خبر لماذا حدث هذا لنا؟- هآرتس

الساعة 09:12 ص|27 ديسمبر 2011

لماذا حدث هذا لنا؟- هآرتس

بقلم: تاليا ساسون

(المضمون: يقيم بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان دعايتيهما الانتخابيتين على التخويف من الغير والكراهية ويأملان بذلك الابقاء على الاحتلال الذي سيجعل قيم الديمقراطية عقيمة - المصدر).

        تؤدي سلسلة القوانين عن مدرسة بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان الى استنتاج واحد وهو أنها ترمي الى المس بالديمقراطية. اذا كانت الديمقراطية الجوهرية كالتي كانت رائجة في اسرائيل حتى الآن، تعني حماية حقوق الانسان الأساسية، وحماية حقوق الأقلية وسلطة قضائية مستقلة فان هذه القوانين ستضعضع هذا النظام.

        لهذين الاثنين هدفان مركزيان هما البقاء في الحكم والحفاظ على الاحتلال. فالسلطة ستحفظ الاحتلال والمستوطنات، والاحتلال سيحفظ السلطة. والتغيير الدستوري يخدم هذين الهدفين. وتشوش الديمقراطية لأنها تُمكّن من جدل وليست فيها حقيقة واحدة. ان اسقاط الجمعيات اليسارية التي تعمل للسلام ووقف الاحتلال وحماية حقوق الانسان سيُسكت صوت اسرائيل الآخر. ولن تستطيع مبادرة جنيف ان تؤثر في قلوب المهاجرين من روسيا، ولن تستطيع "سلام الآن" ان تتعقب البناء في المستوطنات. وقد أصبح محظور اليوم على منتقدي المستوطنات ان يدعوا الى القطيعة مع منتوجاتها.

        ان اخضاع اختيار القضاة لمصادقة لجنة دستورية سيؤدي الى اختيار قضاة يُمتحنون بتصورهم السياسي. وهؤلاء الذين سيُختارون سيعلمون من اختارهم ولماذا. وسيكتبون في أقضيتهم – وهذا هو التوقع المنطقي لمن اختاروهم في الكنيست – لماذا ينبغي رفض القوائم الانتخابية العربية. وفي الختام ستُجرى انتخابات في اسرائيل على الصوت اليهودي الخالص.

        لماذا يُمكّن الجمهور الاسرائيلي من هذا؟ ان الديمقراطية قد جُعلت له وهو صاحب السيادة. فلماذا يوافق على تقليص سيادته ونقل القوة الى الجهاز السياسي؟.

        يبدو ان الساسة الذين يشتهون القوة يحسنون استغلال التربية الضئيلة على الديمقراطية في المدارس التي جاء قسم من الجالسين فيها من دول تعوزها ثقافة ديمقراطية. وهم يستغلون الخوف من أعداء اسرائيل ويؤججون كراهية العرب والاجانب. ويُقيم فريق منهم دعاية الانتخابات على التحريض على العنصرية. وحينما يكون الخطاب السياسي قائما على الخوف والكراهية والشر يتحلل المجتمع من كنوزه الروحانية وتتضعضع قيمه الأساسية الليبرالية. ان استمرار الاحتلال سيجعل قيم الديمقراطية عقيمة، ووطء الديمقراطية بالتشريع سيخلد الاحتلال والصراع الدامي.

حان الوقت لنقول هذه الحقيقة المرة لمن ما يزال مستعدا لسماعها.