خبر طرد الظلام- هآرتس

الساعة 09:53 ص|28 ديسمبر 2011

طرد الظلام- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

أحداث العنف التي وقعت هذا الاسبوع في بيت شيمش – ابتداءاً من هجمة البصق والشتم على الطفلة نوعاما مرغولس في طريقها من المدرسة الى البيت وانتهاءاً بالمس بطواقم التلفزيون الذين وصلوا للقيام بعملهم الصحفي – هي اشارة تحذير خطيرة. الجمهور الغفير يشعر بالخطر، ومساء أمس جاء الكثيرون الى بيت شيمش للتظاهر ضد هذا الشغب المتطرف وضد التهديد الذي يحوم فوقها وينذر بالشر. هذا تنظيم مبارك، يدل على المشاركة والاكتراث المدني، وعلى الرغبة في الحفاظ على المجتمع ممن يسعون الى خرابه. ومع ذلك يجب أن نتذكر بان بيت شيمش هي حالة متطرفة، لان النواة الصلبة للمشاغبين هي استثناء اشكالي وأن معظم الجمهور الاصولي ينبذ هذا التطرف ويعاني منه بنفسه معاناة شديدة.

        التجربة الاسرائيلية تدل على أن الكراهية الجارفة تجاه الاصوليين هي المخرج الاسهل لكل متزلف، في السياسة او في وسائل الاعلام. هذه الكراهية من شأنها أن تؤدي الى نتائج هدامة. في أفضل الاحوال ستعظم عزلة الاصوليين. في اسوأ الاحوال، ستعظم العنف. المشاغبون في بيت شيمش هو مجرمون جنائيون بكل معنى الكلمة. وهم لا يمكنهم أن يختبئوا خلف مذهبهم الديني، فتاوى حاخاميهم او الزعم (الصحيح بحد ذاته) في أن السلطات فضلت ان تتجاهل على مدى السنين التسيب المتعاظم في المدينة المتأصلة وسمحت للنواة الرجعية بفرض الرعب على السكان فيها وتحويلهم الى رهائن عديمي الوسيلة.

        ولما كان الحال هكذا، فان مهمة طرد الظلام – الايضاح للمتطرفين بان اسرائيل هي دولة قانون، وأن الغالبية الساحقة من الاسرائيليين لا يريدون العيش في دولة شريعة بل يفضلون العيش كمواطنين يحترمون القانون في مجتمع حر، منفتح ومتنور – ملقاة على الحكومة. الحكومة ملزمة ببلورة سياسة قاطعة لا لبس فيها في اطارها يتاح للشرطة، للنيابة العامة وللمحاكم أن تعالج بموجب القانون المشاغبين وزعماءهم الروحيين الذين يشجعونهم ويحمسونهم على العربدة. هؤلاء الاشخاص يعرضون للخطر سلامة الجمهور الذي يعيشون بين ظهرانه، ويهددون بتقويض الديمقراطية والمجتمع الاسرائيلي بأسره.