خبر نتنياهو سيقسم القدس... يديعوت

الساعة 11:21 ص|02 يناير 2012

بقلم: اوري مسغاف

(المضمون: نتنياهو هو رئيس الوزراء ما بعد الصهيوني الاول، عنده يمكن تقسيم مدينة اسرائيلية تنفذ في قسم منها  وثيقة الاستقلال وفي قسم آخر يسود حكم الشريعة - المصدر).

مسألتا ارهاب يهودي تعصفان بالحياة العامة الاسرائيلية في بداية العام الميلادي الجديد. مغسلة الكلمات المتنوعة منحتهما العنوانين المشكوك فيهما "شارة ثمن" و "استبعاد نساء".

الدلالة هامة، ولكن الاهم منها نهج القيادة، مع التشديد على الافعال وليس على الاقوال. بنيامين نتنياهو، احاسيسه الاعلامية حادة أكثر من أي وقت مضى، سار على الخط الجماهيري ونثر على اساس يومي "تنديدات" شديدة و "تعليمات" حازمة. ولكن لمن يتساءل اذا كان رئيس وزراء اسرائيل يقصد ذلك بجدية، ثمة سبب وجيه للشك.

الاقتراح غير المفهوم لنتنياهو بتقسيم بيت شيمش الى مدينة علمانية ومدينة اصولية يدل على الكثير. فقد ادعيت من على هذه الصفحات في الماضي بان نتنياهو هو رئيس وزراء ما بعد الصهيوني الاول في تاريخ الدولة. مشروع التقسيم خاصته يستند الى هذا الاشتباه المقلق.

يتبين أنه في مذهبه الفكري يمكن تقسيم مدينة اسرائيلية الى قسم تنفذ فيها المبادىء الاساس لوثيقة الاستقلال (الديمقراطية، مرجعية المشرع، المساواة، حقوق الانسان) مقابل قسم آخر يجري تحت ذات علم دولة الشريعة (حكم ديني، مرجعية الحاخامين، التمييز).

لو كان هذا منوطا به، لكان نتنياهو قسم بيت شيمش وبعد ذلك القدس. كي نفهم كيف خرج بهذه الفكرة المجنونة جدا، من الضروري أن نحلل الاصل السياسي لرئيس وزراء اسرائيل.

أكثر من أي شيء آخر يذكرنا نتنياهو برجل كونغرس من الحزب الجمهوري. قبل نحو عقد من الزمان طلبت الحديث معه لغرض تحقيق صحفي اعددته حول نيته العودة الى السياسة. وكان نتنياهو في حينه، وكيف لا، في الولايات المتحدة. اتصل بي في الساعة الثالثة والنصف ليلا وسألني بادعاء بالبراءة المحببة "ما الساعة عندكم الان؟".

أشرت لنفسي بانه من المعقول الافتراض بانه على علم بفارق التوقيت بين تل أبيب ونيويورك ولكن هذا ايضا هو مجازٍ ناجح: بقدر كبير الرجل كان ولا يزال موجه نحو التوقيت الامريكي.

المبدأ الذي يوجه السياسة الامريكية هو الدفاع عن القاعدة (؟؟). وهذه القاعدة هي المخزون الانتخابي الطبيعي الذي ينبغي أن يكون في جيب المرشح عندما ينطلق على الدرب. من أجل تحقيق الانتصار مطلوب منه ان يخترق الطرق الى قلب الجمهور ولكن الشرط الاساس هو الحفاظ على القاعدة.

قاعدة المرشح الجمهوري للرئاسة هي حزام الامان للولايات الجنوبية والغربية. اما قاعدة نتنياهو فهي حزام الامان الاسرائيلي – الاصوليين، الاصوليين الوطنيين والمتدينين الوطنيين. وفقط بعد أن يضمن ولاءهم يمكنه أن ينطلق لمغازلة مقترعين آخرين يتماثلون مع الوسط او مع الهجرة من رابطة الشعوب.

في الصيف الاخير، عندما عاد نتنياهو من واشنطن بعد أن انتزع التصفيق في الكونغرس ووسع الشرخ مع اوباما، سارع الى جولة الانتصار في قلب "القاعدة" – مدرسة مركاز هراف المتطرفة القصوى في القدس. "أنا ارى فيكم وحدة التوراة الخاصة"، انبطح امامهم، "يوجد هنا عدد كانوا في وحدات خاصة اخرى، ولكن أنتم الوحدة الخاصة للتوراة. ومثل دور الوحدة الخاصة في الجيش، هكذا انتم تسيرون في المقدمة امام المعسكر كي تنيروا دربه".

هذا الاسبوع تعزز الاشتباه بان المشاغبين الذين انطلقوا لتنفيذ اعمال الشغب في لواء افرايم وساحات اخرى في ارجاء يهودا والسامرة، انطلقوا الى مهامهم من مدرسة مركاز هراف.

هذه هي الوحدة الخاصة لنتنياهو. من ناحيته، هي التي تنير الطريق لكل المعسكر.