خبر الفصائل وحماس تعتبر لقاء السلطة الفلسطينية وإسرائيل خضوعا لشروط الاحتلال

الساعة 06:45 ص|03 يناير 2012

الفصائل وحماس تعتبر لقاء السلطة الفلسطينية وإسرائيل خضوعا لشروط الاحتلال

فلسطين اليوم- وكالات

رفضت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس لقاء عمان الذي يلتئم اليوم بين وفدي السلطة الفلسطينية واسرائيل، معتبرة أنه عقيم ويعيد انتاج الفشل، فضلا عن كونه تراجعا أمام الضغوط الاسرائيلية والاميركية.

ودعت حماس بلسان الناطق سامي أبو زهري، السلطة الفلسطينية الى مقاطعة اللقاء، مستهجنة استمرار اللقاءات السياسية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر ابو زهري في تصريحات مكتوبة تلقت "الغد" نسخة منها، أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عقد اللقاء، وأنه سيستغله للخروج من أزمته، وإعادة تلميع صورته في ظل الربيع العربي، والتفاعل الأممي ضد الجرائم الإسرائيلية.

وأكد عدد من الفصائل الفلسطينية، تحفظه أمس، على اللقاء الثنائي المفترض اليوم، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية اللجنة الرباعية الدولية.

وأوضح أمين سر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح، أن الرئيس محمود عباس ابلغ القيادة الفلسطينية في اجتماعها الأخير عن اجتماع عمان، و"أبدينا تحفظنا نحن وفصائل أخرى، واعتبرناه خطأ كبيراً، لكن الموضوع لم يطرح للتصويت، بل طرح من باب العلم فقط، أي لم يؤخذ بتحفظاتنا".

وأضاف ملوح في حديث مع "الغد": نحن نرى أن الذهاب إلى هذا اللقاء خطأ كبير، خاصة أنه بعد إعادة الملف الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، يعود المفاوض الفلسطيني ليرمي هذا الملف في أحضان الرباعية الدولية، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، وهذا يضعف الموقف الفلسطيني.

وقال ملوح إن رئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات اعد التصور الفلسطيني حول قضيتي الأمن والحدود، بينما رفض رئيس الوفد الإسرائيلي تقديم التصورات الإسرائيلية إلى الرباعية الدولية، واشترط تقديمها على طاولة المفاوضات الثنائية. واعتبر ان التوجه الى اجتماع عمان يعني رضوخاً مجانيا للرغبات الإسرائيلية.

من جهته اوضح قيس عبد الكريم، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ان الجبهة سجلت تحفظاتها في اجتماع القيادة الفلسطينية على اجتماع عمان، معتبرة أن اسرائيل والرباعية الدولية، سيستثمران الاجتماع لتمييع الموقف الفلسطيني، الذي كان يربط المفاوضات بوقف كامل للاستيطان، والاعتراف بمرجعية حدود 1967.

وأضاف عبد الكريم لـ"الغد": المبرر الذي ساقه الرئيس محمود عباس، هو إسقاط ذرائع إسرائيل بانها لن تقدم تصوراتها حول قضايا الحدود والأمن إلا على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو ما يحظى بتأييد أميركي.

من جهته، اعتبر عريقات ان اجتماع عمان بين مبعوثي اللجنة الرباعية الدولية مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يهدف الى إعادة عملية السلام لمسارها الصحيح.

واستهجن المحلل السياسي خليل شاهين ما تحمله تصريحات عريقات من تناقض، متسائلا : كيف هي لقاءات ثنائية، وكيف هي ليست مفاوضات؟.

وقال لـ"الغد"، ان اللقاء ليس مستغرباً، خصوصا مع إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس دوماً على التأكيد بأن خياره الأول هو المفاوضات، ثم المفاوضات، ثم المفاوضات، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية تبحث عن سبل لاستئناف المفاوضات مع حفظ ماء الوجه، وكسب الوقت لعل تغييرات تحدث تؤهلها لتحقيق نجاحات تبدو مستحيلة في هذا الاتجاه.

وأشار شاهين إلى أن المصالحة الشكلية بين حركتي فتح وحماس، عززت من قوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوجه نحو أية لقاءات أو خطوات ذات علاقة بموضوع المفاوضات أو العملية السياسية، مشيراً إلى أن "إدارة الانقسام"، ستجعل حركة حماس تتغاضى عن التوقف عند هذا اللقاء، فهي تنظر إلى مصالحها الخاصة، لعلها تحظى بتقارب قريب مع الغرب، خصوصا مع الولايات المتحدة.

اسرائيليا اعتبر وزير الاستخبارات دان ميردور اجتماع عمان "تطورا ايجابيا.. إنها اول مرة منذ وقت طويل يكون فيها الفلسطينيون مستعدين للقدوم للحديث معنا مباشرة دون شروط مسبقة".

وقال ميردور في تصريح اذاعي "لم يطلب منا القيام بتصريحات في المحادثات الاولية" مضيفا "يجب ان نجري مفاوضات وفيها نقدم مواقفنا بشأن القضايا المدرجة على لائحة الاعمال".

وتتوقع إسرائيل أن تبادر القيادة الفلسطينية ابتداء من نهاية الشهر الجاري، إلى ما وصفته بـ "هجوم دبلوماسي" لمحاصرة الموقف الإسرائيلي في الساحة الدولية.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، استنادا لمصدر إسرائيلي مسؤول، إن الفلسطينيين يستعدون لهجوم دبلوماسي، بعد انتهاء فترة الأشهر الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية لاستنئاف المفاوضات، أي في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

واضافت الصحيفة، ان الفلسطينيين يدرسون سلسلة من الخطوات في اطار الحملة الدبلوماسية: الخطوة الاولى ستكون التوجه إلى مجلس الأمن في محاولة لاتخاذ قرار بشجب البناء في المستوطنات. وستخرج الخطوة إلى حيز التنفيذ كما ما يبدو الشهر المقبل. وقالت ان الفلسطينيين يرغبون بقرار قوي حسب المادة 7 من ميثاق الأمم المتحدة، والذي سيفرض عقوبات دولية على إسرائيل.

وتتوقع إسرائيل، أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو على مشروع القرار، ولكنها مرة اخرى ستبقى معزولة امام باقي اعضاء مجلس الأمن الدولي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين قولهم، إن"فرص نجاح لقاء عمان اليوم الثلاثاء ستبقى طفيفة حتى صفر. فانعدام الثقة بين الطرفين عميق للغاية، وكلاهما منشغلان بلعبة الاتهامات في محاولة لتجنيد أعضاء الرباعية للإعلان عن الطرف الآخر مسؤولا عن فشل المحاولات لاستئناف المسيرة السلمية".