خبر مُخيبو الآمال لهذا العام- هآرتس

الساعة 09:01 ص|29 ديسمبر 2011

مُخيبو الآمال لهذا العام- هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: كانت السنة المنصرمة سنة مخيبة للآمال في اسرائيل وفي العالم العربي وفي العالم الكبير إذ لم يوجد فيها زعيم مستنير يقود الثورات في الداخل والخارج - المصدر).

        كانت سنة رائعة. بدأت بالربيع العربي واستمرت مع الصيف الاسرائيلي وانتهت الى الشتاء المتطرف. في كانون الثاني 2011 توقعنا ان تتحرر الأمة العربية من المستبدين بها الطغاة. وفي تموز 2011 توقعنا ان تتحرر الأكثرية الاسرائيلية من الأقلية التي تضطهدها. وفي كانون الاول 2011 أدركنا أننا أمام انفجار لم يسبق له مثيل لتطرف اسلامي وتطرف يهودي قومي وتطرف يهودي حريدي. في 11 شهرا انتقلنا من أمل ان يحدث في الشرق الاوسط ثورة فرنسية الى أمل ان تحدث في اسرائيل ثورة اشتراكية ديمقراطية، الى اليأس.

        يقع جزء كبير من الذنب علينا. فالتوقعات كانت بلا أساس. كان يفترض ان نعلم منذ البداية ان ليس شباب غوغل هم الذين سيحلون محل حسني مبارك بل الاخوان المسلمون. وكان يفترض ان نعلم منذ البداية ان هناك حدودا للحلم الذي تستطيع دفني ليف ان تقترحه علينا. وكان يفترض ان نتذكر ان المسارات الحقيقية التي تتآمر علينا هي تطرف المستوطنين وازدياد الحريديين قوة. ان الآمال التي نميناها بازاء طوفانات التغيير التي أغرقت العالم العربي والمجتمع الاسرائيلي كانت ساذجة وصبيانية. وأصبح واضحا مع انقضاء السنة أنها أفضت الى طريق مسدود ولفظ أنفاس.

        لكن الذنب ليس ذنبنا وحدنا. ان الذنب هو في ان العالم العربي في آخر الامر لم ينشيء من داخله ولو زعيما ليبراليا واحدا يستحق اسمه. والذنب هو ان الهبة الاجتماعية الاسرائيلية في النهاية لم تولد زعامة أو برنامج عمل. ربما يجيء ايتسيك شمولي في الأمد البعيد بشيء مميز الى الساحة العامة. لكن لم يعرض الآن الثائرون العرب والثائرون الاسرائيليون طريقا بديلا وقيادة بديلة.

        في نطاق زعامة 2011 تبرز على وجه خاص خيبة الأمل التي اسمها براك اوباما. تبدو احتمالات ان يُنتخب اوباما لولاية ثانية الآن جيدة الى ممتازة، لكن اوباما فعل القليل جدا في الشرق الاوسط الناهض والعاصف. فقد نقض عُرى مصر مبارك لكنه لم يبنِ مصر ما بعد مبارك. وتحدث عن ايران لكنه لم يصدها. وعمل في مصلحة متطرفين فلسطينيين واسرائيليين، فقد مهد اوباما بأفعاله واخفاقاته الطريق لسيطرة الاسلام على أجزاء كبيرة من الشرق الاوسط.

        خيبة الأمل الثانية معروفة هي بنيامين نتنياهو. ان نتنياهو في هذا العام تسامى على نفسه. وان رئيس الحكومة في الحقيقة لا يتحمل مسؤولية ما يحدث في العالم العربي لكنه لم يفعل شيئا بازاء ما يحدث، فهو لم يمد يدا للجموع العربية ولم يعقد حلفا مع القادة الاقليميين ولم يبادر الى خطة سياسية، ولا يقل عن هذا خطرا أن نتنياهو لم يمد ايضا يده الى الأكثرية الاسرائيلية. في البداية استهان بالاحتجاج وبعد ذلك تملقه وفي النهاية خدع الاحتجاج. وبدل ان يحمل نتنياهو فوق راحتيه الاسرائيليين المبدعين والمستنيرين خانهم مرة اخرى، واختار ان يبقى في الملجأ الحصين مع القوميين والمستوطنين والحريديين الذين يُحصنون سلطته.

        وخيبة الأمل الثالثة لـ 2011 هي مناويل تريختنبرغ. ان البروفيسور تريختنبرغ بخلاف اوباما ونتنياهو شخص حار وحكيم وقيمي ومختص. وأحدث تعيينه لمنصب منفذ الاحتجاج فرصة مرة واحدة في جيل. وكان يفترض ان يكون مهندس عمارة نظام اجتماعي جديد عادل. وان يصوغ ميثاقا يدمج الحريديين والعرب في المجتمع والجهاز الاقتصادي باعتبارهم مساوين في الحقوق والواجبات. وكان يفترض ان يقترح تصحيحا اسرائيليا كان يوجب على رئيس الحكومة ان يتبناه أو يسقط.

        لكن رجل الاكاديميا أسفّ، فقضم شيئا قليلا من ميزانية الدفاع واقترح عددا من التغييرات النقطية التي أخذت تتبخر الآن. وبدل ان يسير بنا نحو "نيو ديل" اسرائيلي، قدم إلينا صفقة اسرائيلية ايجابية لكنها غير مهمة.

        كانت السنة الميلادية المنصرمة آسرة وعاصفة وخطيرة، فقد اقتلعت جبالا وحركت ألواحا تكتونية وغيرت نظام العالم. لكن التغيير الذي اقترحته 2011 خيب الآمال آخر الامر. ان السنة التي كانت، كانت سنة الشخص الذي لم يكن. وكانت السنة التي لم يوجد فيها للتنور الدولي والاسرائيلي زعيم متنور. قبِّلوا اذا بعضهم بعضا تقبيلا قويا مع خروج السبت. وكلوا واشربوا وأحبوا ما أمكنكم ذلك.