خبر د.الزهار: حماس ستكتسح الانتخابات التشريعية المقبلة.. وترشيح رئيس أمر وارد

الساعة 08:30 ص|26 ديسمبر 2011

د.الزهار: حماس ستكتسح الانتخابات التشريعية المقبلة.. وترشيح رئيس أمر وارد

فلسطين اليوم- وكالات

 الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إن التيار الإسلامي الواعي الملتزم أصبح يقود المنطقة في العديد من الدول العربية التي تجري بها تحولات سياسية، متوقعا «ستة أشهر إلى سنة، لرؤية جغرافية سياسية مختلفة عن الجغرافية السابقة».

 

وتوقع الزهار في تصريحات خاصة لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية والصادرة في لندن، أن تحصل حماس على أغلبية ساحقة في الضفة الغربية في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في مايو (أيار) المقبل، وعلى نسبة أفضل في قطاع غزة من الانتخابات الماضية التي جرت عام 2006.

 

ونفى الزهار أن تكون حركة حماس أو أي تنظيم إسلامي في فلسطين، على علاقة بما يحدث في أي دولة عربية، مشيرا إلى أن «حماس ابتليت ابتلاء شديدا من دول غير إسلامية ودول متواطئة تسمى عربية وإسلامية 100 في المائة، لكنها صبرت وثبتت وتغلبت على ضعف الإمكانيات والعدو المتغطرس».

 

وحول ما يقال من أن حماس هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين، قال الزهار «لا داعي للدخول في جدل حول هل حماس جزء من (الإخوان) أم لا.. المهم لدينا المشروع الحضاري.. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لأننا لا نزال نؤمن بأننا سنحظى في يوم من الأيام بدعم عربي وإسلامي دولي لتحقيق أهدافنا».

 

وأوضح الزهار «الآن، نحن خطونا خطوات على طريق الوحدة الإسلامية ولا يتبقى سوى التنفيذ، خاصة أن عوامل توحدنا كثيرة وموجودة». وتابع «استنهاض حالة الأمة وإقامة مشروع التوحد سيعملان على اختفاء الأصول العرقية التي هي سبب من أسباب النزاع، ثم تختفي فيها الحدود السياسية والمصالح والثروات وتختفي الحروب الاقتصادية بين من يملك ومن لا يملك، وبهذا المشروع ستذوب كل عوامل الضعف في العالم الإسلامي».

 

وأضاف الزهار قائلا إن «العالم العربي والإسلامي يشهد ظاهرة كونية متجددة، فعندما يسود هذه الأمة ما يسود في الأمم غير الإسلامية من ظلم وقهر واحتلال وحصار وتجويع، لا بد أن يحدث ما نشهده حاليا من ربيع عربي، فهناك حركة تجديد في هذه الأمة ونهضتها وموروثها وعقيدتها، وإنه في الوقت الذي تهبط فيه كل أجنحة الظلم الممتدة على مستوى العالم كله، يصعد هذا الجيل الرباني الجديد ليجدد للأمة عزيمتها ودينها وعدالتها وحضارتها الحقيقية».

 

وأضاف الزهار أن «المنظمات الحالية في الدول العربية والإسلامية لا تصلح لإقامة اتحاد فيدرالي بينها، وأنه لا بد من حركة شبابية تقود هذا الموضوع، وعلى هذه الحركة أن تؤمن بعقيدتها وأن تشرك معها كل من يعمل لخدمة الوطن حتى تستطيع أن تصلح حال الأمة». وتوقع الزهار أن تحصل حماس على أغلبية ساحقة في الضفة الغربية في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في مايو المقبل، وعلى نسبة أفضل في قطاع غزة من الانتخابات الماضية التي جرت عام 2006. وبرر الزهار توقعاته، بأن حماس سحقت في الضفة الغربية بسبب الحصار الأمني، وهناك أفراد ماتوا من التعذيب هناك، إضافة إلى أن هناك ديونا على السلطة في الضفة الغربية، وأسر الشهداء تضررت وأسر المعتقلين تضررت، وكل هؤلاء سيصوتون ضد السلطة الفلسطينية في الضفة. أما في غزة فقد توافر لهم أمن والكل يقر بذلك، والآلاف الذين حرموا من الوظائف يعملون الآن، وكل ذلك سيدفع الناس إلى المقارنة.

 

وفي ما يتعلق بانتخابات الرئاسة، وما إذا كانت حماس سترشح أحدا، قال الزهار «هذا الموضوع متروك حاليا، وليس هناك قرار الآن حول شكل الانتخابات الرئاسية المقبلة، فنحن لدينا الكفاءات والكوادر التي تستطيع أن تقود كل المستويات، لكن القضية متروكة لحينها، فليس هناك فيتو على فكرة لأننا مقبلون على تغيير في الجغرافية السياسية في المنطقة 100 في المائة».

 

وحول الاستطلاعات التي تظهر من حين لآخر، وتظهر تراجع نسبة المصوتين لحركة حماس مقابل فتح، قال الزهار «إننا سعداء بهذه الاستطلاعات التي تأتي تحت عنوان ما يطلبه المستمعون. ففي 2006 خرجت استطلاعات كثيرة مماثلة، لكنهم فوجئوا بالحقيقة واكتساح حماس في الانتخابات».

 

وشدد الزهار على أنه «لا يمكن إجراء انتخابات قبل تشكيل الحكومة، فتشكيل لجنة انتخابية من دون وجود حكومة ومن دون الاتفاق على بقية البنود غير منطقي. وأكد أن من يظن أنه باتفاق المصالحة سيتم منع الاستيطان أو دحر الاحتلال فهو مخطئ، إلا إذا حدث تغير في الموقف في الضفة الغربية وأطلقت يد المقاومة لتقاوم الاحتلال بكل الوسائل».

 

وأكد الزهار أن هناك أطرافا عديدة مستفيدة من الانقسام الفلسطيني الداخلي، أبرزها أميركا والعدو الإسرائيلي، إضافة إلى الأجهزة الفلسطينية التي تتعاون أمنيا مع العدو الإسرائيلي، لكن أغلبية الشعب الفلسطيني مع وحدة الجزء المتبقي من الأرض المحتلة عام 1967.

 

وشدد الزهار على أنه يجب البدء فورا في تنفيذ المصالحة المجتمعية لمعالجة قضايا الاقتتال الداخلي والقتل وهدم البيوت، وهو ما ينبغي ترميمه بصورة جماعية، حتى يعود المجتمع والعائلات لحالها الطبيعي ويتم الذهاب إلى الانتخابات والقبول بنتائجها، وبعد ذلك يتم تشكيل حكومة سواء كانت حكومة ائتلاف أو حكومة ثنائية أو فردية، موضحا أنه «بذلك تتم معرفة مفهوم المصالحة، وأن من يريد الاستمرار في برنامج التفاوض فإن المفاوضات لا تطرد الاحتلال، وتجربتنا تقول إن عشرين سنة من المفاوضات لن تأتي بشيء في حين أن تجربتنا تقول أيضا إنه بالمقاومة تم طرد الاحتلال من غزة 2005». وقال «لا يجب أن نرهن قرارنا الداخلي بأوهام، فالغرب والولايات المتحدة يبيعان الوهم، وأبو مازن دائما يرهننا لأجندته السياسية.. فقد علق تطبيق اتفاقية المصالحة من الرابع من مايو المنصرم من أجل ما سمى باستحقاقات سبتمبر (أيلول)، واليوم يريد تأجيل الحكومة إلى 26 يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو الموعد الذي قدمته الرباعية لإسرائيل وأبو مازن للإجابة على عدة نقاط لبدء التفاوض حولها.. وبالتالي فالقضية الفلسطينية مرهونة بأجندات أميركية وغربية وهذا هو ما يعطل العمل».

 

واعتبر الزهار أن إطلاق سراح المعتقلين في الضفة الغربية مسألة حيوية ولا يمكن تجاوزها، مشيرا إلى أنه أكد لحركة فتح أن «من يريد العودة للقطاع من أبناء فتح وليس له قضية، فليعد، وإذا كانت عليه قضية فليواجه القضاء».