خبر اقتراح لتقليص مدينة القدس للجدار العنصري

الساعة 01:24 م|24 ديسمبر 2011

اقتراح لتقليص مساحة مدينة القدس للجدار العنصري

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

اقترح رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس "نير بركات" تقليص حدود مدينة القدس إلى حدود جدار الفصل العنصري وبذلك يسمح هذا الاقتراح "لإسرائيل" بتغيير المعالم الجغرافية للقدس والاحتفاظ بأغلبية يهودية داخل المدينة.

وبحسب الخطة فإن "إسرائيل" ستتنازل فعليا عن السيطرة على أحياء من القدس "الشرقية" خارج حدود الجدار الفاصل, علما أن هناك نحو 70 ألف فلسطيني من سكان القدس "الشرقية" يحملون الهوية الزرقاء سيتم وقف خدمات البلدية المقدمة لهم وإخراجهم من خارطة مسئولية البلدية, في حال تم إقرار الخطة.

وسيشمل المخطط إخراج حي شعفاط وراس العمود وكفر عقب وأجزاء من مخيم قلنديا للاجئين, علما أن هذه المناطق تدار حاليا على أيدي اللجان الشعبية المرتبطة بالسلطة الفلسطينية وبينما تم نقل المسئولية الأمنية مؤخرا إلى لواء بنيامين التابع لجيش الاحتلال.

وأشارت مصادر إعلامية "إسرائيلية" إلى أن بركات عرض خطته على جهات في جهاز الدفاع والتقى أمس مع رؤساء الصهيونية الدينية, إلا أن هذه الخطة واجهت انتقادات من قبل ممثلي أحزاب الليكود والاتحاد القومي و"إسرائيل" بيتنا الذين لا يختلفون مع بركات حول مبدأ التخلص من السكان العرب في المدينة وإنما يريدون الاحتفاظ أيضا بالمساحة الجغرافية للمدينة.

مشروع "القدس موحدة للشعب اليهودي"

وفي ذات السياق من المقرر أن تبحث الحكومة "الإسرائيلية" غداً الأحد في مشروع قرار يعلن أن القدس المحتلة عاصمة موحدة للشعب اليهودي. وإذا ما اتخذ هذا القرار فإنه يشكل سابقة سوف تقود إلى عاصفة احتجاج دولية.

وأشار موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الالكتروني إلى أن اللجنة الوزارية لشؤون التشريع ستبحث يوم غد الأحد قانون "القدس عاصمة "إسرائيل" والشعب اليهودي" الداعي لتوصيف القدس كعاصمة موحدة للشعب اليهودي. وقال مقدّم المشروع عضو الكنيست من الاتحاد القومي، أرييه ألداد إن "هذا إعلان يأتي لمصارعة كل من يشكك بفرادة القدس للشعب اليهودي".

ومن المهم الإشارة إلى أن الدول الغربية سعت لاعتبارات تتعلق بالمكانة الدينية للقدس إلى ترتيب وضع خاص لها في قرار التقسيم العام 1947 ويجعل منها منطقة دولية. وقد لعب هذا الموقف ولا يزال دوراً في عدم اعتراف أغلب دول العالم بإعلان "إسرائيل" للقدس عاصمة لها لا في نطاق "القدس" الغربية قبل العام 1967 ولا بعد احتلال الضفة الغربية والقدس "الشرقية".

ومن المعروف أن "إسرائيل" سنت في العام 1967 قانوناً يعلن توحيد القدس، شرقيها وغربيها، ولكن هذا القانون لم يعد يكفي أرييه ألداد في زمن هيمنة اليمين المتطرف على الحياة العامة في الدولة العبرية. فقد برر ألداد مشروعه قائلاً إنه "في الوقت الذي يريد بعض الناس أن تغدو القدس عاصمة لفلسطين، أو مدينة دولية أو ترهات من هذا النوع، ونحن نعتقد أنه يجدر بنا أن نأتي لنقول إن القدس كانت أبداً وستبقى عاصمة لشعب واحد فقط. فطوال أكثر من 60 عاماً كانت عاصمة دولة واحدة وهي أبداً لم تكن عاصمة لأي شعب آخر".

وكان ألداد قد تقدم بمشروع القانون هذا بالاشتراك مع عضو الكنيست زفولون أورليف من «البيت اليهودي» على أساس أنه قانون أساس. ولكن لأن الأحزاب الدينية تعارض من حيث المبدأ كل القوانين الأساس ذات الطبيعة الدستورية، حيث يرون أن ثباتها يتعارض مع قوانين الشريعة، قرر عضوا الكنيست تقديم المشروع كاقتراح خاص.

وتم تقديم المشروع للكنيست في شباط الماضي، حيث سيتم بحثه في اللجنة الوزارية غداً وبلورة موقف رسمي بشأنه. وشدد ألداد على أن «مشروع القانون جاء ليعبر عن مركزية القدس في حياة دولة إسرائيل والشعب اليهودي وتعزيز سيطرة الشعب اليهودي في القدس الموحدة". واعترف ألداد بأن للقانون قيمة إعلامية لكن "لذلك أيضاً أهمية فائقة جداً".

احتجاج أوروبي على خطط الاحتلال

من جهة أخرى قدم سفير الاتحاد الأوروبي في "إسرائيل"، آندرو ستاندلي، أمس إلى وزارة الخارجية احتجاجا رسميا على إجلاء سكان بدو وهدم بيوت فلسطينيين في المنطقة "إي 1"، وهي منطقة تخطط "إسرائيل" لأن تنشئ فيها في المستقبل حيا يُحدث تواصلا بين القدس ومعاليه ادوميم.

تثير المنطقة "إي 1"، التي تخطط "إسرائيل" لأن تنشئ فيها حي مبسيرت ادوميم، انتقادا في العالم منذ زمن طويل. فالولايات المتحدة تعارض بشدة إنشاء الحي خوفا من أن يقسم الضفة الغربية إلى اثنتين ويفصل عنها شرقي القدس – وهكذا تُحبط احتمالات إحراز تسوية دائمة وإنشاء دولة فلسطينية.

وكان الاحتلال قد افتتح في الأسبوع الماضي، المعبر الجديد في شعفاط شمالي القدس الذي يفصل المخيم عن المدينة بشكل نهائي, علما المعبر الذي حل محل الحاجز العسكري القديم أشبه بمحطة نهائية بين دولتين من ان يكون حاجزا أمنيا، وهو يمتد على مساحة كبيرة ويشمل خمسة مسارات تفتيش لسيارات ومسارا معوجا للمارة. ينضم معبر شعفاط إلى معابر حدودية كبيرة أخرى أُنشئت في السنين الأخيرة في منطقة القدس. وتخدم المعابر في الأساس سكانا يبلغ عددهم 70 ألفا من الفلسطينيين من أصحاب الهوية الزرقاء ممن فصلهم الجدار عن القدس.