خبر وحدة الدبلوماسيين الخاصة- هآرتس

الساعة 09:51 ص|28 ديسمبر 2011

وحدة الدبلوماسيين الخاصة- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: ماذا سيتعلم سفراء اسرائيل في العالم من منتدى الكنيست للعلاقات الدولية الذي يضم رجالات اليمين المتطرف. بحث يظهر ان العرب المسيحيين في اسرائيل وفي الضفة أقل تسامحا من المسلمين – المصدر)

        مثلما في كل سنة، وصل عشرات السفراء الاسرائيليين في العالم هذه الايام كي يطلعوا على سياسة الحكومة والتزود بذخيرة الاعلام. بعد ان يتعرفوا من وزيرهم، افيغدور ليبرمان، على كيفية الحديث مع الاوروبيين الوقحين ويتلقوا من نائب الوزير، داني  ايالون، حجوم المقعد الذي ينبغي أن يجلسوا عليه مقتلعي اسرائيل، نوصي بان يخصصوا من زمنهم وقتا لاطلاع عميق من النائب اوفير اكونيس من الليكود. اكونيس يقف على راس "منتدى الكنيست للعلاقات الدولية"، الذي انعقد قبيل المداولات في الامم المتحدة على الاعتراف بفلسطين من أجل "تعزيز مكانة دولة اسرائيل في أوساط اسرة الشعوب".

        في الوثيقة التأسيسية يعد أعضاء المنتدى "بتوفير اتجاه استراتيجي للنشاطات الدولية المتنوعة لاسرائيل والتصدي لفوارق المقدرات الحكومية في دعم السياسة، لرفع صوت اسرائيل في وسائل الاعلام من خلال العلاقات العامة وعقد تحالفات جديدة لدولة اسرائيل".

        ومن أكثر ملاءمة لذلك من النائبين زئيف الكين ويريف لفين من الليكود، اللذين يحميان البؤر الاستيطانية وقادة الكفاح ضد منظمات حقوق الانسان، المحكمة العليا ووسائل الاعلام؟ أي اصوات اسرائيلية لطيفة على الاذان اكثر من نغمات السلام التي يعزفها آريه الداد (الاتحاد الوطني) وروبرت ايلطوف (اسرائيل بيتنا)؟ من يمكنه أن ينافس العلاقات العامة لعضو المنتدى عينات ويلف (الاستقلال)، التي استقبلت الواعظ الافنجيلي اليميني غالن باك، الذي كان متطرفا جدا حتى في نظر مسؤولي شبكة فوكس؟

        كيف يمكن عقد تحالفات جديدة مع الاغيار، دون توثيق التحالفات أولا؟ عندما يكون العالم كله ضدنا، فلا يوجد ائتلاف او معارضة. هكذا، فان رئيس المنتدى هو شاي حرمش، ممثل الكيبوتسات في كتلة كديما. كما أن رفاقه في الكتلة، نحمان شاي، اسرائيل حسون ويوحنان بلاسنير، استجابوا للتحدي "لتوفير المعرفة والادوات اللازمة للنواب ليكونوا كالدبلوماسيين في البلاد وفي الخارج".

        تعقيب حرمش: "لاسفي، في الكنيست توجد جملة كبيرة من الشخصيات والاراء التي يصعب عليّ الاتفاق مع الكثير منها، ولكنها هنا. فهل ينبغي ترك الساحة لهم أم ان نكون في موقف يسمح بان نطلق فيه صوتا آخر أيضا؟".

        نحمان شاي قال معقبا ان هذه مجموعة خارج برلمانية وانه حتى الان لم يشارك في أي نشاط له.

        ليس كل يوم كريسماس

        هذه السنة الاقلية المسيحية في اسرائيل وفي المناطق اصبحت في عيد الميلاد موضع فرح، والعلاقات الاشكالية بين الفلسطينيين واليهود في الايام العادية تدحر الى الزاوية العلاقات المشحونة بين المسلمين والمسيحيين.

        بحث طليعي بادر اليه عنان سرور، معد رسالة دكتوراة من جامعة بن غوريون في بئر السبع، يصب قليلا من الضوء على ذلك. ويتضح من البحث ضمن امور اخرى ان المسيحيين بالذات يميلون الى الانغلاق ويبدون اقل تسامحا تجاه المسلمين. اما المسلمون فأبدوا استعدادا أكبر لقبول الرواية المسيحية ومالوا الى الانخراط بالمسيحيين.

        البروفيسورة شبرا سغي، رئيس برنامج ادارة وتسوية النزاعات في الجامعة، والتي أدارت البحث تشرح فتقول انه لكونهم أقلية، سواء كعرب في المجتمع الاسرائيلي ام كمسيحيين في المجتمع العربي، يشعر المسيحيون بالتهديد على هويتهم الاجتماعية سواء من جانب المجتمع اليهودي أم من جانب المجتمع الاسلامي – الفلسطيني.

        ويقوم البحث على أساس عينات تمثل السكان المسلمين والمسيحيين في اسرائيل (1.164 مسلم و 805 مسيحيين) وي الضفة (106 مسيحيين و 112 مسلم). في البحث، الذي اجري من خلال استبيانات موحدة ومداولات في مجموعات مركزة، فحصت ثماني أحداث مركزية توجد بالنسبة لها روايات مختلفة للمسلمين والمسيحيين، مثل هوية الدولة الفلسطينية المستقبلية و مسجد شهاب الدين الذي بني بجوار كنيسة البشارة في الناصرة.

        في المجموعات المركزة الاولى شارك اكاديميون مسلمون ومسيحيون. وخوفا من أن تعتبر الاسئلة مسا بالجبهة الفلسطينية الموحدة حيال المجتمع اليهودي، ادار اللقاء باحثون مسلمون ومسيحيون فقط: معدو رسالة الدكتوراه، سرور، سيرين مجلي ويحيى حجازي. اما الباحثات اليهوديات، سجي ود. عدمي مانع، فقد شهدا النقاش من وراء مرآة وحيدة الاتجاه. أحد المشاركين تلفظ بغضب: "نحن نتحدث بالعبرية عن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، واليهود يجلسون ويشاهدوننا".

        تبين ان مشاكل عربية داخلية أيضا تتقزم في ضوء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فاستبعاد الفلسطينيين المسلمين في العالم العربي والفلسطينيين المسيحيين على ايدي المسلمين في المنطقة وعلى ايدي العالم المسيحي الغربي يزيد حاجة المسلمين والمسيحيين الى الانتماء والى التراص الداخلي. هذه الحاجة تفوق كلما شعرت المجموعة بانها مهددة أكثر ومميزة عن باقي الجماعات في الرحاب، الامر الذي يذكرنا باليهود في المنفى في أزمنة الضائقة.

        المجموعة الصغيرة الاكثر عرضة للتهديد هي مجموعة المسيحيين. سواء في الضفة ام في اسرائيل؛ فقد عثر لديهم على مواقف مسبقة سلبية وغضب تجاه المسلمين. وتعتقد سجي ان هذا هو المصدر لاحساس قوي بالهوية الجماعية، والتي تجد تعبيرها في رفض الرواية الاسلامية والتشديد على مزايا المجموعة المسيحية وقربها من المجتمع الغربي.

        الطائفة المسيحية (ولا سيما في الضفة) طورت لديها آلية دفاع مشتركة لنزعة طائفية دينية، ذات مغزى، أهداف وقواعد واضحة. احساس بالجماعية يسمح بالعيش في ظروف الضغط الصعبة.