادته. لم يجرب هؤلاء النصارى في تاريخهم كله قط فترة سيئة بهذا القدر، فهناك القتل والاغتصاب وحرق الأملاك والابتزاز وسلب الاراضي والتخويف والهروب. ان الربيع الاسلامي يأمرهم قائلا أُخرجوا فلم يعد لكم ما تبحثون عنه في العالم العربي.

لماذا يحدث هذا؟ لأن الحكام المخلوعين أو الساقطين – مبارك وصدام حسين والاسد والقذافي وزين العابدين التونسي وغيرهم – منحوا النصارى مظلة حماية، ولم تعد هذه المظلة موجودة، فأصبحت حياتهم وأملاكهم في الفراغ الذي نشأ في خطر.

•       مصر: تبين ان الربيع العربي حملة للقضاء على الوجود المسيحي في مصر. فبحسب تقرير عن منظمة حقوق انسان مصرية، هرب من مصر منذ شهر آذار وسقوط مبارك حتى ايلول نحو 100 ألف مسيحي قبطي، وهذا المعدل في ازدياد. وبلغ العدد حتى نهاية 2011 نحو ربع مليون مهاجر. يعاني النصارى تحريضا سلفيا شديدا وحرق كنائس أو تفجيرها وأعمال تنكيل وليس هناك من يحميهم. والآن وقد فاز الاخوان المسلمون والسلفيون بأكثرية عظيمة في الانتخابات أصبح النصارى الأقباط يدركون ماذا سيكون مصيرهم، فمن استطاع هرب.

•       العراق: منح صدام حسين رجل حزب البعث النصارى في الدولة حماية ورعاية. كانوا الى ما قبل بضع سنين 1.5 مليون انسان، وهم اليوم نصف هذا. أما الباقون فهاجروا في ذعر أو قتلوا. وقد بدأ الشيعة السنيون حملة تطهير منهجية وفُجرت 54 كنيسة أو أُحرقت في العراق بعد صدام. والآن وقد غادر الامريكيون العراق بقي النصارى بلا حماية ألبتة.

•       سوريا: يمنح نظام الاسد النصارى حماية كاملة وعددهم نحو 850 ألف انسان، لكن النصارى أصبحوا يدركون ما الذي ينتظرهم في اليوم التالي. "اذا سقط نظام بشار"، يقول بطريرك حلب انطوان إدو، "فسيكون ذلك نهاية النصارى في سوريا، وقد رأيت ماذا حدث في العراق".

•       لبنان: قبل نحو من نصف قرن كان النصارى أكثرية في الدولة. وهم اليوم ثلث السكان وهم مستمرون في الهجرة من الدولة بمعدل نحو 50 ألف انسان كل سنة. وهذا ما جعل عدد السكان في لبنان يقف منذ ثلاث سنين على 4.3 مليون انسان: فعدد الاطفال المولودين لا يكاد يصل الى عدد المهاجرين الى الخارج وأكثرهم أو كلهم من النصارى.

•       السلطة الفلسطينية: في غزة تحت سلطة حماس مصير النصارى أصعب من ان يحتمل. فالآلاف القلائل الذين بقوا يعيشون في رعب ويُتمون طقوسهم الدينية بالسر تقريبا. منذ فتحت الحدود الى مصر غادر الكثيرون منهم ولم يعودوا. وقد بقي نحو 15 ألف مسيحي في السلطة الفلسطينية، أي نحو من عشر عددهم في الماضي. منذ كانت الانتخابات المحلية في سنة 2005 أصبح أكثر النواب في مجلس بلدية بيت لحم مسلمين من حماس. وهاجر الباقون جميعا وأكثرهم الى امريكا اللاتينية. ويعلم كثيرون ان حماس قد تسيطر في السنة القريبة ايضا على اراضي السلطة في يهودا والسامرة ولهذا يزداد معدل هروبهم.

•       اسرائيل: ان الدولة اليهودية خاصة هي المكان الآمن الأخير للنصارى العرب في الشرق الاوسط كله. ففي اسرائيل فقط يستطيعون ان يعيشوا في أمن وأن يُتموا عبادتهم الدينية بلا عائق باعتبارهم مواطنين مساوين في الحقوق. ان عربيا نصرانيا هو القاضي سليم جبران يتولى عملا في المحكمة العليا الاسرائيلية وكان بين القضاة الذين حاكموا الرئيس السابق قصاب. بيد ان عربا نصارى كثيرين يهاجرون من اسرائيل لأن الحركات الاسلامية تقوى هنا ايضا وتضغط على العرب النصارى الذين هم اليوم نحو من 8 في المائة فقط من عرب اسرائيل. ونسبة ولادتهم سلبية والهجرة مستمرة. ففي القدس مثلا عدد النصارى 1.9 في المائة فقط من السكان قياسا بنحو من 19 في المائة في اربعينيات القرن الماضي. أية مفارقة، كم امتدح النصارى النظم العربية وكم كرهوا اسرائيل علنا على الأقل. وهي الآن ملاذهم الأخير.