خبر شجرة الخروب ونعجة الفقير- هآرتس

الساعة 09:29 ص|21 ديسمبر 2011

 

شجرة الخروب ونعجة الفقير- هآرتس

بقلم: دفنه غولان

ما كانت شجرة الخروب القديمة النابتة في منحدرات جبل المشارف تستطيع ان تتخيل ان تُهود ذات يوم ايضا. على حسب روايات نصرانية، سُميت قرية العيسوية التي نمت فيها شجرة الخروب باسم عيسى الذي كان يجلس مع حوارييه في ظل الشجرة. وتتحدث روايات مسلمة عن ان شجرة الخروب كانت مكان لقاء لقادة جيش صلاح الدين الذين سُميت القرية باسم واحد منهم. والنصارى والمسلمون يؤمنون بقداسة الشجرة ويحجون الى شجرة الخروب القديمة من اجل تحقيق أماني – لكن سلطة الطبيعة والحدائق طمعت فيها ايضا. وفي القدس لا تُجادل سلطة الطبيعة والحدائق.

ان خطة الحديقة الوطنية الجديدة "منحدرات جبل المشارف" تخالف الخطة الهيكلية التي اقترحتها البلدية. فهي تسلب جميع الاراضي التي بقيت في العيسوية وأكثر اراضي الطور. ولا تضم شجرة الخروب القديمة فقط بل عدة بيوت قائمة ايضا. لكن رئيس البلدية وسلطة الطبيعة والحدائق يريدان حديقة لمنفعة السياح.

ومن اجل ضم المهانة الى الخزي، توصف شجرة الخروب القديمة والمقدسة في خريطة الخطة الجديدة بأنها شجرة صنوبر. ان القدس التي تُبنى من اجل السياح هي مدينة متوهمة يعود ماضيها وحاضرها ومستقبلها لليهود وحدهم بحسب القائمين عليها. ان نحوا من نصف مليون سائح يزورون كل سنة أنفاق مدينة داود. وهم لا يرون السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في زحمة وفقر في حي سلوان فوقهم. وفي حي البستان يخطط رئيس البلدية لهدم بيوت عشرات العائلات الفلسطينية، لبناء حديقة ربما مر بها ذات مرة الملك داود. والآن يعدون السياح بحديقة جديدة يتنزهون فيها. ومن المؤكد ان شجرة الخروب القديمة فيها ستُهود قريبا، ويتبين انها شجرة خروب كان يستظل بظلها قدماء الاسرائيليين.

يرمي جزء كبير من التخطيط في القدس الى إزاحة أقدام الفلسطينيين من المدينة وسجنهم بين حدائق وطنية ومستوطنات ومواقع سياحية. ان أكثر من 98 في المائة من الحدائق العامة التابعة للأحياء هي في غربي المدينة ولا يكاد يوجد في شرقيها حدائق خضراء إلا حدائق وطنية فقط بُنيت من اجل سياح على اراضي فلسطينيين. ربما تنزه الملك داود في كل الحدائق الوطنية في القدس بل ربما قعد تحت شجرة الخروب في العيسوية، لكن كان حتى هو سيقول ان هناك حداً لكل تحقير وان نعجة الفقير لا يجوز سلبها.