خبر الشهيد القائد أبو مرشد: قائدٌ فطنٌ ورجلٌ صلبٌ وجهادٌ مشرفٌ

الساعة 10:53 ص|28 ديسمبر 2011

الشهيد القائد أبو مرشد: قائدٌ فطنٌ ورجلٌ صلبٌ وجهادٌ مشرفٌ

فلسطين اليوم- غزة (الإعلام الحربي)

حين تمر علينا ذكرى القادة الشهداء تقف كلماتنا عن التعبير، ولن تكفي حروف اللغة العربية ولا مفرداتها لكي تعبر عنهم، وتبقى القلوب ترنوا للقاء، كيف ونحن نستذكر اليوم الشهيد القائد محمد عبدالله "أبو مرشد"، فالكلمات تبقى عاجزة عن وصفه، والأقلام التي كتبت جهاده نفذت وما نفذ جهاده، والأوراق التي نشرت عن حياته الجهادية وعطائه اللامحدود ستبقى قليلة أمام شموخه وعزته التي بقيت من خلفه في قلوب وأجساد جنوده الذين تتلمذوا على يده، أبا مرشد يا لك من قائد مجاهد صنعت المجد التليد وضحيت بكل ما تملك من أجل دينك ووطنك المسلوب، كنت لا تنام كي تجاهد، مهما كتبنا وكتبنا فلن نوفي حقك فلنترك الكثير من الكلمات التي تعبر عن مجدك وجهادك في سبيل الله بينك وبين الله عز وجل ليجزيك ما قدمت من عمل لترتقي للفردوس الأعلى بإذن الله..

 

في ذكرى ارتقاء القائد الكبير محمد عبد الله "أبو مرشد"، أحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، كان ولابد لموقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس إلا وأن يلتقي بأحد قادة السرايا بلواء الوسطى وبأسرة الشهيد الصابرة المجاهدة، ليلقي الضوء على سيرة حياته الجهادية المفعمة بالبطولات والتضحيات الجسام.

 

على عهده باقون

بهذه المناسبة العطرة أكد "أبو عبد الله" أحد قادة السرايا بـلواء الوسطى، أن دماء الشهداء في فلسطين ستبقى مجداً وفخراً للأمة الإسلامية وستبقى باقية يَسْتَمِدْ منها المجاهدون عزيمتهم في مواصلة طريق الجهاد والمقاومة معبراً عن فخره بسرايا القدس التي كانت وما زالت تقدم الجند والقادة شهداء على طريق النصر والتمكين.

 

كما وجدد أبو عبدالله في حوار خاص مع مراسل موقع "الإعلام الحربي لسرايا القدس" بـ"لواء الوسطى: العهد والقسم بمواصلة طريق الدم والشهادة والسير على خطى الشهداء الأبرار قائلاً إنا على العهد ماضون وإنها لأمانةُ كبيرة في أعناقنا.

 

وعن حياة الشهيد القائد أبو مرشد قال القيادي "إن الشهيد كان في حياته شيخاً زاهداً عابداً لله وحده، ترك الدنيا و زينتها و سخر نفسه لله والوطن، و أفنى حياته في خدمة هذا الدين العظيم ومقارعة العدو الصهيوني، فأبا مرشد تميز بالشجاعة والحنكة فكان رجلاً قيادياً صلباً على طريق الحق.

 

قائد بالهندسة والتصنيع

وعن سيرته الجهادية قال "إن أبو مرشد كانت حياته مليئة بالجهاد والمقاومة فسخر نفسه وطاقاته لهذا العمل المبارك، فكان دائماً همه وعقلهُ معلق بعملية التصنيع فدائماً يحاول أن يطور العمل العسكري كالقنابل وقذائف الهاون والصواريخ فالشهيد كان يتميز بالذكاء، فالتمس عملية التصنيع عن طريق تجارب قام بها شخصياً.

 

واستذكر القيادي موقفاً للقائد "أبو مرشد"، قائلاً: في ذات المرات أنه حصل على قنبلة فرنسية مصنوعة من البلاستيك الخاص فصمم الشهيد أن يصنع مثلها وفعلاً استطاع بتصميمه وعزيمته على ذالك أن ينجز أول قنبلة يدوية مصنوعة من البلاستيك الخاص لأول مرة في عصور المقاومة الفلسطينية، وبعد ذلك أتت إليه فكرة أن يقوم بعمل قذائف هاون بنفس طريقة القنبلة الفرنسية لتكون خفيفة الوزن في إطلاقها وفعلاً نجحت بحمد الله وفضله وأعطت مدى أكثر من 2 كيلو عن القذائف الحديدية لخفة وزنها (هكذا كان يقول شهيدنا المجاهد).

 

 

صديق الشهداء

صَمَتَ أبو عبد الله قليلاً ليستذكر بعضاً من حياة الشهيد التي تحيره ماذا يذكر منها لكثرة عطائه الجهادي فبقلب مملوء بحب اللقاء قال "رحمة الله على الشهيد" كان يحب الشهادة والشهداء فدائما كان يتذكر الشهداء ويستذكر سيرتهم العطرة وخصوصا أن الشهيد عايش شهداء قادة كالشهيد بشير الدبش وماجد الحرازين هاني عابد محمود الخواجا ومقلد حميد وغيرهم من الشهداء العظام .

 

وعن عملة العسكري قال: أبو مرشد تميز بقائمة أعمال عسكرية كثيرة ما زالت في لوحة العز والفخار لشهيدنا المقدام ويمكن لمن يريد أن يطلع عليها فهي مثبتة على موقع الاعلام الحربي لسرايا القدس الالكتروني. 

 

تمنى الشهادة 

من جانبه أبدى أبو عُمر شقيق الشهيد فخره واعتزازه بالقائد المجاهد  الذي كان على رأس قائمة المطلوبين للكيان الصهيوني لأكثر من عشر سنوات، وبالنهاية نال ما تمنا وارتقى شهيداً على طريق تحرير فلسطين .

 

وتذكر أبو عُمر في الذكرى الرابعة لإستشهاد أخيه المجاهد القائد محمد عبد الله أبو مرشد أنه كان دائماً يردد كلمة لكل من يفكر أن يلتحق بالمقاومة وخصوصاً سرايا القدس أن لا يفكر بالخوف ويترك الخوف خارج قلبه، وكان يردد كلمة عندما يرتقي شهيد ممن خاض معهم ملاحم البطولة فيقول انتم السابقون ونحن اللاحقون .

 

وأشار أبو عمر إلى أن حياة الشهيد أبو مرشد كانت مؤلمة وقاسية، فكانت بين التعرض لمحنة الأسر في سجون السلطة والاحتلال إلى المطاردة والملاحقة الطويلة التي تغيبه عن أسرته لأسابيع وتصل أحياناً شهور، وإضافة إلى ارتقاء الكثير من رفاقه على طريق ذات الشوكة شهداء ويقسم بعدها بالانتقام لهم ويفعل ذلك كما وعدهم .

 

رجل صلب

وعن الفكر الجهادي الذي التحق به أكد أبو عمر لمراسل موقع الإعلام الحربي بلواء الوسطى، أن شقيقه كان رجلاً صلباً شجاعاً حنوناً رقيقاً شخصيته قوية وعادلة في تصرفاته،  فكان دائماً كتوماً جداً على أسراره العسكرية قليل الكلام لدرجة أنه تميز (بالرجل الغامض) بعمله العسكري حتى أنني لم أكن أعلم بإلتحاقه بالعمل الجهادي سوى بعد قرابة عام ونصف من سيره على هذا الطريق ولم أعلم أيضاً ما هو مكانته العسكرية حتى قبل استشهاده بسنتين فقط فأبا مرشد كتوم جداً هادئ كان بمثابة الأب وهو الذي أكمل تربيتنا بعد وفاة الوالد حيث تحمل مسؤولية الأب, وبنفس الوقت كان يدرس بالجامعة وكان متفوق جداً وأخذ الترتيب الأول على دفعته من شدة ذكائه .

 

حياة مؤلمة

أما عن المطاردة والتخفي فقد ذكر شقيقه أن الشهيد كان لم يستخدم السيارات إلا للضرورة القصوى ولم يكن لديه روتين يومي لعمله أو حياته الأسرية فلم يكن يتحرك بمرافقين وذلك لإبعاد الأنظار عنه حيث كان يخرج بمفرده، وكان يسير على قدميه مسافة 20 كيلو شبه يومياً في تنقلاته، وعلى صعيد ذلك أذكر ذات مرة موقفاً قد حصل وكنت أنا برفقته حيث ذهبنا لطبيب عظام لإجراء فحوصات لمرض " الديسك " بالظهر وذلك للشهيد فعمل له "صورة أشعة سي تي " فقال له الطبيب من سبيل النصيحة (لازم تمشي باليوم  كيلو أو نصف كيلو  يوميا ) فرد أبو مرشد على الطبيب بقول ( حاضر ) وبعد خروجنا ضحك الشهيد وقال لي ( الدكتور ينصحني بالمشي كيلو وأنا أقل إشي بمشي باليوم 20 كيلو متر) .

 

موقف إنساني

واختتم حديثه أبو عمر بموقف إنساني لا ينسى حصل مع الشهيد وهو بالدراسة الثانوية بالانتفاضة الأولى مر جيب عسكري صهيوني بطريق مقبولة شرق مخيم البريج بدورية عسكرية فكانت فتاة تسير بنفس الطريق فاقترب منها الجيب الصهيوني وترجل جندي وأخذ يعاكس بالفتاة فشاهده أبو مرشد وذهب إليه وحدثت مشكلة بينه وبين الجندي وأخذ الفتاة من جانب هذا الصهيوني الغاصب وأخرجها لمنطقة آهلة بالسكان لأن هذه الطريق كانت خالية سابقا فشاهده عدد من المواطنين وقالوا كيف له أن يقف هذا الموقف أمام الجنود وهو لا حول له ولا قوة. (لا يهاب الموت ولا يخاف في الله لومة لائم) .

 

 

القائد الكتوم

"أم مرشد" قالت أن من أبرز الصفات التي تميز وعُرف بها الشهيد فطنته وذكاءه الشديدين، وكان حنوناً على أسرته، إلى ذلك جديته في كل محطات حياته الأسرية والعسكرية، فكان يتمتع بالسرية التامة وعلى صعيد عمله الجهادي كان الشهيد لديه صفة القيادة والسرية وأقرب المقربين له لا يطلعون على أعماله العسكرية ولا يعرفون ماذا يفعل، حيث كان كتوماً فاستطردت بحديثها مثالاً على سريته فقالت : انا تزوجت أبا مرشد ولم أعرف أنه ينضم للعمل العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عام 1988م إلا بعد ثلاث سنوات عرفت انه مجاهد في صفوف الأجنحة العسكرية للجهاد الإسلامي آنذاك، وكذلك قالت أنه لم يحدثني عن أعماله ولا أعرف حتى ماذا هو عمله العسكري تحديداً فكان دائماً ذهنه مشغولاً بالعمل المقاوم .

وأضافت أم مرشد أن الشهيد ارتبط قلبه بالشهداء فكان دائماً يحزن على فراقهم ويتمنى الالتحاق بهم بعد إثخانه في العدو انتقاما لهم ولدمائهم الطاهرة .

 

مازال بيننا

وتابعت أم مرشد حديثها لمراسل موقع الإعلام الحربي بلواء الوسطى، ان الشهيد القائد أبو مرشد كان يسعى دائماً لتنفيذ العمليات العسكرية ضد العدو، ويشارك في البعض منها تخطيطاً وتنفيذاً ومتابعةً فرحمة الله عليه واسكنه فسيح جنانه فما زلنا لحتى الآن نشعر انه بيننا حتى اللحظة فستبقى روحة الطاهرة معلقة في قلوبنا وأجساد أولاده ليسلكون ذات الطريق طريق العزة والكرامة .

 

مؤمن 17 عاما ومنذر 10 سنوات ما زالت قلوبهم ترنوا للقاء بوالدهم الغالي فالأبناء ما زالوا يعيشون على ذاكرته الطيبة وجهاده ضد العدو الصهيوني، حفظوا وصية والدهم فالإيمان بالله يملئ قلوبهم. أما "مؤمن" قال بدوره سأحافظ على إيماني ودراستي وجهادي وأمضي على نهج والدي الغالي، وسأنتقم بإذن الله لدمائه ودماء كل الشهداء.

 

 

ومن جانبه قال منذر سأبقى محافظاً على صلاتي وإيماني وسأكمل درب أبي وانتقم له إن شاء الله وسأنضم لصفوف السرايا عندما اكبر وسأسلك طريق والدي كما رباني .