خبر « حميد » و« أبو جبر »:حكاية قائدين صنعا بطولات وانتصارات لاتُنسى

الساعة 10:32 ص|25 ديسمبر 2011

"حميد" و"أبو جبر": حكاية قائدين صنعا بطولات وانتصارات لاتُنسى

فلسطين اليوم- غزة

تأتي ذكرى العظماء ومازالت قوافل الأبطال مستمرة على تراب الوطن.. ومازال فرسان سرايا القدس يصولون ويجولون في ساحات الجهاد.. ويثيرون النقع في كل مكان.. من اجل رفع راية لا اله الله خفاقة عالية.. ويتقدمون الصفوف حين ينادي المنادي للجهاد بكل شجاعة وقوة في ميدان الشرف والعزة وحدهم.. لا يخافون في الله لومة لائم.. يتقدمون مشرعين صدورهم نحو الشهادة.. يستقبلونها بكل فرح وسرور.. ليجعلوا من أجسادهم جسراً لمواكب الشهداء.. ووقوداً دافعاً للمجاهدين الذين يحملون اللواء من بعدهم، ويسيرون على نهجهم.. وناراً ملتهبة للانتقام من أعداء الله و أعداء الدين والإنسانية.. والذين تلطخت أياديهم الغادرة بدماء أطفال وشباب وشيوخ ونساء فلسطين.

 

في مثل هذا اليوم المبارك الأحد 25/12 تطل علينا ذكرى استشهاد القائدين المجاهدين "مقلد حميد" القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزة، ورفيق دربه القائد "نبيل أبو جبر" احد ابرز قادة السرايا وسط القطاع، والذين ارتقيا إلى علياء المجد والخلود بعد مسيرة حافلة بالجهاد والتضحية والعطاء.

 

الشهيد القائد "مقلد حميد" في سطور

ولد الشهيد القائد "مقلد حميد" في العام 1967م، درس الشهيد المجاهد في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.أنهى الشهيد تعليمة الثانوي في مدرسة الفالوجا الثانوية. حصل الشهيد على دبلوم صناعي في وكالة الغوث. تربى الشهيد في أسرة فلسطينية محافظة، تعود أصولها إلى قرية "برير" الواقعة شمال شرقي قطاع غزة، حيث هاجرت الأسرة عام 1948م، ليستقر بها المقام في مخيم جباليا للاجئين. 

 

ترك الشهيد خلفه أسرة مكونة من زوجته الصابرة والمحتسبة وأولاده الستة أكبرهم حمزة وإسماعيل ومحمد وثلاثة من البنات. تعرف بعدها على الخيار الأمل، على الإسلام المقاوم، فوجد ضالته التي يبحث عنها فانتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في العام 1989م مع البدايات الأولى للانتفاضة المباركة التي نهض فيها الشعب مجتمعاً ليطالب بحقوقه التي عجزت عن استردادها أنظمة الخزي والعار وكل المتاجرين بدماء أبنائه، فكانت وقفه عز وفخار تحكى سيرتها الأجيال في كل مكان.

 

مع بداية انتفاضة الأقصى وقبلها بقليل كان الشهيد المجاهد "مقلد حميد" ممن ساهموا في تشكيل أولى مجموعات "سرايا القدس" الاسم الجديد للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. والتي كانت أولى عملياته عملية الشهيد المجاهد "نبيل العرعير" في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2000م.

 

قاد الشهيد القائد مجموعات سرايا القدس في قطاع غزة بكل جدارة واقتدار، ساهراً على المجاهدين ساعياً في خدمتهم متابعاً لمسيرة الجهاد، مشاركاً في العديد من العمليات، فكان مثال القائد الجهادي الرسالي الذي يحمل همّ الإسلام والجهاد وفلسطين دون كلل أو ملل صابراً محتسباً كل ما يجد من عقبات وآلام فداءاً لله وللجهاد في سبيله.

 

بعد العملية الجهادية المشتركة والتي وقعت مساء الاثنين 28 شوال 1424هـ الموافق (22/12/2003م) على طريق "كيسوفيم" الاستيطاني. حيث أدت تلك العملية إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة، واستشهاد كُلٍ من: الشهيد المجاهد/ أسعد إبراهيم العُطِّي من سرايا القدس. والشهيد المجاهد/ محمد سعود مصطفى من كتائب الأقصى.

 

وعلى إثر تلك العملية الجهادية، نشطت المخابرات الصهيونية في حملة جديدة من الاغتيالات لقادة ورموز العمل الجهادي. 

 

وفي مساء يوم الخميس الأول من ذي القعدة 1424هـ، الموافق (25/12/2003م)، قامت طائرات الأباتشي الصهيونية باستهداف سيارة المجاهدين "مقلد حميد" و"نبيل ابو جبر "الشريحي" بصواريخها المجرمة فيما طائرات العدو من نوع (F16) كانت تُحلق في الأجواء الفلسطينية لقطاع غزة للتغطية على الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا والتي راح ضحيتها المجاهدان "مقلد حميد" و"نبيل الشريحي" وذلك في شارع الصفطاوي شمال مدينة غزة.

 

أهم العمليات التي أشرف عليها الشهيد القائد" مقلد حميد" "- بتاريخ (13/12/1993م) تم التخطيط وتنفيذ أول عملية استشهادية في فلسطين عن طريق إسعاف مفخخ، والتي نفذها الشهيد المجاهد "أنور عزيز" وقتل خلالها العديد من الجنود، حيث كان يقف وراء هذه العملية الشهيد القائد "مقلد حميد".

 

- في العام 1993م دخل الشهيد المجاهد "خالد شحادة" الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م لتنفيذ عمليته البطولية منتحلاً اسم "مقلد حميد" حيث كان يحمل بطاقة هويته وتصريح الدخول، إذ لم يكن الأخ "مقلد" مطلوباً لقوات الاحتلال في حينها.

 

- شارك الشهيد المجاهد "مقلد حميد" في العام 1994م مع الشهيد المجاهد "أيمن الرزاينة" في عملية خطف جندي صهيوني، كما شارك في العام نفسه في عمليات إطلاق نار وإلقاء قنابل ضد مراكز الجيش الصهيوني، ومنها: السرايا وأبو خضرة ومركز جباليا.

 

- في العام 1994م أيضاً أشرف على عملية "إيريز" صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، حيث قام الشهيدان "أيمن الرزاينة" و"نبيل أبو الشريحي" ومجاهدان آخران، بإطلاق النار على تجمع للجنود الصهاينة فقتلوا جنديين وأصابوا آخرين بجراح.

 

- عملية الشهيدين "محمد أبو هاشم" و"ربحي الكحلوت" بتاريخ (2/11/1995م)، كان الشهادين على موعد مع الانعتاق إلى السماء حيث جنان الله الفيحاء.. حيث فجر كلٌ منهُما نفسه في قافلة من قوافل العدو على الطريق الاستيطاني لمجمع مغتصبات غوش قطيف، وكانت عمليتهما هي الرد الأولي والسريع على اغتيال الشهيد القائد "فتحي الشقاقي"، والذي اغتيل في مالطا بتاريخ (26/10/1995م).

 

- العملية الاستشهادية الأولى في انتفاضة الأقصى والتي نفذها الاستشهادي المجاهد نبيل العرعير بتاريخ (26/10/2000م) والتي أسفرت عن مقتل 4 جنود صهاينة وإصابة آخرين.

 

- الوقوف وراء الهجوم البطولي على نقطة عسكرية للمراقبة عند بوابة إيرز بتاريخ (14/9/2001م) بعبوة ناسفة تزن (5كغم) من (TNT) حيث تم إلقائها داخل غرفة المراقبة الأرضية ومن ثم تفجيرها، الأمر الذي أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة من الجنود بجراح.

 

- الوقوف وراء عملية إطلاق قذائف (RBG) بتاريخ (21/6/2002م) على منزل (أبو خوصة) الذي كان يحتله الجيش الصهيوني في منطقة الشيخ عجلين بالقرب من مستوطنة "نتساريم" الأمر الذي أدى إلى مقتل جندي صهيوني، والعملية كانت مشتركة بين مجاهدي سرايا القدس وكتائب الأقصى.

 

- إرسال الاستشهادي "عماد أبو عيشة" بتاريخ (22/7/2002م) لينفذ عملية استشهادية من خلال إشتباك مسلح مع دورية راجلة للعدو الصهيوني قرب مستوطنة "غوش قطيف" الأمر الذي أدى إلى إصابة جنديين بجراح.- عملية تفجير بعض العبوات الناسفة المضادة للأفراد على طريق مستوطنة نتساريم وسط قطاع غزة بتاريخ (9/11/2002م) والتي أسفرت عن مقتل ضابط وجندي صهيونيين، وكانت تلك العملية رداً أولياً على اغتيال القائد المجاهد إياد صوالحة قائد سرايا القدس في جنين.

 

- العملية النوعية في عرض بحر غزة ضد سفينة "دبور" تابعة لسلاح البحرية الصهيوني بتاريخ (23/11/2002م) والتي نفذها الشهيدان الاستشهاديان: جمال إسماعيل ومحمد المصري وأسفرت عن إصابة 4 جنود بجراح خطيرة.

 

- إرسال الاستشهادي المجاهد: محمود محمد شلدان لتنفيذ هجوم استشهادي بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة بتاريخ 2/12/2002م على الموقع العسكري الصهيوني لمغتصبة "نتساريم"، مما أدى إلى إصابة جنديين بجراح.

 

- الوقوف وراء عملية تفجير عبوة ناسفة كبيرة تزن (70 كغم) بدبابة حربية صهيونية بتاريخ (15/5/2003م)، عند مفرق الكف وسط بلدة بيت حانون خلال إجتياح البلدة الأمر الذي أدى إلى مقتل جندي صهيوني. - إرسال الاستشهادي "بلال أبو حمودة" بتاريخ (23/10/2003م) حيث تمكن شهيدنا "بلال" من التسلل إلى طريق "كوسوفيم" الاستيطاني، وفتح سلاحة الرشاش من مسافة قريبة جداً على جيب عسكري صهيوني مما أدى إلى مقتل جندي صهيوني وإصابة ثلاثة جنود آخرين.

 

- كان آخر عملية أشرف عليها شهيدنا القائد "مقلد حميد" هي العملية المشتركة بين سرايا القدس وكتائب الأقصى والتي نفذها الاستشهاديان "أسعد العُطي" و"محمد مصطفى"، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح.

 

الشهيد القائد "نبيل أبو جبر" في سطور

ولد شهيدنا القائد نبيل أبو جبر في مخيم النصيرات بتاريخ (18/1/1975)، مخيم الشهداء والعطاء. تربى الشهيد (أبو بكر) وترعرع في أسرة محافظة في مخيم النصيرات تعود أصولها إلى مدينة "بئر السبع" التي هجر أهلها منها في العام 1948م، وتتكون أسرته من ستة أخوة وستة أخوات وهو خامس أخوته الذكور. وتزوج الشهيد برفيقة حياته، وانتقل إلى الرفيق الأعلى تاركاً لها اثنين من البنين: أكبرهم بكر (2.5 سنة)، محمد (1 سنة). كان شهيدنا شديد التدين، تلمس فيه أخلاق قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يطلب من الجميع إخلاص النية وتصحيحها والتواضع بشدة الله، وهذا ما دعاه لمنع إلصاق صور له في أي مكان في وصيته، كان شديد الصمت، وفي السجن كان الوحيد الذي لا يرغب في مد خطوط اتصال مع باقي الغرف وكان غاية في الحذر، ذو فلسفة أمنية متميزة وهذا ما جعله يعمر هذه الفترة رغم المطاردة والملاحقة.

 

كان شديد الحب لإخوانه وأصدقائه مقداماً ومبادراً في أي عمل يحتاجه وكان دائماً يوصيهم بعدم اليأس والصبر على كل ما يقابلوه و كان جريئاً شجاعاً يتقدم لأي مهمة جهادية بقلب المؤمن وبخطى المخلص العارف، ولهذا كان النجاح حليفه في معظم مهماته الجهادية.

 

بدأ الشهيد المجاهد أبو بكر منذ طفولته بالتردد على مسجد الشهيد: سيد قطب، وكان محافظاً على جميع صلواته في هذا المسجد حتى أصبح أحد أعمدته المشرفة، كما كان متديناً دمثاً الخلق وصدره رحباً منذ صغره، وقد عرفه جميع أهل الحي بالهدوء الشديد والأخلاق المحمدية الرفيعة والنفس الطيبة، فلم يشك منه أي فرد من أهل الحي أو من أقرانه من أي مشكلة كانت.

 

في العام 1991م ولشدة إخلاصه وحبه للشهادة وسريته التامة، تم اختياره ليكون أحد أعضاء الجهاز العسكري للحركة في ذلك الوقت (كتائب سيف الإسلام) وشارك في عدة عمليات بطولية، مما جعله هدفاً مطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني حيث قامت بمداهمة منزله لتبدأ رحلة المطاردة من قبل المحتل الصهيوني والتي استمرت 11 عاماً.

 

في العام 1992م تم تأسيس "قسم" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على يد القائد: محمود الخواجا، حيث كان "أبو بكر" من ضمن المشاركين في ذلك فأوكلت له مهمة قيادة "قسم" في المنطقة الوسطى.. وأوكلت إليه العديد من العمليات الجهادية.

 

أهم العمليات التي أشرف عليها الشهيد القائد "نبيل أبو جبر"- بدأ الشهيد القائد "أبا بكر" أولى مهامه الجهادية بعملية كفارداروم الاستشهادية الضخمة بتاريخ (9/4/1995م)، حيث قام بتجنيد الاستشهادي المجاهد "خالد الخطيب" والذي اقتحم بسيارته المفخخة باصاً للجنود الصهاينة ليقتل (9) جنود ويصيب (20) آخرين ومن ضمنهم مجندة أمريكية، مما جعله وبعد هذه العملية مطلوباً بشكل رئيسي لأمريكا والكيان والسلطة أيضاً.

 

- في عام 1994م قام بالمشاركة في قتل (3) جنود صهاينة قرب مغتصبة موراج، حيث كان يستقل سيارة من نوع بيجو (404) مع الشهداء "محمود الخواجا" و"أيمن الرزاينة" و"عمار الأعرج" حيث فتحوا نيران أسلحتهم على جيب عسكري "صرصور" وتم القضاء على الجنود الثلاثة في الجيب.

 

- في العام 1994م أيضاً، صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك شارك في عملية "إيريز" مع الشهيد "أيمن الرزاينة" ومجاهدان آخران وتم في العملية القضاء على جنديين صهيونيين وإصابة آخرين بجراح.

 

- في انتفاضة الأقصى المباركة قام بتأسيس الجناح العسكري "سرايا القدس" في قطاع غزة مع الشهداء القادة "محمود الزطمة" و"مقلد حميد"، وقام بقيادة السرايا في المنطقة الوسطى، وقام بالتخطيط ومتابعة عدة عمليات نذكر منها:

 

- الإشراف على عملية كفار داروم "المحطة" في دير البلح بتاريخ 20/9/2001م حيث قامت مجموعة من "سرايا القدس" باقتحام ثكنة عسكرية والاستيلاء بالكامل على الثكنة واستشهد فيها قائد السرية الخاصة الشهيد القائد "منير أبو موسى" أثناء رفعه راية "لا إله إلا الله" على الثكنة العسكرية، وقد أدت هذه العملية إلى مقتل 3 جنود صهاينة.

 

- التخطيط لعملية الانتقام الأولى رداً على اغتيال الشهيد القائد "إياد صوالحة" وذلك من خلال نصب كمين لدورية راجلة بتاريخ (9/11/2002م) عند مغتصبة "نتساريم" والتي أدت إلى مقتل ضابط وجندي صهيوني وعودة المجاهدين بسلام.  

 

- يعتبر الشهيد القائد "نبيل أبو جبر" مسئولاً عن تفجير جيب عسكري بمنطقة جحر الديك شرق البريج بتاريخ (15/4/2003م) وقد أكد المجاهدين في حينه تدمير الجيب بالكامل، وقد اعترف العدو بإصابة أربعة من جنوده بجراح جراح ثلاثة منهم خطيرة.

 

- كان آخر عملية أشرف عليها شهيدنا القائد نبيل أبو جبر هي العملية المشتركة والتي نفذها الاستشهاديان أسعد العطي (من سرايا القدس) و محمد مصطفى (من كتائب شهداء الأقصى). حيث كان باتصال مباشر مع الاستشهادي أسعد العطي من خلال جهاز اتصال خاص أثناء المعركة ومحاصرة القوات الصهيونية للشهيد أسعد الذي قال لشهيدنا القائد أبي بكر: لم أرى أجبن من الجنود الصهاينة وطلب منه أن يدعو له بالشهادة.