خبر حينما يأمر اوباما- يديعوت

الساعة 09:52 ص|28 ديسمبر 2011

حينما يأمر اوباما- يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

قال مورت تسوكرمان، وهو ناشر وكاتب صحفي وصاحب مليارات كثيرة ومبعوث دبلوماسية سري، في نهاية الاسبوع لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان براك اوباما رئيس معاد لاسرائيل. وقد صرح تسوكرمان علنا بما يهمسه سرا كثيرون في جماعة الاعمال اليهودية في امريكا. فاوباما في نظرهم يخدم المصلحة العربية الفلسطينية.

ومن جهة ثانية، ينتقد كثيرون من اليسار الامريكي الليبرالي اوباما لـ "خضوعه لنتنياهو"، كما يقولون وللحملة الدعائية التي نهض بها لسد طريق السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة، ويقولون انه لم يكن لاسرائيل منذ عشرات السنين صديق مخلص بهذا القدر في البيت الابيض.

بين هذين التقديرين المتناقضين يطغى ويثور الواقع المعقد في الشرق الاوسط والسيّال والثوري. وقد نجحت ادارة اوباما حتى الآن بأن تشق طريقها فيه من غير ان تصدم الصخور. ويبرز في المظاهرات عدم وجود لافتات تعادي امريكا، ولا تُحرق أعلام الولايات المتحدة وتُحرق أعلام روسيا. سيزعم منتقدو اوباما انه اشترى موالاة الشارع العربي (العابرة في رأيهم) بثمن خيانة انظمة حكم مؤيدة لامريكا وخسارة الثقة به عند الحكام والادارات العرب. وسيزعم مادحو اوباما انه لا يستطيع باعتباره رئيسا لأمة تؤيد الحرية ان يسلك سلوكا مختلفا وواجبه الاخلاقي ان يمد يد التأييد لطالبي الديمقراطية ولتكن نتائج الديمقراطية ما كانت.

أعدت هذه النقاشات في شأن "اوباما واسرائيل والعرب" لقرار اوباما الحاسم القريب – وهو أقرب مما اعتيد ان يُعتقد – وهو هل يقصف منشآت ايران الذرية؟.

طفا هذا الموضوع فجأة على السطح لبعض الاسباب. يتعلق الاول بتراكم معلومات استخبارية صادقة عن نشاط ايراني مكثف في المجال الذري العسكري. وينبع الثاني من خوف ذي مستند من ان يُنزل الايرانيون أكثر معامل انتاجهم الذرية الى باطن الارض والى غيران في الجبال حيث لا تستطيع تبينها عين قمر صناعي أو طائرة بلا طيار. والسبب الثالث سياسي وهو ان موجة الثورات في الدول العربية تغري حكام ايران بالتدخل والتهييج واثارة النزاع ومحاولة توسيع تأثير الاسلام المتطرف على مذهب الخميني ومتابعيه. وجارات طهران القريبات والبعيدات قلقات لأنه ماذا سيحدث حينما تحرز ايران سلاحا ذريا؟ وهي تتطلع الى امريكا.

وفي الختام فان الرأي الغالب في واشنطن اليوم هو ان قصفا امريكيا جراحيا مركزا لمنشآت ذرية في أنحاء ايران لن يستتبع موجة عداء وكراهية للولايات المتحدة كما كان يحدث لولا التأييد الذي حشدته ادارة اوباما في أنحاء الشرق الاوسط نتاج تأييدها الثورات.

يُقدر محللون امريكيون ايضا ان رد ايران سيكون منضبطا جدا. ولن تتم مهاجمة اسرائيل التي لن تشارك في العملية العسكرية الامريكية بالصواريخ، ولن يستعمل حزب الله سلاحه لاسبابه. صحيح ان القصف لن يقضي الى الأبد على الجهد العسكري الذري الايراني لكنه سيعيده سنين الى الوراء ويؤدي رسالة تصميم.

هل سيبت براك اوباما في نهاية الامر مؤيدا عملا عسكريا في ايران؟ لقد برهن اوباما اثناء رئاسته على أنه ليس سلميا فهو يوافق على عمليات اغتيال مركزة بالجملة. فاذا استمر الايرانيون في الاستخفاف بتحذيراته – كما قال لي شخص امريكي يعرف طبيعته وصورة تفكيره – "فان اوباما سيرسل القاذفات. وسيأمر بمنع ايران بالقوة من ان تصبح قوة عسكرية ذرية. وهذا وعد وعد به اسرائيل وشعوب الشرق الاوسط كلها ولا يستطيع ان ينقضه".

لم تعد عملية عسكرية امريكية على المنشآت الذرية في ايران مرفوضة رفضا باتا ولا تُعرف بأنها جنون، لكنها حتى لو تحققت فلن تعطي المتشككين جوابا ساحقا عن سؤال علاقة اوباما باسرائيل. "بعد ان يحررنا اوباما من الرعب الذري الايراني"، يسألون في حكومة اسرائيل بقلق، "ماذا سيطلب منا مقابل ذلك؟"، اذا طلب تجميد البناء في المناطق فذاك علامة على انه كان وما يزال معاديا لاسرائيل.