خبر فلسطين في 365 يوم.. نجاحات وإخفاقات والمقاومة تسجل بصمتها

الساعة 08:47 ص|22 ديسمبر 2011

فلسطين في 365 يوم.. نجاحات وإخفاقات والمقاومة تسجل بصمتها

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

على أبواب العام الجديد، يودع الفلسطينيون عام 2011 بمزيد من الأحداث والتطورات التي لم تتغيراً كثيراً عن عامها السابق، إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تسجل بصمتها بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى وخلق توزان مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، فيما أخفقت "فتح وحماس" في تحقيق مطلب الوحدة الوطنية الذي مازال معلقاً.

 

فقد احتفل الفلسطينيون في عام 2011 بإتمام صفقة "وفاء الأحرار" التي أنجزتها المقاومة الفلسطينية، بالإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيراً ضمن مرحلتين شهدت الأولى فيها الإفراج عن 477 أسيراً معظمهم من المؤبدات، حيث أُبعد جزء من أسرى الضفة المحتلة إلى غزة وتركيا وسوريا ولبنان، فيما شهدت المرحلة الثانية ما اعتبره البعض إخفاق حيث أفرجت "إسرائيل" عن 550 أسيراً منهم 41 أسيراً من غزة.

 

المقاومة الباسلة

وقد سجلت المقاومة في هذا العام نجاحاً كبيراً في إتمام الصفقة، ولكن تبقى المسيرة مستمرة حيث مازال خمسة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، في ظروف اجتماعية ومعيشية وصحية صعبة.

 

ولم يكن نجاح المقاومة الفلسطينية مقتصراً على الاحتفاظ بـ"شاليط" لعدة سنوات دون تمكن الاحتلال من معرفة مكانه، أو حتى طريقة وأسلوب تسليمه للاحتلال، فقد سجلت المقاومة نجاحاً في خلق توازن مع جيش الاحتلال.. حيث فاقت قدرات المقاومة توقعات الاحتلال من خلال استخدام أساليب أكثر تطوراً من ذي قبل.

 

وقد أصبح الرد على كل اعتداء كفيل بموجة موجهة تجنبت "إسرائيل" خوضها لاعتبارات داخلية وخارجية ليبقي الوضع متوتراً طوال الوقت في غزة، التي قدمت خلال العام عدداً من قادة لجان المقاومة الشعبية وسرايا القدس التي قدمت ثُلة من قياديها البارزين.

 

الثورات العربية

ولم يكن الفلسطينيون بعيداً عن الثورات العربية التي تميز بها عام 2011، حيث كانت القضية الفلسطينية أهم أحد محاور عدد من الثورات، كالثورة المصرية التي كان لها أثر بارز على القضية الفلسطينية، تأثرت بالفلسطينيين وأثروا بها، فكان خروج عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية بعد هربهم خلال أحداث الثورة.

 

ولكن على الرغم من أحداث الثورة المصرية، إلا أن مصر مازالت ترعى ملف المصالحة الفلسطينية، حيث تحتضن في نهاية هذا العام جلسات الحوار بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية، التي فشلت في تنفيذ وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في الخامس من أيار الماضي في القاهرة، الأمر الذي أحدث ضغطاً جماهيرياً تمثل في خروج المسيرات والاعتصام بساحة الجندي المجهول بمدينة غزة متزامنة مع رام الله.

 

وتباعاً لأحداث الثورة المصرية، فقد ساهمت الثورة في إحداث انفراجة جزئية في عمل معبر رفح جنوب قطاع غزة، مع استمر وصول القوافل العربية عبره بعد منع "إسرائيل" من دخولها عبر البحر، كما شهد المعبر تخفيف للأزمة التي يعاني منها المسافرون حيث أصبح المعبر يعمل لستة أيام في الأسبوع.

 

معركة سياسية

وفي خضم هذه الأحداث المتتالية خلال عام 2011، كانت "إسرائيل" تواصل سرقة ونهب الأراضي الفلسطينية، وإقامة المستوطنات التي ضيقت مدن الضفة المحتلة، في ظل استمرار حملة الاعتداء على المقدسات الإسلامية كالمساجد، حيث شهد عام 2011 أكثر من 20 إعتداء صهيوني على المسجد.

 

وكانت مدينة القدس في هذا العام الأكثر حزناً بعد أن انشغل عنها الكثيرون من إعلاميين وباحثين ومختصين ومسؤولين، فكانت "إسرائيل" تشن حملتها ومازالت عليها من أجل تهويدها والسيطرة عليه، وكان باب المغاربة الأكثر معاناة والتي مازالت مستمرة، فيما مارست "إسرائيل" عنصريتها على سكانها ونوابها الذين طردوا منها.

 

أما أراضينا المحتلة عام 1948، كانت الهبة الجماهيرية الكبرى لمقاومة سياسة الاحتلال بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والاستيلاء عليها لصالح الصهاينة.

 

وتأتي هذه الممارسات في ظل حراك سياسي كبير على كافة المستويات فقد استطاعت السلطة الوطنية، الحصول على مراقب دائم في "اليونسكو" بعد حصول فلسطين على اعتراف العديد من الدول الغربية، الأمر الذي شكل بالنسبة لـ"إسرائيل" أزمة دبلوماسية كبيرة على حد وصف عدد من الباحثين.