خبر يوجد من يمكن الحديث معه -يديعوت

الساعة 09:07 ص|25 ديسمبر 2011

يوجد من يمكن الحديث معه -يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

انهم في مكتب رئيس الحكومة غاضبون مرة اخرى على أبو مازن ولا نقول غاضبون فقط بل مزعزعون. فقد التقى الزعيم الفلسطيني في الاسبوع الماضي في تركيا آمنة منى التي كانت مشاركة في قتل الفتى أوفير رحوم. "ان من يتبجح بصنع سلام مع اسرائيل يُبعد النُقلة حتى تركيا للقاء قاتلة تثير الاشمئزاز"، قالوا في ديوان نتنياهو. انها كلمات كالمهاميز.

اجل، ان آمنة متى قاتلة تثير الاشمئزاز كان ينبغي ان تتعفن في السجن الاسرائيلي. لكن ماذا نفعل، أطلق سراحها نتنياهو مع مئات ممن قتلوا اسرائيليين في اطار صفقة اطلاق سراح جلعاد شليط. فماذا بقي اذا لأبو مازن، في حين حظيت حماس بكل المدح والتمجيد لأنها نجحت في اخضاع نتنياهو؟ أن تُلتقط له الصور مع المفرج عنهم.

أشار رئيس الحكومة في واقع الامر من جملة ما أشار اليه الى المسار لاولئك الذين بقوا في السجون واولئك الذين يخططون الآن لعمليات تفجير على أبرياء – يقول انه لا يوجد ما يخشونه، وانهم سيُحررون في الصفقات التالية. ويستطيعون ايضا الاطمئنان من التهديدات التي نثرها الوزير يسرائيل كاتس بأنه سيبادر الى سن قانون يُمكّن من الحكم بالاعدام على قتلة اسرائيليين. هذا كلام فارغ: فلا يجب فعل أي فعل تشريعي في هذا الشأن لأن سفر القوانين الاسرائيلي يُمكّن من الحكم بالاعدام، لكن جهازنا القضائي يمتنع عن استعمال هذه الوسيلة لاسباب كثيرة ومتنوعة.

لكن المهم ان نتذكره وراء غسل الكلمات المعروف للردود المتوقعة من ديوان رئيس الحكومة، هو ان أبو مازن يمثل الاحتمال المعقول لتحادث من اجل تسوية ما. ولست أتحدث عن اتفاق كامل يؤدي الى انهاء الصراع والى إرضاء حاجاتنا كلها. يشهد قادة الجيش ان أبو مازن، بخلاف عرفات، يفعل في الغرف المغلقة ما يقوله علنا: فهو يوجه قواته الامنية الى العمل في تصميم على مجابهة مخططي العمليات، وهذه حقيقة.

يجب ان يُقال الكلام التالي للجانب الفلسطيني وهو: لكم شريك اسرائيلي.

يجدر ان نتفق بيننا على ان الجانب الفلسطيني لا يجب عليه ان يتخلى عما اعتيد ان يُعرّف بأنه "روايته": أي رؤيته نفسه ضحية، وعن المأساة التي جربها الفلسطينيون، وعن تجربة الاقتلاع الشعورية و"النكبة" أو كل تعبير آخر يقيم هذه المواجهة النازفة في المائة سنة الاخيرة. وكنت أقترح في موازاة هذا على أبو مازن ان يتخلى عن الشروط السابقة التي يشترطها لتجديد التفاوض مع نتنياهو.

يمثل نتنياهو أكثر الاسرائيليين المستعدين لمحادثة الفلسطينيين ويواصل في نفس الوقت السيطرة على أجزاء اخرى في مناطق يهودا والسامرة. والواقع في الميدان الذي ملخصه هو الاعتراف بأن نحوا من نصف مليون اسرائيلي يسكنون وراء الخط الاخضر، هو الذي يُملي على كل رئيس حكومة اسرائيلي قواعد سلوكه في مفاوضة الفلسطينيين.

هذا هو الشريك الاسرائيلي كما ان ذاك هو الشريك الفلسطيني. ان أبو مازن لن يتخلى عن الخطوط الهيكلية لروايته ومن ضمنها ان من نراهم قتلة هم "أسرى النضال الفلسطيني لانشاء دولتهم"، أما الزعيم الاسرائيلي فلا يستطيع ان يتخلى في الواقع السكاني في الضفة منذ احتُلت في حرب الايام الستة. اعتاد اسحق رابين ان يقول ان للاسرائيليين جميعا حلما وهو ان يستيقظوا ذات صباح فلا يروا الى جانبهم جيرانهم العرب. وكان رابين يلخص في جفاف ويقول ان هذا الحلم لن يتحقق الى الأبد: فالعرب هنا، والفلسطينيون الذين يعيشون الى جانبنا لن يختفوا، ولهذا تجب المبادرة الى اجراءات تجعل الحياة في هذه الارض محتملة للطرفين. وقد عمل رابين على تحقيق هذا الهدف الى ان دفع حياته ثمنا له.

حان الآن وقت ان يفعل اولئك الذين يدّعون قيادة الشعبين وألا يكتفوا بنشر تصريحات وردود لم تعد تؤثر في أحد.