خبر الحصاد السنوي للسياسة الفلسطينية: الوقوف على الأبواب وإدارة الإنقسام

الساعة 10:37 ص|01 يناير 2012

الحصاد السنوي للسياسة الفلسطينية: الوقوف على الأبواب وإدارة الإنقسام

فلسطين اليوم- وكالات

رام الله - انقضى العام 2011، دون أن يحقق الفلسطينيون أية نتائج عملية، على صعيد المصالحة الداخلية، وعلى صعيد المفاوضات والعملية السياسية مع الجانب السياسية، وحتى على صعيد الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وكأنهم يقفون على الأبواب دون العبور إلى ما هو أبعد من "العتبة"، أو العودة إلى الوراء.

ويقول المحلل السياسي خليل شاهين لـ"الغد": لن يشهد العام الجديد بتقديري أي تحول جذري على أي صعيد، فسياسة الوقوف على الأبواب التي تنتهجها القيادة الفلسطينية، وبالتحديد الرئيس محمود عباس، ستتواصل على مختلف الأصعدة، سواء ما يتعلق بالمصالحة، والعملية السياسية والمفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والمقاومة الشعبية كخيار توافقي يحظى بإجماع الفصائل كافة.

ويضيف: السياسة الفلسطينية الرسمية ستبقى سياسة ذات طابع انتظاري تفتقد زمام المبادرة، بانتظار أي تغيرات خارجية، إما في السياسة الإسرائيلية وهو أمر مستبعد للغاية، أو السياسة الأميركية، وهو أمر مستبعد أيضاً، فالرهان السياسي على هذه التغيرات يبدو فاشلاً، خاصة أن بعض المسؤولين الفلسطينيين يتحدثون عن أن الولايات المتحدة أبلغتهم بشكل واضح أن الإدارة الحالية لا يمكنها أن تسهم في تنشيط العملية السلمية، وإعادة إحياء المفاوضات، والخروج بأي اختراق على هذا الصعيد قبل 12 إلى 13 شهراً، ما يعني أن العام الجديد لن يشهد أي تحولات جذرية على أي صعيد.

ويفصل شاهين: على صعيد المصالحة الفلسطينية الداخلية، فإن ما يحدث الآن ليس أكثر من إدارة للانقسام، أو ما يمكن تسميته بمرحلة الانقسام التوافقي، فحتى لو تم تشكيل حكومة مؤقتة، فإنه من المستبعد، ومن غير المتوقع إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى للمجلس الوطني على الأقل في الموعد المعلن في أيار (مايو) المقبل، أما على صعيد المفاوضات فإن القيادة الفلسطينية ستواصل التعامل مع الرباعية الدولية، ولن توصد الأبواب أمام المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، دون تحقيق أي تقدم يذكر، وهذا ينطبق على موضوع العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، أما ما يتعلق بالمقاومة الشعبية كخيار تم التوافق عليه ما بين فتح وفصائل منظمة التحرير وما بين حماس، فإنه على أرض الواقع لن يتم العمل على توسيع دائرة المقاومة الشعبية على الأرض، في حين تم استبعاد المقاومة المسلحة، وبالتالي سيغيب خيار المقاومة بكافة أشكالها في العام 2012 .. باختصار "سيبقى الوضع على ما هو عليه".

ويشير شاهين إلى أن سياسة الانتظار لن تكون العنوان الأبرز للسياسة الرسمية الفلسطينية فحسب، بل تتسع باتجاه أن تكون العنوان الأبرز للسياسة الإسرائيلية والأميركية تجاه قضية الشرق الأوسط، باتجاه ما ستفرزه الثورات العربية وتفاعلاتها من نتائج، وما إذا كان ثمة أي تحولات على الصعيد الداخلي الفلسطيني، وهو أمر مستبعد أيضاً.