خبر الاستيطان يلتهم بلدة الخضر

الساعة 08:11 ص|23 ديسمبر 2011

الاستيطان يلتهم بلدة الخضر

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

أمام تسارع حركة الاستيطان لم تعد مدينة القدس المحتلة وفق خطط وفهم الاحتلال "الإسرائيلي" تقتصر على المدينة المتعارف عليها وحدودها التاريخية، بل تجاوزت ذلك إلى ما بات يعرف باسم "القدس الكبرى" التي وصلت أطراف مدينة الخليل جنوبا ورام الله شمالا، ومشارف البحر الميت شرقا.

ومن بين المناطق التي طالها الاستيطان بفعل المشاريع التوسعية والاستيطانية والجدار العازل بلدة الخضر (غرب مدينة بيت لحم، و16 كليومترا جنوب القدس) حيث أتى الاستيطان على نحو 95% من أراضيها.

وحسب مسؤولي البلدة فإن قضايا الاستيطان والمصادرة تستحوذ على جزء كبير من جهودهم، خاصة المتابعات في المحاكم "الإسرائيلية"، حيث تتواصل عمليات المصادرة، وإعلان عطاءات البناء الاستيطاني بشكل متسارع.

الاستيطان في أرقام

وحسب معهد الأبحاث التطبيقية (أريج)، فإن المساحة العمرانية للبلدة تبلغ 601 دونم فقط، موضحا أن اتفاق أوسلو الثاني المؤقت والموقع في العام 1995 بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية صنفت القرية إلى: "أ" و "ب" و "ج".

وتبين ورقة معلومات نشرها المعهد في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن الفلسطينيين يتمتعون بسيطرة إدارية وأمنية على 565 دونما فقط، ومدنيا على نحو 1176 دونما أخرى، فيما  تسيطر إسرائيل بشكل كامل على 18394 دونما من أراضي الخضر.

وحسب أريج فإن خمس مستوطنات، يبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف مستوطن، تتقاطع على أكثر من 6000 دونم من أراضي القرية وهي: روش تسوريم وألون شيفوت وألعيزر المقامة ومجدال عوز المقامة عام ونفي دانئيل وأخيرا إفرات وتعد كبراها حيث تزيد مساحتها على 2000 دونم وسكانها يفوقون 8000 نسمة.

ووفق نفس المصدر فإن جدار العزل العنصري سيمتد بطول 6.7 كلم على أراضي القرية متجها من الشمال إلى الجنوب، حيث سيتسبب بعد الانتهاء من العمل فيه بعزل ومصادرة أكثر من 15 ألف دونم (15.3 كم²)،أي نحو 76% من مساحة قرية الخضر الكلية التي يتشكل معظمها من أراض زراعية وغابات.

وفي الأيام العشرة الأخيرة، صادرت سلطات الاحتلال 150 دونما زراعيا من أراضي البلدة، تقع قرب مستوطنة دانيال، فيما أقرت سلطات الاحتلال بناء حي جديد يضم 40 منزلا بجوار نقطة عسكرية تقام على أراضي حي "محمدين" من الجهة الجنوبية.

خارج السيطرة

من جهته يقول رئيس البلدية رمزي صلاح إن 95% من أراضي القرية بات خارج السيطرة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الاحتلال صادر كل الأراضي الصالحة للزراعة وأقام عليها مستوطنات وبؤرا استيطانية ونقاطا عسكرية.

ويضيف أن نصف المساحة المتبقية للبلدة ومساحتها نحو 1000 دونم مصنفة "ج"، وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، وتقع في وسط البلدة وتفصل أحياءها الجديدة عن بلدتها القديمة.

ويحظر على السكان البناء فيها أو تغيير معالمها، لتبقى مساحة البلدة الكلية نحو ألف دنم، منها نحو 600 دنم مصنفة على أنها وقف إسلامي ومسيحي.

ويشير إلى وجود إخطارات هدم بخمسين بيتا ومنشأة في البلدة، لافتا إلى اختناق سكاني واتجاه المواطنين للبناء الأفقي في البلدة البالغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة، موضحا أن نسبة الزيادة السكانية السنوية تبلغ 3.6%.

من جهته يقول عضو المجلس البلدي محمود عبد الله إن التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" يشكل أكبر تهديد للبلدة بشكل خاص، ومدينة بيت لحم بشكل عام، فيما بات الشارع الالتفافي (القدس-الخليل) يغلق بالكامل الجهة الغربية للبلدة، ويمنع استخدامه إلا من نفق وبوابة حديدية يتحكم فيهما الاحتلال.

وأوضح عبد الله أن السبيل الوحيد لمواجهة هذه المخططات هو القضاء الإسرائيلي رغم أنه يميل لصالح إسرائيل بنسبة 99% وخضوعه لقوانين عنصرية وأوامر عسكرية.