خبر « إذاعة القدس » تنقذ عائلة عانت الموت البطئ والألم منذ 20 عاماً

الساعة 09:00 ص|05 يناير 2012

"إذاعة القدس" تنقذ عائلة عانت الموت البطئ والألم منذ 20 عاماً

فلسطين اليوم– غزة (خاص)

معاناة شديدة.. وحسرة في القلب ليس لها دواء.. وفقر ينهك الجسد.. وبرد قارص في الشتاء ينخر العظام.. وحر الصيف لايطاق.. الأب ليس لديه القدرة على العمل كونه لا يستطيع السير على الأقدام وجلب المال ليُغير بعض ما جار عليهم الزمان.. والأم ليس لديها حيلة غير البكاء على ما آلت عليه أوضاع أسرتها.

 

هذه قصة من عشرات القصص المأساوية التي يعيشها الفقراء والمساكين في قطاع غزة التي  تعرضها إذاعة صوت القدس في برنامجها المميز والخيري بالدرجة الأولي "أهل الخير" لترفع سنين معاناة وجوع وقهر قد قاساها هؤلاء الفقراء على مدار عقدين من الزمان أو ما يزيد ولترسم على شفاه الأطفال الفرحة الابتسامة التي طالما انحرموا منها منذ نعومة أظافرهم.

 

ويواصل برنامج "أهل الخير" الذي تبثه إذاعة صوت القدس من غزة، مسيرته المميزة، والتي استطاعت التخفيف من معاناة عشرات الأسر المعوزة في القطاع المحاصر، فقد أنجز مؤخراً بناء منزلٍ لعائلة فقيرة كانت تعيش في بيت لا يصلح للمعيشة الآدمية منذ أكثر من 20 عاماً.

 

ويشير المشرفون على برنامج "أهل الخير" إلى أن الأسرة -التي بُني لها منزل جديد بتكلفة زادت عن خمسة عشر ألف دولار بعد المرارة الكبيرة التي كابدتها جراء سكنها في غرفتين لم تستطع التعبير عن فرحتها الغامرة بعدما شاهدوا منزلهم، الذي ساهم في بنائه أحد مستمعي إذاعة صوت القدس المعطائين.

 

عائلة فلسطينية قضت ما يزيد عن19 عاماً في بيت لا يصلح للمعيشة الآدمية، هذا البيت يسكن فيه 9 أفراد مسقوف "بالقرميد" وفي هذا السقف ما يزيد عن عشرين فتحة في السقف تسقط منها الأمطار خاصة في ساعات الليل الذي يملؤه الخوف و البرد القارص ومياه الأمطار.

 

وتعيش العائلة في غرفتين الغرفة الأولى يسكن بها الأب والأم وثلاثة أطفال أصغرهم يبلغ عشرة أعوام والغرفة الثانية يسكن بها الصبايا والشباب وهذه الغرف لا تكاد تتسع حتى لأحد الأبناء إن أراد أن يتقلب في نومه ويأخذ راحته أو يضجع، أما المطبخ فلا يكاد يصلح لطهي الطعام وحمام متر في متر ومعاناة لا توصف وحسرة في القلب وقهر ومأساة إلى أبعد الحدود ولكن طرقت ساعات الفرج بعد سنين من المعاناة...لتتدخل إذاعة القدس ببرنامجها الخيري "أهل الخير" لتنقلب الدنيا رأساً على عقب..

 

أم محمد لم تستطع أن توصف فرحتها وفرحة أولادها الصغار وزوجها بعد هذه المعاناة الأليمة التي عانوها منذ أعوام عدة وهي الآن تتجول في البيت الذي أصبحه سقفه باطون واسع يتكون من ثلاثة غرف وصالة ومطبخ واسع وحمام كبير مساعدة من أهل الخير.

 

وقالت بفرحة عارمة في حديثها لبرنامج "أهل الخير":"إن هذا البيت بالنسبة لي مجرد حلم لم فأتوقع يوماً أن يكون لي بيت مثل هذا البيت الواسع".

وبينت، أنها كانت تطلب من الله  بيت صغير به مقومات العيش الكريم وبفضل الله قد استجاب إلى دعواها وأصبح اليوم لديها بيت كبير وغرفة ضيافة أيضاً، كما تم تعفيش البيت بكاملة من قبل أهل الخير.

 

وأشارت الحاجة والدة أبو محمد إلى أنها كانت تتمنى أن يكون لها بيت من الباطون دون أن تزلف عليهم المياه في الشتاء القارص، معبرةً عن شكرها لله أولاً وأهل الخير على هذا البيت الواسع.

 

وتابعت أم محمد بصوت خافت :""الأولاد والبنات يسكنون في غرفة صغيره وأنا أبكي بحرقة  كل يوم علي هذا الحال وكنت قلقة للغاية لنوم الشباب مع الصبايا لأنه فيه معصية لله ويمكن يحدث مالا يحمد عقباه، ولكن يرجع الفضل لبرنامج أهل الخير حيث فصل الأولاد عن البنات".

 

وأضافت أم محمد أنها سعيدة سعادة لا يقدر أحد أن يوصفها حيث أصبح لديها مطبخ أمريكي واسع طالما شاهدته علي شاشات التلفزة وتمنته بدلاً من مطبخها الذي كان عبارة عن متر في مترين لا يصلح للطبخ.

 

أما ابنتها منى فعبرت هي الأخرى عن فرحتها: "أنها فرحة وسعيدة بهذا المنزل الذي أنعم الله  به علينا وقد أصبحنا نأخذ راحتنا في نومنا وفي لبسنا وبدأنا نحصل على علامات عالية في المدرسة لهدوء البال والراحة النفسية التي أصبحنا نتمتع بها اليوم".

 

وأردفت:"نحمد الله الذي جعلني أنا وأختي في غرفة لوحدنا منفصلين عن أخوتي الشباب هذا أكبر نعمة، ونشكر إذاعة القدس التي أوصلت صوتنا ومعاناتنا إلى أهل الخير وهي السبب في هذا الخير الذي نحن فيه اليوم، ونشكر أهل الخير بما قدموه لنا من مساعدات.

 

وعندما فرج الله كرب أبو محمد وهمه من خلال إذاعة صوت القدس من غزة ومحنه هذا البيت الباطون الواسع من أهل الخير والأيدي البيضاء، قدم  أبو محمد شكره الجزيل لله تعالى ولإذاعة صوت القدس التي عرضت قصته بالإضافة إلى رجال أهل الخير الذين أمنوا عليه بكرمهم.